بقلم: فهد شهاب
النوافذ التي لا تطل
على البحر
لا شيء يوجعها
وأنا كيفما كنت واقفاً
من موضع هذه القصيدة
لا أشبه شيء
حتى البلاد التي جئت منها
تنكرت لي
أفقدتني الانتماء لها يوماً
خسرت شئياً في حربنا الأخيرة !!
لا أعلم ما هو
لكن ربما كنت أنا
** **
امرأة تجوب البلاد
تحملني في ذاكرتها
أعيش الحرب معها
كأنني لست هنا
غريب عن المكان
كأني لم أكن هناك
سكنت البيت
سكتني برد الخيام
وقفت في المطبخ
فشلت في إعداد الطعام
امتلكت خزانة للملابس
فصار كل ما فيها
منكمش على نفسه
معزولة عن الجسد
** **
السبت ... القميص الأسود
الأحد ... القميص الأسود
الإثنين ... لم أخرج من البيت
الثلاثاء ... إنتكاسة في الروح
الأربعاء ... لم أفِق بعد
الخميس ... لم أفِق بعد
السبت ... القميص الأسود
** **
أما الآن
وفي هذه اللحظة
أنا أسقط
أفشل ان اكون المدينة
التي جئت منها
أُسمع الحزن خوفاً
بين أوتار هذه الروح
** **
اجلس، على ما يشبه الفاصل
بين القيامة والبرزخ
متكئ من الحديد الأخضر
على حائط المدرسة
أرقب الحي والشارع
لا نظرة امتعاض من أحد
ولا نظرة نحس،
لكنها كانت نظرة مثل الوجع
الذي لا يوده أحد
وأخطئ طريق البيت
أكثر من مرة، عمدا
افتقدتني الصدف
وافتقدت أن أقول
أن ذلك قد حصل مصادفة
أخطأتنا القابلة، وأخطأت أنا البيت
يبين لي أنه الأكثر صلابة
قسماته، لم ينقشها شيء
سوى الخذلان
والعبرة من كلامه
تؤتى سؤلها
إذا شئت أن تخطئ أمامه
الحزن دفين هنا يا مقلتاي
ولا يستطيع أحد أن يجابهني في هذا
لا شيء يدعو للنهوض صباحا لطابور المدرسة
سوى أنه الإيقاع الوحيد الذي يشبه الحياة
وقفنا كلنا
لا أحد يعلم من منا قد ارتاح
ارتدينا كلنا نفس الطقم
لكن لكل منا نقشته الخاصة
حملنا حقائبنا
لكن كل واحد منا حمل فيها ما يشاء
لا عجب من ارتخاء القرفصاء
إذا أطلت النظر إلى منصة المدير
ولا قول سوى الانصراف يبهجنا
تراص لمتراس هذا الصباح
فلا السماء زرقاء كما يجب
ولا نحن قد نلنا قسطنا من النوم
اشغلتنا قابلة الحي
حينما أنذرت بتلك الولادة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها