اجتمع سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الأحد، مع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عبر تقنية الاتصال المرئي، وبمشاركة وزراء خارجية الأردن، ومصر، والبحرين، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد مصطفى.

وفي كلمته خلال اللقاء، رحّب الرئيس عباس بأعضاء اللجنة، معبّرًا عن امتنانه لمحاولتهم زيارة فلسطين رغم رفض سلطات الاحتلال إدخالهم، ومنعها أي جهد عربي أو دولي لإنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني.

وقال سيادته: “نثمّن جهود دولكم الشقيقة ونُحيي مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والملك عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط”.

وأضاف: “نقدّر عاليًا عمل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي جابت العالم لوقف العدوان على غزة، ونأمل أن تشارك اللجنة بفعالية في المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في نيويورك منتصف الشهر الجاري، بهدف حشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، خاصة من الدول الأوروبية التي لم تعترف بها بعد”.

وأشار سيادة الرئيس عباس إلى أن دولة فلسطين قامت بإصلاحات حكومية ودستورية واسعة، مؤكدًا أن سياستها تقوم على نبذ الإرهاب والعنف ورفض استهداف المدنيين.

وجدّد سيادته دعوة حركة “حماس” إلى الالتزام ببرامج وسياسات منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن رؤية “دولة واحدة، قانون واحد، وسلاح شرعي واحد”، مشددًا على أن قبولها كفصيل سياسي في المنظمة مرهون بتحقيق ذلك، ورفضًا لاستمرار حكمها لقطاع غزة عبر الانقلاب الذي نفذته عام 2007.

كما تطرق الرئيس إلى الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها دولة فلسطين، نتيجة احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة، والتي تُقدّر بحوالي ملياري دولار، داعيًا إلى ممارسة ضغوط دولية على الاحتلال للإفراج عنها، وتأمين دعم مالي عربي ودولي وفق برنامج الحكومة الفلسطينية.

وفي سياق وقف العدوان على قطاع غزة، قال الرئيس: “نطالب بوقف فوري لإطلاق النار، كما أعلنّا منذ اليوم الأول للعدوان، لأننا نريد وقف معاناة شعبنا. لا بد من تسليم الرهائن والإفراج عن الأسرى لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.

وأضاف: “استشهد بالأمس نحو 50 مواطنًا، وأُصيب أكثر من 150، فقط لأنهم كانوا يبحثون عن الغذاء والدواء. لذلك نؤكد: يجب وقف إطلاق النار بأي ثمن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا”.

وأكد سيادته استعداد دولة فلسطين لتحمّل مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، بالتعاون مع الأشقاء العرب والأطراف الدولية، لضمان تحقيق الأمن والسلام لأبناء شعبنا هناك، قائلاً: “نحن جاهزون لاستلام المسؤولية فورًا، ونتمنى النجاح الكامل لمساعيكم النبيلة”.