تطهير عرقي يمارس ضد شعبنا في قطاع غزة على مرأى عالم اعتاد مشهد الإجرام الإسرائيلي الذي يتصاعد نحو تهجير شعبنا تطورات هذا المشهد ناقشتها الإعلامية مريم سليمان مع عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية والمتحدث باسمها المهندس محمود الصيفي.

بدايةً أكد الصيفي أن المجتمع الدولي بات يتعايش مع الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، ويتجاهل المجاعة التي تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال. وأشار إلى أن المستشفيات خرجت عن الخدمة، والمعابر مغلقة منذ أكثر من 70 يومًا، ما أدى إلى انقطاع الغذاء والماء والدواء والوقود، في وقت يستخدم فيه الاحتلال سياسة التجويع كسلاح معلن ضد شعبنا الفلسطيني، باعتراف مسؤولين إسرائيليين. وأوضح أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات ممنوعة من الدخول، بينما تتعمد الطائرات الحربية استهداف المطابخ، الأفران، وخيام النازحين، كما حدث مؤخرًا في دير البلح وشمال القطاع. في ظل هذا الدمار والقتل اليومي، حيث سقط أكثر من 320 شهيدًا خلال 48 ساعة، يبقى العالم صامتًا وكأنه اعتاد على مشاهد المجازر وانتشال الأطفال من تحت الركام، في ظل عجز كامل لأطقم الدفاع المدني أمام هذا التصعيد غير المسبوق.

أكد الصيفي أنه كان من المفترض، احترامًا للإنسانية، أن يتوقف العدوان على غزة مؤقتًا خلال زيارة الرئيس الأميركي ترامب للمنطقة، خصوصًا مع وجود وفد الاحتلال في الدوحة. غير أن تصريحات قطرية كشفت أن هذا الوفد أُرسل لإعاقة جهود الوساطة وتعطيل أي مقترحات لوقف إطلاق النار. واعتبر أن حكومة نتنياهو تستغل الوقت لتوسيع عدوانها، ضمن خطة ممنهجة للقتل والتهجير وفصل غزة، تتجلى في ما يُعرف بعملية عربات جدعون.

وأوضح أن الاحتلال يسعى لتنفيذ تهجير قسري عبر السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وحصر السكان في منطقة ضيقة تحت تهديد السلاح، لا سيما في الجنوب، حيث يُمنع شعبنا من الوصول إلى مناطق شاسعة بين خانيونس ورفح، مثل محور موراج. وشدد على أن ما يحدث يجري وسط صمت دولي خطير، وعجز واضح من الوسطاء، في وقت تجاوز فيه عدد الشهداء 650 خلال أيام، بينما تستمر الجرائم اليومية دون وجود منطقة آمنة في القطاع، رغم التصريحات الدولية المتكررة عن السلام وفتح المعابر.

اختصر الصيفي في ختام حديثه أن الإدارة الأميركية هي من تقود فعليًا الحرب العدوانية والإبادة الجارية على غزة منذ 7 أكتوبر، مستشهدًا بدورها في فرض الصفقة الأولى في يناير الماضي على حكومة نتنياهو. وأوضح أن الهدف من تلك الصفقة كان إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مقابل تمكين الاحتلال من الانفراد بغزة لتدميرها وتهجير سكانها، وفق خطة ترامب، التي تقوم على تفريغ القطاع من أبنائه وتوزيعهم على دول عدة، مثل ليبيا وإندونيسيا والسعودية. وشدد على أن مشروع التهجير والإبادة بات واقعًا ملموسًا.