في هذه تغطية المستمرة لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق شعبنا الأعزل في قطاع غزة، وللاحاطة بأخر مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية. استضافت الاعلامية مريم سليمان للحديث في هذا السياق الدكتور رائد موسى، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي.
أكد الدكتور رائد موسى أن الوضع في غزة يزداد سوءًا، وسط انسداد سياسي وإنساني شامل. لا توجد أي مؤشرات جدية لحلحلة الملفات المعقدة، وعلى رأسها ملف الأسرى والرهائن، الذي تستخدمه حكومة نتنياهو كورقة ضغط وذريعة لاستمرار العدوان، متبعة سياسة متعنتة ترفض التنازلات وتضيف شروطًا تعجيزية. وفي المقابل، لا تُبدي حركة حماس مرونة كافية، مما يُسهم في استمرار المأزق.
وأشار موسى إلى أن الحديث عن إدخال المساعدات لا يتعدى المستوى النظري، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث المجاعة تفتك بالأطفال والعائلات، دون بوادر حقيقية لحل جذري. وأضاف أن زيارة شخصيات دولية مثل ترامب تبقى بلا جدوى حقيقية في ظل هذا الواقع القاتم.
في ما يخص ملف الأسرى، اعتبره موسى الورقة الأهم لنتنياهو، التي يستخدمها لتبرير العدوان أمام المجتمع الدولي. حتى الهيئات الدولية كمحكمة العدل ومجلس الأمن ربطت وقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن، مما يعزز تمسك إسرائيل بهذا الملف. ولهذا، دعا موسى إلى تسليم الملف لطرف ثالث محايد، لأن استمراره بيد الأطراف المتصارعة يعمّق المأساة.
وحول المخطط الإسرائيلي في غزة، تحدث موسى عن خطة واضحة لتجميع سكان القطاع في جنوب غزة، وإنشاء نقاط توزيع مساعدات تحت السيطرة الإسرائيلية. هذا الحشر القسري للسكان لا يمثل فقط ضغطًا إنسانيًا، بل يهدف إلى كسر إرادة الناس ودفعهم نحو الهجرة القسرية.
وشدّد على أن جوهر الصراع مع الاحتلال هو التمسك بالأرض، متسائلًا عن جدوى استمرار الحرب والموت والتهجير، في وقت تُعاد فيه اعتقالات الأسرى ويُدفع ثمن باهظ من الدماء والجوع، دون تحقيق أي إنجاز فعلي.
وأوضح موسى أن هناك تضاربًا حقيقيًا في المصالح بين الولايات المتحدة ونتنياهو، رغم الدعم الأمريكي اللامحدود لممارسات الاحتلال على الأرض. فالولايات المتحدة تسعى لتحقيق مشاريع اقتصادية كبرى في المنطقة، وتطمح إلى تطبيع عربي–إسرائيلي لا ينسجم مع وجود نتنياهو، الذي يُنظر إليه كعبء سياسي ومجرم حرب يعيق هذه الأجندات.
وختم حديثه مؤكدًا أن رغبة نتنياهو بضرب إيران تُناقض التوجه الأمريكي الراغب بعقد اتفاق جديد مع طهران يخدم المصالح المشتركة. ورغم الخلاف مع نتنياهو كشخص وحكومته، فإن الولايات المتحدة تتفق مع السياسات الإسرائيلية على الأرض، خصوصًا في ما يتعلق بتقليص الوجود الديموغرافي الفلسطيني وتجريد أي دولة فلسطينية محتملة من عناصر القوة، بما يجعلها منشغلة بإعادة إعمار نفسها لعقود طويلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها