تتسارع وتيرة مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، في وقت تتعزز فيه البؤر الاستيطانية تحت حماية جيش الاحتلال، بينما يُحرم أبناء شعبنا الفلسطيني من حقهم في أرضهم. هذا الواقع كان محور نقاش الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا مع مدير دائرة القانون الدولي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الدكتور حسن بريجية.

بدايةً أكد د. حسن بريجية أن ما يحدث في الضفة الغربية هو سياسة إبادة بطابع استيطاني ممنهج، تنفذها الحكومة الإسرائيلية عبر ثلاثة محاور: قوات الاحتلال، الإدارة المدنية، والمستوطنون. وأوضح أن ما شهدناه منذ 7 أكتوبر يكشف نية واضحة لفصل المحافظات الفلسطينية والسيطرة على الطرق والتجمعات، بما يدفع نحو تهجير قسري لأبناء شعبنا.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال بدأت  بتفريغ المناطق البدوية ومهاجمة التجمعات السكانية المحاذية للمستوطنات بشكل يومي، كما يحدث في قُصرة، وادي رحال، المنيا، وكيسان. أما الإدارة المدنية، فتقوم بشكل مستمر بمصادرة الأراضي، والمصادقة على مخططات ومستوطنات جديدة، حتى بلغ مجموع المصادرات 64 ألف دونم، وتم تهجير أكثر من 30 تجمعًا بدويًا، وهدم أكثر من 16 ألف منشأة فلسطينية.

وأضاف أن هناك مباهاة واضحة من قبل وزراء الحكومة المتطرفين بزيادة وتيرة الهدم، خصوصًا في مناطق "C" إلى جانب سن قوانين جديدة كقانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، في خطوة تُعد انتهاكًا للقانون الدولي، ودليلًا قانونيًا على جرائم الاحتلال.

وشدد بريجية بأن كل ما يجري هو تعبير صريح عن سياسة حكومة الاحتلال التي يمثلها سموتريتش وبن غفير.

يرى د. حسن بريجية أن إسرائيل تسعى للسيطرة على الضفة الغربية، مبررة ذلك بروايات توراتية لا تستند إلى حقائق تاريخية، إذ أن الوجود الفلسطيني والعربي في هذه الأرض سبق أي وجود إسرائيلي. ويؤكد أن القيمة الجغرافية للضفة بالنسبة لإسرائيل تفوق أي منطقة أخرى، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا. ويعتبر أن الخطر الحقيقي الذي يرعب الاحتلال هو استمرار وجود المشروع الوطني الفلسطيني، والمتمثل بإقامة دولة فلسطينية. أما بشأن الضم، فيوضح أن إسرائيل تمارس ضمًّا صامتًا من خلال أوامر عسكرية وإدارية، ضمن مسار تدريجي، لكنها عاجزة عن تنفيذ ضم رسمي بسبب التزاماتها الدولية، وعلى رأسها اتفاق أوسلو.

في الختام، شدّد د. بريجية على أنه لا خيار أمام الإسرائيليين سوى الاعتراف بدولة فلسطينية، فذلك هو الحل الوحيد الممكن. وأكد أن مجرد وجود فلسطينيين على أرضهم واستنشاقهم لهوائها كفيل بإبقاء هذا الخيار قائمًا. ومع اقتراب عقد المؤتمر الدولي بقيادة الرئيس محمود عباس، يرى أن الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل تزايد ميول المجتمع الدولي نحو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.