في هذه التغطية المفتوحة لآخر التطورات والمستجدات على الساحة الدولية، التي تشهد حراكاً دبلوماسياً واسعاً في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في عموم الوطن.

أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا مع الكاتبة والمحللة السياسية وأستاذة العلاقات الدولية، الدكتورة تمارا حداد.

بدايةً سلّطت الدكتورة تمارا حداد الضوء على تطور لافت في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل الجرائم المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة من نساء وأطفال، ضمن حرب إبادة منهجية تستهدف الإنسان والبنية المجتمعية، وتغذي مخطط التهجير القسري. واعتبرت أن هذا التحول يعكس إدراكاً متزايداً لدى عدد من الدول الأوروبية بضرورة التوصل إلى حلول جذرية تبدأ بوقف إطلاق النار، وتوفير مساعدات إنسانية عاجلة. وأشارت إلى انقسام داخل الاتحاد الأوروبي بين من يدعم الحقوق الفلسطينية، وآخرين يتبنون الرواية الإسرائيلية القائمة على ذريعة الرهائن ومواجهة حماس. وبيّنت أن إسرائيل توظف أحداث السابع من أكتوبر لتبرير مشروعها الأوسع، الذي لا يقتصر على غزة، بل يشمل الضفة الغربية من خلال إجراءات تهدف إلى ضم المناطق المصنفة (ج) وتوسيع الاستيطان، في مخالفة صارخة للقانون الدولي، ما يُشكل تهديداً مباشراً لفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة.

أوضحت الدكتورة تمارا حداد أن وكالة الأونروا تواجه تضييقًا ممنهجًا من الولايات المتحدة، التي قلّصت مهامها، ومن إسرائيل التي قوضت دورها في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كانت الوكالة تقدم خدمات إنسانية وصحية وتعليمية أساسية لأبناء شعبنا. وأشارت إلى أن الأونروا لم تعد قادرة على أداء مهامها، خصوصًا في غزة، بعد قصف مدارسها التي كانت تؤوي النازحين، واستشهاد عدد كبير من كوادرها، بمن فيهم الأطباء والعاملون في الصحة والبنية التحتية. واعتبرت أن اتهام الوكالة بوجود عناصر من حماس مجرد ذريعة لإنهاء دورها. وشددت حداد على أن المسؤولية تقع على عاتق الاتحاد الأوروبي، الذي يجب أن يدعم استمرار عمل الأونروا ماليًا ولوجستيًا وصحيًا، وأن يتخذ موقفًا موحدًا لحمايتها من الانهيار، خاصة في ظل الحاجة الماسّة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضغط على إسرائيل للسماح بذلك.

اختتمت الدكتورة تمارا حداد حديثها بالإشارة إلى أنّ قطاع غزة وصل إلى مستوى كارثي من الجوع، بنسبة تصل إلى 98%، نتيجة توقف خدمات الأونروا الأساسية، خاصة توزيع الطحين، بسبب الحصار ونقص التمويل. وأكدت أن اتهام بعض العاملين في الأونروا بالارتباط بحركة حماس يبقى في إطار الذرائع غير المثبتة، موضحة أن العاملين في الوكالة هم مهنيون ومحايدون، هدفهم الإنساني الأساس هو الدفاع عن حق اللاجئ الفلسطيني في العودة، وليس الانخراط في أي أجندة سياسية.