بدعوة من حزب الشعب الفلسطيني، ولمناسبة الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية الاليمة، شارك وفدٌ من حركة "فتح" -قيادة منطقة الشمال في الوقفة التضامنية مع غزة والضفة والقدس، تحت عنوان: "لتوحيد كل الجهود من أجل وقف حرب الإبادة ولمواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية"، وذلك يوم  الاثنين ١٩-٥-٢٠٢٥ امام مكتب الحزب في مخيم البداوي.

وترأس الوفد أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل (م.ت.ف) في منطقة الشمال عضو لجنة العلاقات الوطنية في لبنان مصطفى أبو حرب، ويرافقه عضوا قيادة المنطقة خليل هنداوي وأحمد الأعرج، وأمين سرّ وأعضاء شعبة البداوي، وكوادر حركية وتنظيمية، وبمشاركة مسؤول حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا في لبنان ناصر حسون، وممثلين عن الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وأحزاب وقوى وطنية ولبنانية،  وأخوات، والقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، وحشد من أبناء المخيم.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل (م.ت.ف) في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، أستهلها بالترحيب بالحضور الكريم، وبالأخوة الذين يمثّلون روح القضية، بالأخوات ماجدات فلسطين، وبالرفاق في حزب الشعب الفلسطيني، موجّهًا التحية إلى أرواح الشهداء النازفة على تراب غزة العزة، وإلى صمود أهلنا المقاومين على أرض الضفة الأبية، وثبات المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى.

وأردف، سبعة وسبعون عامًا مرّت على نكبة فلسطين... سبعة وسبعون عامًا من القهر والتشريد، لكن عمر مقاومتنا أطول، وأشد رسوخًا، فمنذ وعد بلفور المشؤوم واتفاقية سايكس بيكو التقسيمية، وشعبنا يخوض معركة الوجود، ولم يهن أو يستسلم.

وأضاف، من ثورة عام 1920 إلى ثورة البراق عام 1929، إلى الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، والإضراب الكبير، ونحن نؤكد أن هذه المسيرة لم تكن يومًا موسمية أو مؤقتة، لقد كانت ملحمة مستمرة من التضحيات، وشعبنا يقدّم الشهيد تلو الشهيد، دون أن تنكسر له إرادة أو تُخفض له راية.

وأشار إلى الخذلان العربي قائلًا: لقد عشنا أول الغدر وأول الخيانة ممن سمّوا أنفسهم الأمة العربية، يوم رفضوا أن يمدونا بالسلاح... قالوا: نمدّكم بالرجال، فقلنا: في فلسطين الرجال الرجال، أعطونا سلاحًا، قالوا: جيوش العرب تحمي فلسطين، فسلّمت الجيوش فلسطين.

وتابع، بين نكبة وتهجير، كبر الأطفال، وتعزّزت عزيمة الرجال، فانطلقت الثورة، لا كحرب جيوش تأتمر بأوامر بريطانيا وأميركا، بل كحرب شعب طويلة الأمد، أسسناها في اللجوء وعلى أرضية الكفاح الشعبي.

وأكد بأننا كنا الأوائل في إطلاق الرصاص، والأوائل في التحدي والتصدي، وما زلنا الأوائل في الثبات على أرض فلسطين. ورغم المجازر، ورغم الطعنات، نبقى أوفياء لقضيتنا، متمسّكين بحقوقنا.

وعن حرب غزة، قال: أربعة وخمسون ألف شهيد، وأكثر من مئة وعشرين ألف جريح، لكن شعب العزة في غزة لم يرحل، لم يغادر، بل تجذر أكثر في أرضه، رغم القتل والتدمير والقهر والجوع... هؤلاء هم أبناء شعب الجبارين الذين وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بأنهم في رباط إلى يوم الدين، وشهيدهم بسبعين من غيرهم.

ونقل عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قوله: إن أرادوا تهجيرنا من غزة أو الضفة، فسنعود إلى القرى والمدن التي هُجّرنا منها عام 1948، ولن نقبل بوطن بديل، ولا بتوطين، ولا بتهجير.

ورحّب في كلمته بقدوم الرئيس إلى لبنان خلال يومين، قائلًا: ننتظره ليطمئننا على الوطن، على حاله وأوضاعه، ولنسمع منه التأكيد على الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها التمسك بحق العودة ورفض مشاريع التوطين والبدائل المشبوهة.

ووجّه نداءً للعالم، قائلاً: نطالب بوقف الحرب فورًا على غزة، وعلى أهلنا في الضفة والقدس.... يا أمم العالم، يا من تدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان، أوقفوا المجازر، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أم أنكم تقدمون شهداء فلسطين قرابين على مذبح سياساتكم المزدوجة؟

وأكد بأننا شعب يعشق الحياة، لكنه مستعد للشهادة من أجل تحرير أرضه، لا نقبل أن نقدّم أبناءنا بلا ثمن، فهذه مجزرة مستمرة بحق هذا الشعب البطل.

كما دعا إلى الوحدة الوطنية، لمواجهة من وصفهم بـ"شذاذ الآفاق" الذين توحّدوا على قتلنا، داعيًا إلى حماية المخيمات الفلسطينية في لبنان، قائلاً: الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، وأمن المخيم أمانة في أعناقنا جميعًا، ولنحفظ أمن المخيم وجواره، ولنصن أمن لبنان، الذي نتمنى له الاستقرار والازدهار، فنحن لم نكن يومًا صناع عبث، بل حرّاس للقانون والأمن.

وختم كلمته بالترحم على سيد شهداء فلسطين الرمز ياسر عرفات، وعلى الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وعلى الشهيد الشقاقي، والشهيد أحمد جبريل، وبالشفاء العاجل لجرحانا، وبالحرية لأسرانا، وبالوقف الفوري للحرب الصهيونية على غزة والضفة والقدس.