في المدى المفتوحِ للرماد، ...
تصرخُ غزةُ...
لا أحدٌ يسمعُ النداءْ.....!
القيادةُ تُراكمُ الهزائمَ ..
والإستِهبالِ ..
في صناديقِ الوهمِ، ..
وتسمّيها "صمودًا أسطوريًّا"، ...
كأنَّ الدماءَ ..
مهرُ المجدِ في أسواقِ التهليلِ والتأليهْ...
***
يعتلونَ المنابرَ....
بأجسادٍ معصوبةِ العقلِ والبصيرةْ،
ويغسلون الخطيئةَ ...
بآياتٍ مبتورةٍ من سياقِها، ..
ويقولون:
"قال الله... وقال الرسول..."،
وهم أوّلُ من جحدَ اللهَ،
وأوّلُ من خانَ الرسول ...!
***
واللهِ...
والرسولِ...
كلاهما بريئانِ من زيفِ أدعياءِ النصرِ، ..
ومن تجّارِ الدمِ، ..
الذين يُهلهِلونَ للمذبحةِ
باسمِ الجنّةِ الموعودةْ ...!
***
كمْ من دمٍ ....
يحتاجونَ كي يقتنعوا
أنَّ هذا الدربَ لا يؤدي إلى القدس،
بل إلى قاعِ الجحيمْ ....؟
كم من طفلٍ
يجبُ أن يُدفنَ حيًّا
كي يكتملَ "النصُّ المقدّسْ"....؟!
***
هم لا يسمعونَ ...
أنينَ الأمهاتِ ...
اللواتي يحلبنَ الصبرَ ...
من أثداءٍ فارغةْ، ..
ولا يرَونَ الجدّاتِ ...
وهنَّ يخبئنَ مفاتيحَ العودةِ ..
في جثامينِ الأحفادْ...
يرونَ فقط ...
راياتٍ ممزقة، ..
تلمعُ على أنقاضِ الذاكرةْ...!
***
وفي الساحاتْ، ..
يرتفعُ التصفيقُ كأصواتِ الطبولِ ..
في حفلةِ الجنونْ، ..
ويهرعُ القطيعُ ...
يبايعُ الكارثةَ،
ويرقصُ على قبورِ الضميرْ ....
فلا يميّزُ بين الشهادةِ ...
وبين المقامرةِ العمياءْ، ...
ولا بين الشرفِ ...
وبين احترافِ الهلاكْ....!
***
هنا تُداسُ الكرامةُ ...
ببياناتٍ حنجورية،
ويُصفَّقُ للفشلِ...
كأنهُ فتحٌ مبينْ ...
وتُذبحُ غزةُ مرارًا، ...
ثم تُزفُّ إلى السماءِ ...
كأنها عروسُ الحرية....!
***
يا غزةُ،
لم يكنِ الموتُ حتفَكِ، ...
لكنهم صاغوهُ لكِ قَدَرًا، ...
وسلّموكِ للذبحِ ...
بأكفٍّ ترتجفُ من ..
"الإيمانِ المصطنعْ"،
وغمسوا خناجرهمْ ...
بدمكِ الطهورِ، ..
ثم صرخوا:
"الله أكبر!"
وما كانَ اللهُ جلَّ في علاهٍ،
معهمْ، ..
ولا الرسولُ صلى الله عليه وسلم،
رضِيَ عنهم، ..
ولا الوطنُ سامَحهمْ ....!
***
إنهُ الغباءُ السياسيُّ ...
حين يتكئُ على عمى العقيدةِ، ..
وتواطؤُ القطيعِ ..
الذي يرى في المذبحةِ ..
مهرجانًا للبطولةِ والخلودْ...!
***
وغزةُ،
هي وحدها ...
من تدفعُ الفاتورةَ
بالكامل....!