ينطلق أسطول الحرية في محاولة لكسر الحصار المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة، عبر قوافل بحرية تضم عشرات النشطاء الدوليين، بالتزامن مع مواقف دولية داعمة لقضيتنا الوطنية، وداعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفرض العقوبات على الاحتلال الذي يواصل القتل والتشريد بحق شعبنا.
للحديث حول هذه الملفات، استضاف الإعلامي بلال حجازي عبر قناة فلسطيننا، عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح، ميساء أبو زيدان.
وجهت أبو زيدان التحية لشعبنا الفلسطيني، خاصة في الساحة اللبنانية، ولشهدائنا وكل من يعاني في ظل الأوضاع الصعبة.
وقالت: "إن كل يوم يمر في غزة يُشبه عامًا من الألم، وإن ما يحدث يفوق الوصف، ويفوق ما يمكن أن تنقله وسائل الإعلام. ورغم بعض الجهود، لم تنضج الإرادة الدولية والإقليمية بعد لفهم أن استمرار هذا المشهد سيؤدي إلى نتائج كارثية على أمن واستقرار المنطقة".
أشارت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة على كل المستويات: الغذاء، الصحة، المياه، والتعليم، حيث يُحرم الطلبة من الدراسة منذ عامين، رغم أن غزة كانت تُعرف بأعلى نسب التعليم.
وأكدت ضرورة التوصل إلى حل عاجل لملف غزة، يستند إلى القرار الوطني الفلسطيني، ويضمن عدم التهجير، لأن ما يجري يستهدف دفع شعبنا الفلسطيني للهجرة وتغيير التوازن الديموغرافي على الأرض.
وأضافت أن أحد أهداف الاحتلال هو ضرب القرار الوطني الفلسطيني والتشكيك في تمثيل منظمة التحرير، عبر محاولات تقسيم الساحة الفلسطينية، لترويج فكرة غياب الممثل الشرعي، رغم أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد.
وأكدت بأن الهدف الثاني هو منع أبناء شعبنا من المطالبة بدولتهم وفق قرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار 1947 الذي نص على قيام دولتين، مشيرةً إلى أن هذا القرار سيكون محور التحرك السياسي والدبلوماسي المقبل للرئيس عباس والقيادة الفلسطينية.
علقت أبو زيدان على التغيرات في المواقف الأوروبية بأنها ليست جديدة، فالشعوب لطالما تضامنت مع القضية الفلسطينية منذ عقود، وخصوصًا في الساحة اللبنانية التي شهدت انخراط الكثير من العرب والأجانب في صفوف الثورة الفلسطينية، وبعضهم استشهد.
وأشارت إلى أن أسطول الحرية المنطلق من إيطاليا يمثل استمرارًا لهذا التضامن الشعبي العالمي، وتعبيرًا عن الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة إنصاف حقوق شعبنا الفلسطيني.
وأوضحت أن هذا التضامن، وإن كان رمزيًا، لا يرقى لحجم الألم والعنف الذي يمارسه الاحتلال تجاه أي صوت داعم لشعبنا. ولفتت إلى منع الاحتلال مؤخرًا لوفد اللجنة العربية الوزارية من دخول رام الله رغم علاقاتهم السياسية معه، مما يؤكد رفض الاحتلال لأي تحرك تضامني.
وأضاف أن هذه الممارسات تكشف زيف ادعاء إسرائيل بأنها واحة ديمقراطية، مشددًا على أن ما يجري هو جريمة إبادة جماعية، ترفضها الشعوب الحرة حول العالم.
وبيّنت أن التضامن مع شعبنا يتجلى في مظاهر عديدة من اليابان والصين إلى الأمريكتين، سواء من خلال فعاليات رمزية أو مواقف لم تصل بعد إلى الداخل الفلسطيني، لكنه من المهم أن يشعر شعبنا أنه ليس وحيدًا، فالعالم يرفض ما يحدث، شعبيًا ودوليًا، ويؤمن بعدالة قضيتنا.
أكدت أبو زيدان أن الثورة الفلسطينية وُجدت لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وقد عملت عبر مراحل تاريخية متعددة على تجسيد هذا الصوت من خلال التضحيات التي قدّمها الشعب في كل أماكن وجوده، سواء في فلسطين التاريخية أو في الشتات. وشدّدت على أن مواجهة السياسات العنصرية والاستعمارية التي فرضت وجود الاحتلال يجب أن تكون بلغة القانون الدولي، مشيرةً إلى الجهود الدبلوماسية المستمرة لتعزيز حضور فلسطين في المحافل الدولية، وصولًا إلى نيل العضوية الدائمة في الأمم المتحدة.
وفي الختام، أوضحت أن هناك صراعًا حقيقيًا داخل أروقة الأمم المتحدة، تسعى فيه بعض الدول لتقويض شرعية المؤسسات الأممية، بينما يعمل الفلسطينيون بدعم من دول مؤمنة بحقوقهم على حماية هذه الشرعية وتفعيل القرارات الدولية المنصفة. وأضافت أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا في المسار السياسي والدبلوماسي، مع مطالبة واضحة بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وفي حال الرفض، فسيتم الطعن بشرعية الاعتراف بكيان الاحتلال، تأكيدًا على مبدأ العدالة وتكافؤ المعايير، وضمانًا لحق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني على أرضه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها