لا شك أن "انتفاضة أوروبا" غير مسبوقة في النظام الدولي وفي ظل انعدام للمؤسسات الدولية وغياب تام لحقوق الإنسان ومؤسساته وحقوق الطفل والمرأة والشجر والحجر والبيئة وكل الحقوق البشرية غائبة أو مغيبة سواء بالتهديدات أو بالإغراءات من قبل نظام يحكمه رجل مليء بالغطرسة والعنجهية وحتى جنون العظمة وحكم القطب الواحد.
للعلم حتى هذه اللحظة على الأقل، رغم كل ذلك وأكثر بكثير عندما يتعلق الأمر بفلسطين وإسرائيل تأتي "انتفاضة أوروبا" إذا صح التعبير في وجه سياسات أميركا وإسرائيل وغيرهم ولكن هنا يطرح السؤال الكبير والمهم، هل هو تهديد فقط لتحقيق غايةٍ ما، سواء بشكلٍّ عام أن لدول بعينها وأيضًا ما الذي يمنع أوروبا وغيرها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم أنها منذ 76 سنة وهي تطالب بحل الدولتين وهي تعترف بدولة واحدة ولا تعترف بالثانية، فما الذي يمنع أوروبا خاصةً فرنسا وبريطانيا صاحبة الوعد المشؤوم وألمانيا وغيرها من الدول مثل كندا أيضًا وحتى بعض الدول التي تدعي أنها مسلمة أو اشتراكية، فمنذ أسابيع ونحن نسمع تهديدات من بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدول الفلسطينية على حدود 1967، فهل هو تهديد للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو تسجيل مواقف ما وذلك يكون على حساب دماء الفلسطينيين التي تسيل بغزارة غير مسبوقة في حرب إبادة ظالمة تستهدف طمس وتدمير الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين بتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة مثل باقي شعوب ودول العالم.
لذلك كله أيضًا ما الذي تريده فرنسا وبريطانيا بالذات من هذا التهديد وهي لم تفعل، وتقديرنا أنها لن تفعل، هل بعد حوالي سنتين من القتل والتميز والحصار والتجويع والاستيطان والاعتقالات ومصادرة كل الحقوق استفاق ضميرهم وشعرت إنسانيتهم بجوع أهل غزة وتدميرها وذبح أبنائها وتسارع نهب أراضي الضفة سراً وعلانية، أم ماذا يا أوروبا ويا فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيركم من الدول ما الذي يمنعكم من الاعتراف بالقرارات الدولية؟ أم هي حسابات ما تحت الطاولة في مصالح لكم ولأحزابكم ولشعوبكم؟وبالتالي لن تعترفوا بالدولة الفلسطينية في حقيقة الأمر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها