بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الثلاثاء 27- 5- 2025

*فلسطينيات
غرفة العمليات الحكومية تؤكد ضرورة الإسراع بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وقيام المؤسسات الأممية بمسؤولياتها

أكدت غرفة العمليات الحكومية رفضها القاطع لاستخدام الجوع كسلاح لفرض وقائع جديدة في قطاع غزة، مشددة على ضرورة اضطلاع المؤسسات الأممية بمسؤولياتها في مواجهة جرائم الاحتلال والمجاعة المتفشية.
وفي بيان صادر عنها يوم الاثنين، أوضحت الغرفة أن الجرائم المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين في القطاع تجاوزت حدود الوصف، مؤكدة أن سياسات الاحتلال من قتل وتجويع وتهجير قسري وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني.
كما حمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة— قانونيًا وسياسيًا وإنسانيا— عن كارثة الجوع المتفاقمة، مشيرة إلى أن نحو 98% من سكان القطاع يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية.
ودعت غرفة العمليات أبناء شعبنا في القطاع، ووجهاء العشائر، والقيادات المجتمعية، والمؤسسات الوطنية، إلى حماية شاحنات المساعدات وضمان وصولها إلى مستحقيها، ورفض أي محاولات للسطو عليها أو تحويلها إلى أدوات للربح والمتاجرة على حساب كرامة الجائعين.
كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والجدي للضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة التي تُشن على أكثر من مليوني إنسان، والعمل على فتح المعابر بشكل دائم لإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية، وتوزيعها بشكل عادل وشفاف من خلال مؤسسات الأمم المتحدة، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني يدين التصعيد الممنهج والخطير الذي تمضي فيه حكومة الاحتلال

أدان المجلس الوطني الفلسطيني، يوم الاثنين، "التصعيد الممنهج والخطير الذي تمضي فيه حكومة الاحتلال، بقيادة تحالف يميني متطرف يتزعمه بنيامين نتنياهو، ويغذيه خطاب تحريضي يتبناه وزراء في حكومته وقيادات التيارات الدينية المتطرفة".
وقال: إن "هذا السلوك العدواني لا يُفهم إلا في سياق مخطط مدروس لتكريس واقع الصراع كحرب دينية شاملة، بما ينذر بتداعيات كارثية على المنطقة برمتها".
وأضاف في بيان له: أن "اقتحام وزراء وأعضاء كنيست عنصريين باحات المسجد الأقصى وجماعات إرهابية يهودية متطرفة ورفع علم دولة الاحتلال على يد عضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت بمناسبة احتلال الشطر الشرقي للمدينة، ومهاجمة مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح من قبل مستعمرين بتغطية سياسية، تمثلت بمشاركة نائبة في الكنيست يشكل تصعيدا خطيرا ضمن استراتيجية تهويدية ممنهجة تستهدف طمس الهوية الوطنية والدينية لمدينة القدس، وتمثل تعديا سافرا على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية في ظل صمت دولي مريب لم يعد يحتمل".
وقال المجلس: إن التنافس المحموم بين أقطاب حكومة الاحتلال و"الكنيست" العنصري في استعراض خطابات التطرف والتحريض العلني، يكشف بوضوح أن هذه الحكومة لا تسعى إلى تحقيق الأمن أو الاستقرار او السلام، بل تؤسس لمرحلة من الفوضى الدموية وتغذي بيئة خصبة لنمو جماعات دينية يهودية متطرفة ذات طابع عنصري، تهدد السلم الدولي والإنساني.
وحمل المجلس الوطني حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الخروج من دائرة التردد والشلل السياسي والتحرك العاجل والفاعل لوقف هذا الانفلات الذي قد يقود المنطقة نحو انفجار شامل، ستكون عواقبه وخيمة على الأمن والسلم الدوليين.

*عربي دولي
"الأونروا": 6 مراكز فقط من 22 تعمل في قطاع غزة

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": إن 6 مراكز صحية فقط من أصل 22 تابعة لها، تعمل داخل مراكز الإيواء وخارجها، بسبب القصف المستمر في قطاع غزة.
وأضافت "الأونروا"، في بيان صدر اليوم الثلاثاء: أن المستلزمات الطبية الأساسية شحيحة للغاية وهناك حاجة ماسة لإيصال المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق.
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.
ويرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

*إسرائيليات
كيف تحوّل تعيين رئيس "للشاباك" إلى فخ انتحاري؟

أصدر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أيال زمير، أمس، تعليماته لإخضاع "الفيلق 446، الفيلق الأركاني"، تحت إمرة قائد ذراع البر، نداف لوتان.
وبهذا القرار، قلّص زمير من حجم هيئة الأركان العامة، وألغى المنصب الذي كان مخصّصًا لدافيد زيني، الذي عيّنه مؤخرًا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رئيسًا لجهاز "الشاباك".
وفي هذا السياق، أكد الصحافي الإسرائيلي موشيه نستلبئوم، أن طريق زيني إلى رئاسة جهاز "الشاباك"، خلفًا لرونين بار، مليء بالعقبات، في وقت تعارض فيه المستشارة القانونية للحكومة التعيين، ويلوح عدد من المنظمات والهيئات باللجوء إلى المحكمة العليا ضد الخطوة.
وأوضح، في مقال في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تعيين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مرشحًا جديدًا في المنصب يعدّ صراعًا إضافيًا في سلسلة الصراعات التي يخوضها، فيما يعني ذلك لزيني نهاية لمسيرته العسكرية، من دون أن يكون لدى رئيس الحكومة أي ضمان بأن يحصل على منصب رئيس "الشاباك".
وأشار إلى أن أمام زيني خيارين، إما أن يعلن علنًا تراجعه عن قبول تعيينه لرئاسة "الشاباك"، أو أن يواصل طريقًا شائكًا إلى جانب رئيس الحكومة، طريقًا من غير المؤكد أنه سيصل إلى الهدف.
وتساءل: "هل ينجح زيني في تولّي المنصب أم أن نتنياهو سيدرك أن الجهاز القضائي لن يسمح له بتعيين مرشح جديد؟".
يذكر أن نتنياهو أعلن في وقت سابق أن زيني سيتولى منصبه الشهر المقبل خلفًا لرونين بار، رغم ما أثاره قرار التعيين من انقسامات.

*أخبار فلسطين في لبنان
السفير دبور يستقبل سفيرة النرويج في لبنان

استقبل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور يوم الاثنين، سفيرة النرويج في لبنان هيلدي هارالستاد.
واستعرض السفير دبور مع السفيرة النرويجية الاوضاع الحياتية والمعيشية المأساوية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الحرمان.

*آراء
الخوارزميات القاتلة: كيف شارك الذكاء الاصطناعي في حرب الإبادة على غزة؟/ بقلم: مروان سلطان

مع ظهور الذكاء الاصطناعي، لم يعد البشر هم من يقررون من يُستهدف ليموت، أو أيّ الأماكن تُدَمَّر أو تُترَك قائمة. إنها الخوارزميات التي استخدمها الجيش الإسرائيلي بفعالية كبيرة، وأدت إلى شبه دمار شامل وأعداد مهولة من الشهداء والجرحى. لقد ظهر الذكاء الاصطناعي كطرف خفي لكنه حاسم، يدير المعركة بصمت، ويصدر أوامر القتل في ثوانٍ، غالبًا دون تدخل بشري فعلي.

- ما الذي حصل في قطاع غزة؟

وفق صحيفة الغارديان البريطانية، طوّر الجيش الإسرائيلي منظومة ذكاء اصطناعي تُدعى "لافندر"، وظيفتها الأساسية هي تحديد "الأهداف البشرية". تُغذّى الخوارزمية ببيانات ضخمة: مكالمات، صور، مواقع، علاقات اجتماعية، وسلوكيات رقمية.
استنادًا إلى هذه المدخلات، تُصنّف الأنظمة الأشخاص ضمن خانة "الهدف المشروع"، ثم يُحال الاسم إلى قائمة انتظارٍ للموت. في ذروة القصف، أشارت المصادر إلى أن عشرات الآلاف من الأسماء مرّت عبر هذه المنظومة، أحيانًا بمعدل أكثر من مئة هدف في اليوم الواحد.
مصادر عسكرية اعترفت بأن نسبة الخطأ المقبولة في هذه العمليات كانت عالية، وأن كثيرًا من الأهداف لم يُراجعها بشر قبل تنفيذ القصف، بل تم التنفيذ مباشرةً اعتمادًا على "ثقة النظام بالخوارزمية".
عدا عن ذلك، طوّر الجيش نظامًا آخر يُدعى "حبسورا"، يُستخدم لتحديد مواقع الهجمات بدقة، من خلال دمج بيانات من مصادر مختلفة.
كل شخص في غزة، كما يُعتقد، أصبح "ملفًا رقميًا" يُحدّث باستمرار: تحركاته، زياراته، اتصالاته، بل وحتى نمط نومه واستخدامه للهاتف. ووفقًا لهذا التقييم الرقمي، يُمنح كل فرد "درجة خطر"، وعلى أساسها تقرر الآلة ما إذا كان مستهدفًا أم لا.
الذكاء الاصطناعي يوظّف تقنيات متقدمة في تحليل الصور والتعرف على الوجوه لتحديد الأشخاص في الفيديوهات أو الصور الجوية. وفي حالات أخرى، يتم تحليل بصمة الصوت من المكالمات أو التسجيلات لتمييز هوية المتحدث.
بسبب ما يمكن تسميته "التساهل الأخلاقي"، أدى الاستخدام الكثيف لهذه الأدوات إلى تحوّل المدنيين إلى أهداف بناءً على قرائن ظرفية أو اشتباه. كثيرون ممن قُتلوا لم يكونوا "مقاتلين"، بل مجرد أقارب أو جيران لمن اعتبرتهم الخوارزمية أهدافًا. الجيش الإسرائيلي استخدم هذه الأنظمة لاغتيال أفراد حتى وإن كان بجوارهم 20 أو 30 فردًا من عائلاتهم، دون أي رادع أو شعور بالذنب، على اعتبار أن المهمة تستحق "الأضرار الجانبية". وهذا سبب كافٍ لارتفاع أعداد الشهداء من المدنيين، من الأطفال والنساء وكبار السن.
القتل في غزة كما ورد في شهادات الجنود والساسة الإسرائيليين، أنه أصبح عادةً، وهواية، وتسلية، ومعه غابت المسؤولية. فعندما يُقتل طفل أو امرأة أو عائلة كاملة، يكون الجواب أن "الخوارزمية حدّدتهم كأهداف". لا يُعرف من قرر، ولا كيف تم التصنيف، ولا لماذا وقع الاختيار عليهم.
في ظل هذا الواقع، فإن الحرب لم تعد فقط بين جيش ومقاومة، بل بين منظومة خوارزميات وسكان، بين أجهزة حوسبة وسجلّات حياة. الاحتلال لم يعد يحتاج إلى معرفة من يقاتل، بل فقط إلى نمط رقمي يطابق البروفايل الخطر. ما يحدث في غزة هو مختبر للتجارب، تُنفَّذ فيه السياسات والتقنيات والأسلحة، لاستخلاص النتائج بعد الانتهاء، دون أي اعتبار لما يحدث للبشر. إنها ليست فقط حربًا عسكرية، بل تجريب لأخطر أنواع الحروب المستقبلية.
الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قتل جماعي، تديره دولة تحتل، وتختبر قدراته في ميدان مفتوح، لا قانون فيه ولا محاسبة. في غزة، لا تُطلق النار فقط من فوهات البنادق، بل من سطور برمجية ومصفوفات حسابية. القاتل لم يعد جنديًا يحمل بندقية، بل خوارزمية لا وجه لها، ولا ضمير. وهنا يكمن الخطر الأكبر: أن يتحول الموت إلى عملية خوارزمية مبرمجة، تُدار من غرف مكيفة خلف الشاشات، وتُبرر بلغة باردة من "التحليل" و"الكفاءة" و"الذكاء".
ما نشهده ليس فقط تطورًا في أدوات الحرب، بل سقوطًا أخلاقيًا خطيرًا، حيث تُمحى الفوارق بين الجندي والمدني، بين المقاتل والطفل، بين الحياة والمعادلة.
إذا لم يُواجه هذا الاستخدام غير المقيد للذكاء الاصطناعي بالمحاسبة والضوابط، فإن ما جرى في غزة قد يتحول إلى نموذج عالمي لحروب قادمة، تُخاض بلا رحمة، ولا تترك وراءها سوى الأنقاض والبيانات المحطّمة. الذكاء الاصطناعي ليس بريئًا. من يبرمجه هو من يختار القتل، والصمت أمام هذه الجرائم هو تواطؤ مع الجريمة ذاتها.