في هذه التغطية المفتوحة من فضائية فلسطيننا لآخر التطورات والمستجدات الميدانية والسياسية المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا، بخاصة في قطاع غزة. استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر الهاتف الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ محمد جودة.
بدايةً أكد جودة أن الأوضاع في قطاع غزة كارثية على المستويين الإنساني والعسكري، مشيرًا إلى تصاعد العدوان الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، ما أسفر عن ارتفاع أعداد الشهداء بشكل يومي بفعل آلة الحرب الإسرائيلية. ولفت إلى أن الاحتلال ينتهج سياسة تجويع ممنهجة منذ أكثر من 73 يومًا، حيث لم تدخل أي مساعدات غذائية أو طبية للقطاع، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء. مشددًا أن المجتمع الدولي يعمل بازدواجية المعايير والصمت المريب تجاه الإبادة الجارية، مؤكدًا أن حكومة نتنياهو تستخدم ذرائع مثل ملف المحتجزين لتبرير استمرار العدوان، في حين أن الهدف الحقيقي هو خنق شعبنا الفلسطيني. وشدد على أن ما يحدث في غزة هو تطهير عرقي وإبادة شاملة لم يسلم منها بشر ولا حجر ولا شجر.
أوضح جودة أن هناك محاولات جادة تُوصف بفرصة أخيرة قبل تنفيذ تهديدات إسرائيل باجتياح شامل لقطاع غزة، مشيرًا إلى أن الضغوط الدولية، لا سيما في ظل جولة الرئيس الأمركي دونالد ترامب في المنطقة، تتركز على دفع حكومة نتنياهو نحو التوصل لهدنة تنهي الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا. وأكد على أهمية الدور السعودي، باعتبار المملكة لاعبًا إقليميًا مؤثرًا، سياسيًا واقتصاديًا. كما أشار إلى وجود وفد إسرائيلي في الدوحة يبحث صيغة طرحها المبعوث الأميركي ستيف واتيكوف، وتتضمن تبادلًا يشمل إطلاق رهائن إسرائيليين أحياء مقابل هدنة لـ70 يومًا، وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية وغذائية إلى غزة.
وأشار جودة إلى أن هناك تفاهمات بين الإدارة الأمركية وحركة حماس، ربما جرت عبر وسطاء، تبرز إشارات واضحة أبرزها إطلاق سراح المحتجز الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر مؤخرًا، ما يُفهم كاستجابة لرسائل أميركية غير مباشرة. ويبدو أن واشنطن قد تكون بصدد رسم صيغة جديدة لقطاع غزة، تضغط من خلالها على إسرائيل للقبول بحماس كطرف سياسي مدني بعد تحييد قدراتها العسكرية، لتكون جزءًا من إدارة غزة ضمن ترتيبات تهدف إلى إنهاء الحرب.
وحذرا جودة من التفاؤل المفرط المنتشر في وسائل الإعلام، معتبرًا أن ما يجري قد يكون محاولة لإعادة ترتيب المشهد في غزة وليس حلًا حقيقيًا. ما يُعرض حاليًا هو صفقة جزئية مشروطة قد تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، لا إلى إنهاء الحرب أو مخطط التهجير والإبادة. ويعزز هذا الرأي وعود أميركية بإدخال مساعدات مقابل إطلاق المحتجز، لم تُنفذ حتى الآن، ما يعكس ازدواجية في المواقف. فبتالي هناك نية لإعادة تموضع سياسي إسرائيلي أكثر من وجود مسار فعلي نحو وقف شامل للحرب.
اختتم جودة بالتأكيد على أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، مشددًا على أن أبناء الشعب الفلسطيني يحيون ذكرى النكبة بصمودهم ورفضهم للتهجير، رغم المأساة والمعاناة المستمرة. واعتبر أن إحياء ذكرى النكبة هو تأكيد على التمسك بالهوية الوطنية والحق بالأرض، موجّهًا رسالة واضحة بأن الفلسطينيين لن يغادروا أرضهم، بل هم أصحاب الحق، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويضغط على حكومة الاحتلال للاعتراف بحقوقهم المشروعة، فالخروج يجب أن يكون من نصيب المحتل لا أصحاب الأرض.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها