بقلم: عبد الباسط خلف
قلب جيش الاحتلال حال طمون جنوب طوباس، رأسًا على عقب، وأغرق بالدموع البلدة التي كانت تخطط لثلاث ولائم أفراح صامتة، وقتل 5 من شبانها دفعة واحدة.
ورسم ابن البلدة والمحاضر الجامعي، أحمد بشارات، مشهدًا لبلدته، التي يهبط عليها الحزن دفعة واحدة، وتبكي بشكل جماعي على أحبتها.
وأضاف: أنه كان يحضر لوليمة ابنه البكر، سليمان، لكنه أجل في اللحظات الأخيرة مسار عرس ابنه الصامت، وتقاطر هو وأهالي طمون عن بكرة أبيهم إلى مجلس عزاء جماعي.
والمؤلم، حسب بشارات، أن طمون تخسر شبانها وتبقى في حالة حزن مفتوح، إذ يختطف الاحتلال جثامين الشهداء ويترك عائلاتهم دون حق دفنهم أو زيارة قبورهم.
- 5 شهود
وفي أحدث نسخة للعدوان، اقتحم جيش الاحتلال، طمون، وحاصر بيت الشقيقين جمال وجهاد بشارات في منطقة المشماس، وقصفه بقذائف حارقة، واقتحم المنزل، واختطف منه جثامين أربعة شهداء، فيما نجحت طواقم الإسعاف والهلال الأحمر في انتشال جثمان شهيد خامس، ونقلته إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي، ليتبين لاحقًا أنه للشاب ساهر نبيل بشارات.
وقال مدير المستشفى، محمد سمارة: إن الجثة كانت محترقة، وتعرفت عليها عائلة بشارات لاحقًا.
فيما أكد رئيس بلدية طمون، ناجح بني عودة، أن أربعة من أفراد عائلة بني عودة قضوا في عدوان أمس الخميس، واحتجز الاحتلال جثامينهم، وهم: رضا كمال، وإبراهيم ياسين، ووديع إياد، وإسلام عزمي.
وأضاف بني عودة: أن المؤلم فتح بيوت عزاء لشبان دون دفنهم، ومن غير السماح لأمهاتهم وعائلاتهم بوداعهم.
- 15 قهرًا
وأوضح بأن طمون فقدت خلال 19 شهرًا 35 شهيدًا، احتجز الاحتلال جثامين 12 منهم، فيما يواصل اختطاف جثامين 3 آخرين ارتقوا عام 2003.
وقال عم الشهيد رضا بني عودة إن ابن شقيقه (19 عامًا) كان يعمل في الزراعة، وهو الأصغر في عائلته، ويكبره شقيقه أشرف وأخته إكرام.
وذكر عم الشهيد إسلام بني عودة (23 عامًا) أن ابن أخيه كان عامل بناء، ويحمل الترتيب الرابع في أسرته وله أختان وثلاثة أشقاء.
وقال الأخ الأكبر للشهيد إبراهيم بني عودة بصوت مسكون بالدموع: إن شقيقه العشريني هو أصغر أفراد العائلة العشرة، وله سبع أخوات وأخوان اثنان، وكان يدرس الصحافة في سنته الثانية بجامعة القدس المفتوحة، وأحس بالمسؤولية بفعل الظروف الاقتصادية المتعثرة، وأجل دراسته كثيرًا.
وأفاد عم الشهيد ساهر بشارات بأن ابن شقيقه العشريني هو الأوسط في عائلته، وشقيقه أحمد أسير في معتقلات الاحتلال منذ نحو 16 شهرًا، وله شقيقان وأختان.
ولم يقفل مواطنو البلدة نوافذ أحزانهم، ففي كانون الثاني الماضي كانوا على موعد مع مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرة شهداء، خلال تناولهم طعام العشاء، الذي تحول إلى حمام دم.
وفي كانون الثاني نفسه، قصفت مسيرة احتلالية البلدة، ونقلت الطفلين رضا علي أحمد بشارات (ابن الربيع التاسع)، وابن عمه حمزة عمار (صاحب العشرة أعوام)، وابن عمه آدم خير الدين (23 عامًا) إلى خانة الشهداء، تاركة ثلاث عائلات تسبح في أحزانها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها