بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 23- 5- 2025

*رئاسة
منح سيادة الرئيس جائزة صناع السلام من أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام

منحت "أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام"، جائزة "صنّاع السلام" في دورتها السابعة لعام 2025، لسيادة الرئيس دولة فلسطين محمود عباس، تقديرًا لجهوده في إرساء المصالحة اللبنانية الفلسطينية، وتقديرًا لمواقفه التي تعكس التزامه بالحوار ورفض العنف.
وجرى التكريم على هامش زيارة سيادة الرئيس محمود عباس الرسمية للبنان.
وقال سيادة الرئيس: إن هذه الجائزة تحمل اسما غاليا وعزيزا، اسم العالِم والمفكر والإنسان والصديق، الفقيد الكبير السيد هاني فحص، الذي كان صوتا حرا وعقلا منفتحا، ومدافعا شجاعا عن القيم النبيلة: قيم الحوار والانفتاح والتسامح، وقبل كل شيء، عن فلسطين وقضيتها العادلة، حيث جسّد الراحل الكبير، في حياته ومواقفه، صورة الإنسان العربي المؤمن بوحدة المصير، وبأن العدالة هي السبيل إلى السلام.
وأضاف سيادته: أن الراحل الكبير ترك مدرسة في الأخلاق والمواقف، ستبقى منارة للأجيال، وركناً من أركان العمل العربي المشترك في سبيل الحرية والكرامة.
وتابع سيادته: بكل فخر وامتنان، أتوجّه إليكم بجزيل الشكر والتقدير على هذا التكريم المشرّف، الذي أتلقاه اليوم من جائزة هاني فحص للسلام والتعددية، تكريما لمسيرتنا الوطنية والنضالية من أجل حماية حقوقنا الوطنية وتحقيق السلام العادل والشامل، وصون وحدة شعبنا الفلسطيني، والحفاظ على قرارنا الوطني المستقل.
وقال سيادته: إن زيارتنا إلى لبنان الشقيق تأتي تأكيدًا على عمق الروابط التاريخية التي تجمع شعبينا، وعلى امتناننا للمواقف الأخوية، والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني الشقيق إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، رغم ما مرّ ويمر به من ظروف وتحديات.
وتابع: أن الشعب الفلسطيني يقدّر عاليا كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولة وشعبا للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في عام 1948 وإلى يومنا هذا.
وجدد التأكيد على أن شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضا، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، على كل حدوده وفوق أراضيه.
كما جدد نداءه الذي دعا فيه قادة العالم لكسر الحصار عن فلسطين، باستخدام كل الوسائل الممكنة لدى الدول لإنجاز ذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة ووقف حرب الإبادة والتدمير والتجويع التي يتعرض لها شعبنا.
وقال سيادة الرئيس: إن أولويتنا في اللحظة الراهنة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والطبية، العمل على تولي دولة فلسطين لمسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وربطه مع الضفة والقدس، تحت نظام واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد للدولة الفلسطينية. ولا ننسى في الوقت نفسه وجوب وقف العدوان على لبنان وشعبه الشقيق، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضه.
وأضاف: أننا نعمل على حشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار، وللذهاب لعملية سياسية مستندة للشرعية الدولية، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية. وسنظل نعمل من أجل تعزيز الحوار والوحدة الوطنية وتمتين جبهتنا الداخلية على طريق الحرية والاستقلال والعودة، تنفيذا لما ورد أعلاه للموقف الفلسطيني الرسمي.
وحيّا سيادته، روح وذكرى الفقيد الكبير السيد هاني فحص، وتوجه بالشكر العميق إلى القائمين على هذه الجائزة الكريمة، وإلى كل من يؤمن برسالة السلام والتعددية والكرامة في عالمنا العربي. كما توجه بتحية إجلال ومحبة إلى عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه وكل أحبائه، الذين واصلوا حمل رسالته الإنسانية النبيلة، وحافظوا على إرثه الفكري والروحي، الذي أصبح جزءاً من ضمير أمتنا.
وتأسست جائزة هاني فحص للحوار والتعددية عام 2016، وهي جائزة سنوية تُقدم في ثلاثة مجالات: صنّاع السلام، والدفاع عن التعددية، والبحث العلمي، وتمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام وشركاؤها: كرسي اليونيسكو في جامعة القديس يوسف– بيروت، وكرسي اليونيسكو في جامعة الكوفة– العراق، وأكاديمية البلاغي في النجف الأشرف في العراق، وجامعة القديس يوسف في بيروت، في سبيل متابعة تراث الراحل هاني فحص في مجالات الفكر الديني والتعددية والحوار.
وكان سيادته قد منح العلامة فحص وعائلته، الجنسية الفلسطينية تكريما لدوره في دعم القضية الفلسطينية، ما يعكس التقدير المتبادل بينهما.

