طالب أعضاء كنيست بتجويع منهجي لسكان قطاع غزة، والأطفال بينهم، ومنع إمدادهم بأدوية ومسكنات أوجاع. وجاء ذلك في مداولات حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خلال اجتماع عُقد أمس، الخميس، للجنة متفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وتعنى بالإعلام والعلاقات الخارجية.
وخلال الاجتماع، قالت الطبيبة شارون شاؤول، من جمعية "نتان"، التي تنشط في مجال المساعدات الإنسانية في العالم، إنه "أعتقد أن جميع الجالسين حول هذه الطاولة ليسوا معنيين بأن طفلاً يعاني لا يمكنه الحصول على مسكنات أوجاع أو علاج طبي بالحد الأدنى".
وقاطعها عضو الكنيست عَميت هليفي، من حزب "الليكود"، وقال بغضب: إنه "لست متأكدًا من أنك تتحدثين باسمنا أننا نريد معالجة أي طفل وأي امرأة، وآمل بأنك لا تؤيدين هذه الجملة"، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" عن النقاش في اللجنة، اليوم الجمعة 2025/05/09.
وأصرت الطبيبة، أنه "آمل أنك أيضًا لست معنيًا بألا يتلقى طفلاً في الرابعة من عمره وبُترت يده مسكنًا للأوجاع، وآمل أنه يوجد لديك هذا التعاطف".
لكن عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب "عوتسما يهوديت"، أشارت بإصبعها إلى الطبيبة وقالت: إن "العلاج الوحيد الذي ينبغي منحه هو لك"، فيما اعتبرت عضو كنيست أخرى، أنه "أنت الطبيبة الأكثر مرضًا التي رأيتها".
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست موشيه تور باز، من حزب "ييش عتيد"، ادعائه في أعقاب هذا الاجتماع الذي عُقد بمبادرته، إنه "على حد علمي، دولة إسرائيل لا تعتزم استخدام التجويع، وأعتقد أنه حتى لو يكن هناك غير ضالعين (في القتال)، فإنه لا يوجد في الأخلاقيات اليهودية التي أعرفها ما يسمح بتجويع أشخاص غير مقاتلين وانطباعي هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تتجه إلى تجويع غزة".
وشددت الصحيفة، على أن هليفي وسون هار ميلخ سيطرا على النقاش في اللجنة، وأن "كثيرين حول الطاولة اعتقدوا بكل تأكيد أن تعذيب وتجويع أطفال غزيين هو ليس أمرًا شرعيًا وحسب وإنما هو أمر مرغوب به أيضًا".
ووبخت شيفرا تسور أرييه، التي قدمت نفسها على أنها من سكان "غلاف غزة"، أعضاء الكنيست على مجرد إجراء هذا النقاش، وصرخت قائلة: "على من أنت تشفقون؟، وأنه يحظر الشفقة على الغزيين".
وقال يِزهار ليفشيتس، الذي قُتل والده في 7 أكتوبر ونُقل إلى غزة، إنه "بالرغم من أنه لا يوجد أبرياء في غزة تقريبًا، فإن أي شخص أخلاقي بإمكانه أن يدرك أن تجويع الأطفال هو ليس أمرا يمكننا التباهي به، ويوجد مستوى معين ينبغي ألا نتجاوزه، هل مشاهدة أمهات يحملن أطفالهن الموتى على أيديهن، هو ما سيعيد الاسرى إلينا؟".
وردت سون هار ميلخ: أن "هذا أمر رهيب أنك تتطرق إلى هذا الأمر، هذا رهيب، مريع ورهيب، أنك تتطرق إلى مصطلحات تجويع بينما أطفالنا يُذبحون بشكل وحشي".
وتحدث مشاركون في الاجتماع حول خطر مجاعة ومعاناة الأطفال في غزة، وقال خبير الإحصاءات، أرنون حوري يفين، الذي وضع نموذجًا لحساب كميات الطعام في غزة بناء على معطيات الجيش الإسرائيلي، إنه يوجد في غزة "كعامًا كافيًا بالمعدل".
لكنه أضاف: أن "لا شك لديه في أن السكان الضعفاء والفقراء في القطاع يعانون من وضع سوء تغذية صعب، وحسب النموذج، أصبحنا الآن في وضع فيه عشرات الآلاف موجودون في حالة لا يوجد فيها طعام أبدًا أو أن بحوزتهم أقل من 300 سعرة حرارية في اليوم الواحد".
ورد عليه هليفي بلهجة توبيخ، وزعم أنه "لا يوجد أي شخص جائع في غزة، وخسارة أنكم تكررون هذه الكذبة، ولا أحد ينقصه أي شيء".
وادعت سون هار ميلخ، أن "لا أحد يجوّع، توقفوا عن تكرار أكاذيب حماس".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها