لا تزال عمليات الاقتحام والاعتداء مستمرة ومتواصلة في الضفة الغربية، حيث تشهد العديد من المدن والقرى اعتقالات ومضايقات من قوات الاحتلال، اليوم الاثنين 2025/5/28، وذلك في ظل العدوان المستمر التي تشهده مدينتي طولكرم وجنين.

ففي رام الله، هاجم مجموعة من المستعمرين، قرية رمون شرقًا، فجرًا وأحرقوا مركبتين، وجدار أحد المنازل، كما خطوا شعارات عنصرية على منازل المواطنين، ورفعوا اعلام دولة الاحتلال، وكانوا قد هاجموا عددًا من منازل المواطنين في قريوت جنوب نابلس وأحرقوا 7 مركبات وحطموها، كما أحرقوا محاصيل زراعية في قرية المغير، شمال شرق المدينة.

فيما اعتقلت فجر اليوم ثلاثة مواطنين بينهم طفلان خلال اقتحامها قرية المزرعة الغربية شمال غرب المدينة، بعد اقتحام منازلهم والعبث في محتوياتها.

وفي وقتٍ سابق، اقتحمت قرية دير جرير شرقًا، بعدد من الجيبات وتجولت في شوارعها وأعاقت مرور حركة المركبات.

وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، مواطنين من  داخل المحافظة، بعد الاعتداء عليهم وتفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتهم.

ثم في جنين،  تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ128 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.

وتواصل عمل إصلاحات للبنية التحتية في عدة مناطق بالمدينة، وذلك ضمن خطة طوارئ تضمن الحفاظ على الخدمات الأساسية اللازمة للمواطنين، وإعادة الدورة الاقتصادية للمدينة، من خلال العمل على إعادة تعبيد مداخلها وإصلاحها حتى يتمكن المواطنون الدخول والخروج بسلاسة.

وتسبب العدوان المتواصل تسبب في نزوح نحو 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه، الأمر الذي فرض تحديات كبيرة على من الجانبين الإنساني والاقتصادي، في حين أن حجم الأضرار المباشرة للعدوان بلغ حتى الآن 300 مليون دولار، إضافة إلى وجود 4000 عامل فقدوا عملهم.

وميدانيًا، أصيب أمس الثلاثاء، مواطنًا نتيجة إلقاء قنبلة غاز باتجاهه، فيما أصيب طفلًا بالرصاص المطاطي خلال مواجهات وقعت وسط المدينة بعد اقتحام الآليات محلات للصرافة على دوار السينما وشارع أبو بكر في مركز سوق المدنية.

وكانت قد اقتحمت محل الخليج للصرافة في شارع حيفا وشارع أبو بكر في المدينة، كما اقتحمت محل صرافة فخر الدين واستولت على مبالغ مالية، وكامل محتوياتهما، واعتقلت عددًا من العاملين فيهما.

وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وسط المدينة، ما أدى لإصابة مجموعة من الصحافيين بالاختناق، كما أطلقت قنابل الصوت والرصاص المطاطي تجاه المواطنين المتواجدين في السوق، واقتحمت  مجمعات تجارية ونشرت القناصة على أسطح مبانيها، واستمر الاقتحام أكثر من 7 ساعات عطلت فيها  حركة المواطنين والمتسوقين وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية.

وفي بلدة عرابة، اقتحمت الآليات منطقة دوار عرابة ومحطة المحروقات وداهمت محل يتبع للصرافة الخليج، وفتشته واعتقلت موظفًا فيه، واستولت على مبالغ مالية منه وجميع محتوياته، وأغلقته وعلقت منشورات على جدرانه.

وتشهد قرى المحافظة اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم للدوريات والآليات، وتستمر في دفع تعزيزاته العسكرية إلى المخيم ومحيطه، فيما تواصل إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف داخله، كما ينشر فرق المشاة في عددًا من أحياء المدينة المحيطة به، كما وبلغ عدد الاصابات منذ بداية العدوان حوالي 200 إصابة.