*فلسطينيات
فلسطين تشارك في منتدى الإعلام العالمي في اسطنبول

شاركت دولة فلسطين، في مؤتمر منتدى الإعلام العالمي "صحفيون تحت النار"، الذي تنظمه هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "TRT"، بالشراكة مع اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادئ.
ومثل دولة فلسطين في المؤتمر، المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، بحضور وفود من الحكومة والمؤسسات الإعلامية التركية والعالمية.
وألقى الوزير عساف كلمة أثناء الافتتاح الرسمي، أكد فيها أهمية موضوع المؤتمر وتوقيته، حيث يتعرض الصحفيون الفلسطينيون لأبشع صور القتل والإصابات والاعتقالات، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا منذ ما يزيد عن 600 يوم.
وقال عساف: إن الاحتلال الإسرائيلي قتل ما يقارب 220 صحفيًا فلسطينيًا، إضافة إلى جرح واعتقال مئات آخرين، وهو ما يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية وحروب القرن الحالي.
وشدد على أنه ورغم الخسارة الكبيرة في الجسم الصحفي، يبقى الصحفيون الفلسطينيون مصممون على الاستمرار في تأدية واجبهم المهني والوطني، في نقل رسالة شعبهم وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب الوزير عساف بالعمل على تأسيس محكمة خاصة، لمعاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين الملطخة أيديهم بدماء الصحفيين الفلسطينيين، موضحا أنه كان قد تم رفع قضايا للمحاكم العالمية ضد الاحتلال قبل تشرين الأول/ اكتوبر 2003، وبعد ذلك على حد سواء، لما اقترفه من جرائم بحق الصحفيين لأنه ودون معاقبة القتلة، فإن الجريمة ستبقى مستمرة.
وعلى هامش المؤتمر، التقى الوزير عساف، وبحضور سفير دولة فلسطين في تركيا فائد مصطفى، مع رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، وأطلعه على معاناة شعبنا الفلسطيني، وما يتعرض له من حرب إبادة جماعية، وأن الاحتلال لا يميز في استهدافه لشعبنا، وأن قتل الصحفيين الفلسطينيين يأتي ضمن سياسته الممنهجة.
وأعرب عن تقدير فلسطين قيادة وشعبا، للموقف التركي الداعم لشعبنا الفلسطيني، مشيرا إلى أهمية التعاون بين الطرفين في المجالات المختلفة.
من جانبه، أكد ألطون وقوف تركيا إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه لإنهاء الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، وإقامة دولته على أرضه، مشيرا إلى موقف تركيا المطالب بإنهاء عملية الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة.
كما التقى الوزير عساف مدير عام (TRT)، رئيس اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي محمد زاهد صوباجي، مشددا على أهمية التعاون المتبادل بين الإعلام الرسمي الفلسطيني والإعلام التركي.
وتطرق إلى ما يبذله الإعلام الفلسطيني من جهد على المستويين العربي والعالمي، لنقل الواقع الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها بحق شعبنا.
كما التقى الوزير عساف، مع أمين عام اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي أحمد نديم، مؤكدا أهمية أنشطة الاتحاد وما يبذله من جهود للتوعية بما يواجه الصحفي الفلسطيني من اعتداءات نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أهمية التعاون بين الإعلام الفلسطيني والاتحاد.
وشارك الوزير عساف في جلسة نقاش خاصة حول وضع الصحفي الفلسطيني تحت الاحتلال، أجاب فيها إلى جانب وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، على أسئلة ميسرة الجلسة بشأن معاناة الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين، وآليات توفير الدعم والحماية لهم.

*أخبار فتحاوية
"فتح" ترحب بالبيان المشترك لـ80 دولة وتدعوها إلى خطوات رادعة تجبر الاحتلال على وقف جرائمه

رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بالبيان المشترك الصادر عن 80 دولة حول الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نتيجة عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي اتخذ طابع الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج والتهجير القسري.
وقالت "فتح" في تصريح صدر عن الناطق الرسمي باسمها، عبد الفتاح دولة، مساء اليوم الخميس: "إن هذا البيان المهم يشكّل إقرارًا دوليًا ببشاعة الجريمة المستمرة في غزة، ويؤكد أن ما يجري لم يعد مجرد عدوان على شعب أعزل، بل هو تهديد صريح للإنسانية جمعاء، وللقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني".
وأضافت: "وإذ نثمن هذا الموقف، فإننا نؤكد أن أهميته لا تكمُن فقط في بُعده الإنساني والقانوني، بل في مدى قدرة الدول الموقّعة عليه على ترجمته إلى خطوات عملية رادعة، تُجبر دولة الاحتلال على وقف جرائمها، وتضع حدًا لحالة الإفلات من العقاب، عبر المساءلة والمحاسبة الفورية".
وأكدت "فتح" أن "استمرار المجازر بحق المدنيين، واستخدام سلاح التجويع والترهيب لفرض التهجير الجماعي، يكشف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التي تنتهك أبسط المبادئ الأخلاقية والقانونية. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يواصل الاكتفاء بالإدانات، في وقت تُباد فيه عائلات بأكملها، وتُستهدف البنى التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء".
ودعت، الأمم المتحدة والدول الموقّعة على هذا البيان إلى حماية ما تبقى من دور للمنظمة الدولية، والدفاع عن العدالة والشرعية الدولية، عبر اتخاذ إجراءات فورية، تشمل فرض العقوبات، ووقف التواطؤ، وإرسال قوات حماية دولية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
وشددت على أن "صمت العالم أو تردده، لن يكون ثمنه فقط مزيدًا من دماء الفلسطينيين، بل انهيار منظومة العدالة الدولية، وتعريض السلم والأمن الدوليين لمخاطر جسيمة".
وقالت 80 دولة في بيان مشترك وجهته، الخميس، إلى الأمم المتحدة بالتزامن مع "أسبوع حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة"، إن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر "المجاعة".
وقالت الدول الـ80، في بيانها: "لدينا رسالة واضحة تتمثل في أن حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة ليست خيارا، بل التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، وواجب أخلاقي لا يمكننا إهماله".

*مواقف "م.ت.ف"
روحي فتوح يرحب بالتحرك البرلماني الدولي الداعم لشعبنا

رحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بالتحرك البرلماني الدولي المتنامي الداعم لشعبنا، والذي تمثل في النداء العاجل الذي أطلقه عشرات البرلمانيين حول العالم إلى جانب البيان المشترك الصادر عن أكثر من 80 دولة والذي يؤكد أن قطاع غزة يواجه اليوم أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
وأشاد فتوح في بيان، يوم الخميس، بهذا التوافق الدولي، معتبرًا أنه خطوة مهمة نحو إعادة الاعتبار للمسؤولية الجماعية للمجتمع الدولي.
وشدد على أن المواقف الصادرة عن هذه الدول والبرلمانيين الأحرار، تعكس ضميرا إنسانيا حيا يرفض الصمت والتواطؤ، ويصر على الوقوف في وجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، وتمعن في معاقبة المدنيين بشكل ممنهج.
وأكد أن هذا النداء العاجل يشكل قاعدة انطلاق نحو تحرك فعلي لإنهاء العدوان والكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، داعيًا إلى فتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، وعلى رأسها معبر رفح، لضمان دخول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود والمياه دون عراقيل.
وشدد على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة لهم، تمكنهم من أداء مهامهم بعيدا عن التهديدات والاستهداف المتكرر.
وحذر فتوح من أن الصمت على ما يجري في غزة يعني مشاركة ضمنية في جريمة تستخدم فيها المجاعة كسلاح ضد شعب بأكمله، مطالبا المجتمع الدولي بتفعيل آليات الرقابة الدولية لضمان الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة كل من يتورط في جرائم الحصار والتجويع التي ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان.
طالب بطرد الكنيست الإسرائيلية من البرلمان الدولي، وقطع العلاقات البرلمانية الثنائية والمتعددة معه، لقيام أعضاءه بالتحريض على القتل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وإقرار قوانين عنصرية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، وفرض مقاطعة على الاحتلال العنصري سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
وجدد فتوح تأكيده على أن صمود غزة ومعاناتها سيبقيان عنوانًا لكرامة الإنسان والبشرية جمعاء، ووصمة عار على من صمت وشارك في إبادة وتطهير شعبنا، وأن هذا النضال العادل لن تخمده سياسات الحصار والموت البطيء.

*عربي دولي
جورجوس جيرابيتريتيس: الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت مستويات مدمرة

أكد وزير الخارجية اليوناني جورجوس جيرابيتريتيس، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات مدمرة بسبب عدم دخول مساعدات للمواطنين منذ أكثر من شهرين.
وأوضح الوزير اليوناني في كلمة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، الليلة، أن الوضع في غزة تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية والمعاناة الإنسانية المستمرة "غير مسبوق".
وشدد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير المساعدات الإنسانية الشاملة بما في ذلك الغذاء والدواء والحاجات الأساسية دون عوائق في أقرب وقت.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

*إسرائيليات
"إسرائيل" تخطط للسيطرة على 75% من القطاع لإنشاء "غزة صغيرة"

يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى السيطرة على ما بين 70 إلى 75% من مساحة قطاع غزة، ضمن عملية "عربات جدعون"، بهدف فرض واقع جديد وإنشاء "غزة الصغيرة"، بحسب ما نقلت "القناة 12" عن مسؤول في أجهزة الأمن الإسرائيلية، يوم امس الخميس 2025/05/22.
جاء ذلك فيما قررت الحكومة الإسرائيلية إعادة كامل وفدها التفاوضي من العاصمة القطرية، الدوحة، وذلك في ظل ما وصفته بـ"الجمود" في المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، بحسب ما أوردت "القناة 13" الإسرائيلية.
وجاء القرار خلال الساعات الأخيرة بعد مشاورات على مستوى القيادة السياسية الإسرائيلية، وتم بموجبه إصدار تعليمات لجميع أعضاء الوفد، بمن فيهم الطاقم الفني، بالعودة إلى إسرائيل، وذلك بعد أن سبق وسُحب عدد من كبار أعضاء الوفد، الثلاثاء.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، جاءت إعادة الوفد بعد تعثّر المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود، في ظل إصرار تل أبيب على التوصل إلى صفقة جزئية تفضي إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، في حين طالبت الفصائل الفلسطينية بضمانات دولية، وخاصة من الولايات المتحدة، بعدم استئناف الحرب عقب تنفيذ الصفقة.
وقال مسؤول أمني رفيع، للقناة 12، إن "الهدف هو تقليص غزة، ودفع الفصائل الفلسطينية لخسارة مناطق واسعة، وإخراجها من مناطق راحتها"، مشيرًا إلى أن الخطة تشمل فصل الفصائل عن السكان، وإقامة نقاط تفتيش ومراكز سيطرة لفرز عناصر الفصائل الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر امس، إنذارًا جديدًا لسكان أحياء ومناطق واسعة شمالي قطاع غزة، مطالبًا بالإخلاء الفوري نحو الجنوب، في إطار سياسة التهجير المتواصلة، مهددًا بتوسيع عملياته العسكرية في المناطق المذكورة.
وقال الجيش، في بيان، إن "المناطق المستهدفة تشمل: غبن، الشيماء، فدعوس، المنشية، الشيخ زايد، السلاطين، الكرامة، مشروع بيت لاهيا، الزهور، تل الزعتر، النور، عبد الرحمن، النهضة، ومعسكر جباليا، واصفًا إياها بأنها مناطق قتال خطيرة".
وأضاف، في بيانه الموجّه إلى السكان، أن "جيش الاحتلال سيقوم بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ"، في وقت تتواصل فيه العملية البرية التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، والتي بدأت قبل 5 أيام ومن المتوقع أن تمتد لنحو 3 أشهر.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين رفيعي المستوى، الثلاثاء، أن "عربات جدعون" قد تمتد لنحو شهرين، يتم خلالها السيطرة على معظم مناطق القطاع، على أن تُستكمل بمرحلة ثانية تمتد لشهر إضافي، تهدف إلى توسيع السيطرة وتقليص مساحة غزة إلى الحدّ الأدنى الممكن.
بالتوازي، تعمل إسرائيل على تسريع وتيرة مساعيها لتهجير سكان القطاع إلى خارج غزة، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، إلا أن مصادر مطّلعة قالت: إن "واشنطن لا تولي المسألة الاهتمام الكافي بما يسمح بدفع الخطة بوتيرة سريعة"، بحسب "يسرائيل هيوم".
وذكرت القناة 12، أن جيش الاحتلال يفرض سيطرته حاليًا على أكثر من 50% من مساحة قطاع غزة، حيث يفرض سيطرة عملياتية على بعض المناطق ويتمركز في معظمها، ولفتت القناة إلى أن جميع هذه المناطق باتت خالية من السكان الفلسطينيين، الذين هجروا من مناطقهم بشكل متكرر ونزحوا إلى مناطق مختلفة داخل القطاع، أبرزها مدينة غزة، ومخيمات المنطقة الوسطى، ومنطقة المواصي، ومدينة خانيونس.
واعتبرت القناة 12، أن تصريحات المسؤول الأمني بشأن السيطرة على 75% من مساحة القطاع، تتناقض مع ما صرّح به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء أمس، بأن "الهدف النهائي للعملية هو فرض السيطرة الأمنية على كامل أراضي قطاع غزة".
وفي مؤتمر صحافي عقده نتنياهو، الأربعاء، شدد خلالها على أنه يرفض وقف الحرب ولا يقبل إلا بوقف مؤقت لإطلاق النار، قال: "قواتنا تسيطر على المزيد والمزيد من المناطق في غزة، وفي نهاية العملية، ستكون جميع أراضي القطاع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية".
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز قواته المقاتلة في القطاع، وذلك بعد أن دفع بألوية نظامية إضافية بينها لواء "هناحال" و"غولاني" و"كفير"، الليلة قبل الماضية، وانضمت إلى عملية "عربات جدعون".

*آراء
غزة ليست غنيمة.. بل بوابة الدولة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير/ بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

غزة اليوم ليست مجرد مساحة جغرافية منكوبة ولا ورقة تفاوض، بل ميدان الصراع الحقيقي على فلسطين الدولة، وعلى مشروعها الوطني التحرري بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. إن ما جرى في 7 أكتوبر 2023 لم يكن انفجارًا عفويًا، بل تتويجٌ لمرحلة طويلة وممنهجة من تدمير الهوية الوطنية الجامعة، بدأها الانقلاب الدموي لحركة حماس في صيف 2007، حين تمزقت خريطة الوطن سياسيًا وجغرافيًا، وتحوّلت غزة إلى كيان وظيفي يخدم أجندات إقليمية ودولية لا علاقة لها بالمشروع الوطني الفلسطيني.

- 7 أكتوبر 2023: هو عقدة الحرب وأداة التفكيك

ما يسوَّق اليوم على أنه "صراع مقاومة ضد الاحتلال" يخفي تحته صراعًا خفيًا وناعمًا بين واشنطن وتل أبيب على مستقبل غزة، وحسم شكل الخارطة الإقليمية الجديدة.
غزة ليست موضع تضامن إنساني في نظرهم، بل جائزة جيوسياسية يتنافس عليها ترامب ونتنياهو لتحقيق مشاريع الهيمنة.
ترامب يرى في غزة منصة استراتيجية على المتوسط، بوابة للممر التجاري الجديد بين الخليج وأوروبا، وركيزة لميناء دولي متقدم يُدار بواجهة إنسانية، وبجوهر استخباراتي– اقتصادي أميركي.
في المقابل، يرفض نتنياهو حتى هذه المشاركة الرمزية لحليفه الأميركي.
فغزة، بالنسبة له، عمق أمني، وخزان غاز، وممر جغرافي يربط إسرائيل بالمحيط العربي والدولي ويمنحها السيطرة على عقدة التجارة الإقليمية.
ورغم تباين الأدوات، إلا أن كليهما متفقان على جوهر واحد: هو قبر المشروع الوطني الفلسطيني، وفرض واقع جديد يُستثنى منه الشعب الفلسطيني كمقرر لمصيره، وتُدفن فيه منظمة التحرير باعتبارها عقبة في وجه التسوية الأميركية- الإسرائيلية.

- حماس: من المقاومة إلى الأداة

في هذا السياق، لا يمكن تجاهل دور حركة حماس، التي تحولت من فصيل مقاوم إلى أداة إقليمية يتم توظيفها لتعميق الانقسام وتفخيخ كل محاولة لبناء وحدة وطنية.
منذ انقلاب 2007، لعبت حماس الدور الوظيفي الأخطر في ضرب أسس المشروع الوطني الفلسطيني، وشكّلت جسراً للتدخلات الإقليمية وتصفية القضية. وقد أصبح واضحًا أن بعض القوى الإقليمية المؤثرة، والتي تتبنى شعارات "دعم المقاومة"، تنسق في الواقع مع المشروع الأميركي–الإسرائيلي عبر أدوات سياسية ومالية وإعلامية، تضمن إبقاء غزة خارج دائرة الشرعية الفلسطينية.
غزة ليست جثة يُتنازع عليها.
إن الحديث عن من "سيفوز بغزة"– واشنطن أم تل أبيب أم حماس– يُخفي حقيقة أن غزة ليست جثة هامدة بانتظار من يقتسمها، بل هي قلب نابض لهوية فلسطينية لا تموت، ومفتاح الدولة الفلسطينية القادمة، لا أحد يملك حق مصادرة هذا المصير، لا بالاحتلال ولا بالوكالة ولا بالانقلاب.
فمنظمة التحرير الفلسطينية، رغم محاولات الإقصاء، تبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي وحدها القادرة على إنهاء الانقسام، واستعادة وحدة الوطن، وإعادة غزة إلى مسارها الطبيعي كجزء أصيل من دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

- مصر ورفض التهجير

لا يمكن أيضًا إغفال الدور المصري في تعطيل مشاريع التهجير الجماعي، حيث كانت القاهرة– رغم الضغوط الهائلة– صمام أمان حال دون تمرير المخطط. غير أن القوى المتآمرة تعمل اليوم على تأمين بدائل للتهجير، وخلق ظروف إنسانية كارثية تدفع السكان دفعًا نحو الخروج "الطوعي".

- الدولة الفلسطينية آتية لا محالة

الدمار في غزة ليس عبثيًا، والدم الفلسطيني ليس عابرًا، والهوية الوطنية الفلسطينية ليست قابلة للتفكيك.
غزة لن تكون مشروعًا اقتصاديًا عابرًا، ولن تتحول إلى مقاطعة خاضعة لإدارة دولية أو إقليمية، من يريد أن يراهن على تغييب فلسطين من خلال تدمير غزة، يجهل أن الجغرافيا لا تُمحى، وأن الشعوب لا تُهزَم بالحصار ولا بالقصف.
غزة، رغم الجراح، ستبقى فلسطينية، وستعود إلى حضن الدولة القادمة، الدولة التي لن تُبنى إلا بقيادة منظمة التحرير، وبوحدة شعبها، وإرادة أحرارها.
أما من يتوهم الفوز بغزة على جثث الفلسطينيين، فاليعلم أن غزة لا تموت، بل تتجدد وتنتصر، ولا منتصر إلا فلسطين.