في نهاية العام

يقف القاتل المأجور على حافة الهاوية

يصفق للنهايات الرديئة التي لم ينتصر فيها أحد

يربت على كتف السواد الذي يتربع في قلوبنا مثل كلب ألماني شرس

ينفث سيجاره الأخير ويبصق ما تبقى من العام

ويتساءل: هل هناك من يكمل كل هذا الفراغ الذي فاض فينا…؟

نتزاحم على الموت..

في عالم مليء بالجنازات والزحمة

هذا الضجيج الذي يتدفق فينا

 مثل دماء رطبة دافئة تجري في عنق الأحصنة المعتادة على الصهيل والركض

يركض الوقت فينا

ونحن نسير نحوه مضرجين بالموت لا وقت للكفن

لا وقت للإمساك بحفنة وحيدة من هذا العمر 

نتزاحم على الموت دون أن ندري ودون ان نفكر ولو لمرة واحدة ماذا ينتظرنا بعد..!

أبرد من قطعة رخام منسية في قبو قديم

هكذا تبدو رفح هذا المساء،

سرت فيها وحيدة بين زقاقها

 الممسوحة والمشوهة

وجدتها مدينة أصابتها اللعنة

أسير فيها وكل المدن تتكئ داخلي

كمعزوفة هائلة

على أصابع بيانو كئيب سقط منه اللحن

وسقطت رفح….!

تحدث عنا أيها الطفل المحدق بالأبدية

تحدث عنا أيها المجبول بدم أخيك

تحدث عما تبقى منا

وإن رأيت الله أخبره بأن

آخر ما تبقى منا لم يعد يكفي لنبدأ من جديد..!