في هذه التغطية من فضائية فلسطيننا لآخر المستجدات الميدانية والسياسية وآخرها التصعيد المكثف في الضفة الغربية وفي هذا الصدد استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر الهاتف الباحثة والكاتبة في الآثار والتراث الفلسطيني وعضو الأمانه العامة لاتحاد المؤرخين والأثريين الفلسطينيين الدكتورة منى أبو حمدية.

بدأت أبو حمدية بالتأكيد على وجود تصعيد خطير في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في القدس، حيث اقتحم آلاف المستوطنين ساحات المسجد الأقصى. وقد أدانت الأردن وعدة جهات عربية هذا الاعتداء، مؤكدةً أن القدس الشرقية مدينة محتلة ولا سيادة لإسرائيل عليها. ويُعد هذا الاقتحام دليلاً واضحاً على نية الاحتلال تصعيد الأوضاع والاستيلاء على المقدسات الدينية، متجاهلاً كل الاتفاقيات التي تؤكد ملكية هذه المقدسات للمسلمين وأهالي القدس.

أما في غزة، فرغم الضغوط الدولية، كان آخرها خطوة إيرلندا بحظر التجارة مع الاحتلال، والتي تهدف للضغط على حكومة نتنياهو المتهمة بارتكاب أبشع الجرائم. إلا أن إسرائيل تواصل سياستها التعنتية والإجرامية والتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا في القطاع.

وقالت: "إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على إقامة 22 مستوطنة في الضفة وغزة وغور الأردن، ما يؤكد أن نتنياهو لا يخضع للضغوط الأميركية، رغم تصريحات إدارة ترامب حول وجود ضغوط. الواقع يُكذّب ذلك، إذ لا يوجد أي ضغط حقيقي من إدارة ترامب لوقف الحرب، بل تزامن ذلك مع تصعيد في الضفة وغزة".

وتابعت، المستوطنات تُعد رسالة للمجتمع الدولي بأن لا حلّ للدولتين، وأن حكومة نتنياهو ماضية في قراراتها وسياساتها الاستيطانية والتطهير العرقي، غير آبهة بالقوانين الدولية.

بالنسبة لإسرائيل، الضم يعني توسيع رقعة السيطرة الجغرافية، وهذه السياسات توجّه رسائل بأن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في التعنت والإجرام، مدعومة من المستوطنين والحاخامات والوزراء، كما ظهر في اقتحامات الأقصى التي شارك فيها بن غفير ووزراء آخرون، في إطار دعم واضح لحكومة اليمين المتطرفة التي تسيطر على الأرض.

وأضاف، رغم الإدانات الدولية، تمضي إسرائيل في الاستيطان والتضييق والاقتحامات. وحول ما هو مطلوب اليوم خطوات دولية جدية. وقد بدأت بعض الدول بذلك، مثل إيرلندا التي علّقت التجارة مع الاحتلال، وقد تصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذه الخطوة. رغم أن وارداتها من إسرائيل بسيطة، فإن القرار رمزي ومهم، خصوصًا أنها اعترفت بدولة فلسطين، إلى جانب النرويج وإسبانيا.

مشددةً أن هذه الإجراءات تشكل ضغطًا دوليًا، على عكس موقف إدارة ترامب التي تدّعي الضغط على نتنياهو بينما تدعمه فعليًا، وتتذرع بوجود محتجزين إسرائيليين في غزة لتبرير دعمها، متجاهلة استشهاد أكثر من 150 ألف فلسطيني. سياسة ترامب منحازة بالكامل لحكومة نتنياهو، ولا تغيير حقيقي على الأرض، حتى المساعدات المحدودة التي قُدمت لغزة جاءت في إطار إذلال، ما فجّر غضب المواطنين وثورة الجياع، في ظل غياب أي ضغط فعلي على إسرائيل.

وفي ختام حديثها، أكدت أبو حمدية أن الاعتداءات على المقدسات الإسلامية في القدس تجري على مرأى العالم، بدعم من وزراء وأعضاء كنيست، يتقدمهم وزير الأمن القومي بن غفير، في انتهاك صارخ للموروث الثقافي الفلسطيني. وأضافت أن هناك اقتحامات ومصادرات يومية للمواقع الأثرية في الضفة، كان آخرها في سبسطية، إضافة إلى تدمير أكثر من 226 معلماً أثرياً في غزة، ما يعكس جريمة الاحتلال بحق التاريخ والهوية. المعركة مع الاحتلال هي معركة هوية ووجود، يسعى فيها لفرض وجوده على أنقاض شعب له جذور عميقة في هذه الأرض، ولكن "الشمس لا تُغطى بغربال".