وفي القدس، اقتحم مجموعة من المستعمرين، باحات المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية.

وحولت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، خصوصا عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودًا على دخول المصلين الفلسطينيين.

فيما اعتدت على شابًا من مخيم شعفاط شمالًا، بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض، كما واقتحمت بلدتي عناتا والعيزرية شمال المحافظة.

كما اقتحمت حي عين اللوزة، وهدمت بركسًا في بلدة سلوان جنوبًا، كما واقتحمت حي الصلعة، ببلدة جبل المكبر جنوب شرق البلدة، برفقة جرافة، وذلك تمهيدًا لتنفيذ عملية الهدم.

ونصبت حاجزًا عند مدخل بلدة العيسوية، شمال شرق المحافظة، وأوقفت مركبات المواطنين، ودققت في هوياتهم.

لا سيما في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة مواطنين، من بلدة بيت أمر شمالًا، عقب مداهمة منزليهما، وتفتيشهما، واعتقلت مواطنًا عند حاجز الكونتينر العسكري، واعتدت بالضرب على مواطنًا وزوجته، عقب مداهمة وتفتيش منزلهما في البلدة، كما داهمت أحياءًا عدة داخل المدينة، وبلدة تفوح غربًا.

كما واقتحمت قرية إرفاعية شرق مسافر يطا لأليات الهدم، وهدمت منزلًا وأسوارًا وبئر مياه، داخل القرية، وذلك بعد تسليم إخطارًا بهدمه، ذلك ويصعّد من إجراءاته القمعية التي طالت هدم العديد من المنازل وتدمير الممتلكات في التجمعات والقرى كافة في مسافر يطا وشرقها، وذلك في سياق الضغط على المواطنين، وتفريغ هذه المناطق من الأهالي بهدف ضم المزيد من الأراضي لصالح الاستعمار.

وفي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ122 على التوالي، ولليوم الـ109 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني مستمر.

وتشهد المدينة تحركات مكثفة للآليات وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء، وتعترض تحرك المواطنين والمركبات مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصًا في وسط السوق، وشارع نابلس، وتعرض المواطنين للإيقاف والتفتيش والاستجواب والتنكيل.

اعتدت على شابًا فجر اليوم، بالضرب المبرح، بعد مداهمة منزله في الحي الغربي للمدينة، وتفتيشه وتخريب محتوياته.

 يواصل فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافقًا مع سماع دوي اطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى، وسط انتشار مكثف للآليات وفرق المشاة في محيطهما وحاراتهما، وملاحقة واحتجاز كل من يحاول من السكان الوصول الى منازلهم لتفقدها، واخذ مقتنياتهم منها.

وقد شهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيًا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبان مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ لهدم 106 مبان في المخيمين، منها 58 في مخيم طولكرم و48 في مخيم نور شمس، وذلك لفتح الشوارع والطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية.

كما أمهلت عدد من سكان حارتي العكاشة والبلاونة في مخيم طولكرم، ثلاث ساعات لاخلاء مقتنياتهم من منازلهم التي طردوا منها قسرًا، تمهيدًا لهدمها، ضمن مخططها المقرر.

وتواصل أيضًا الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

ويشهد شارع نابلس، الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، اضرارًا كبيرة بعد أن وضعت قبل أشهر سواتر ترابية متقطعة على طوله، ما أثر بشكل كبير على حركة المركبات وفاقم من معاناة المواطنين.

أنجزت البلدية أعمال صيانة وتعبيد مقطع من شارع نابلس وتحديدًا أمام المدخل الشمالي الرئيسي لمخيم طولكرم، الذي دمر خلال العدوان المتواصل، وذلك بتمويل من المنحة الاسعافية الحكومية، التي تشمل أعمال بنية تحتية وتعبيد عدد من الشوارع والمفترقات في المدينة وضواحيها.

وخلف العدوان المستمر، عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات، إثر عمليات هدم وحرق ونهب.

وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليًا، و2573 منزلًا بشكل جزئي، فضلًا عن إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.ش