بقلم: مراد ياسين
وسط حالة من الحزن، ودع المواطن أبو بكر لافي منزله الذي شيده قبل 58 عامًا في مخيم نور شمس، بعد أن أمهلته سلطات الاحتلال ساعتين فقط لإخلائه، تمهيدًا لهدمه، ضمن عدوان واسع طالت عشرات المنازل في مخيمي طولكرم ونور شمس، وخلف دمارًا هائلاً في البنية التحتية.
المشهد في المخيم، بدا أشبه بساحة حرب. شوارع مدمرة، منازل مهدمة، ومواطنون يقفون عاجزين أمام جرافات الاحتلال وهي تمحو ذكرياتهم من على وجه الأرض.
يقول لافي: "هذا البيت احتضنني منذ ولادتي، تزوجت وربيت أولادي فيه وزوجتهم. واليوم، كل شيء انتهى، ولم يتبق لنا مأوى. المنزل الذي بناه والدي منذ 58 عامًا، يضم ثلاث شقق تسكنها ثلاث عائلات: عائلتي، وعائلة ابني بكر، وعائلة ابني أحمد. نحن اليوم بلا سقف يحمي أطفالنا".
ويضيف: "كل صباح أطل من ضاحية اكتابا نحو المخيم، ويعتصرني الألم وأنا أشاهد جرافات الاحتلال تواصل تدمير كل ما بنيناه بعرق سنوات. الاحتلال لا يكتفي بهدم المنازل، بل يهدم الأحلام والذكريات، وسط صمت دولي".
ووصف محافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل ما يحدث في مخيمي نور شمس وطولكرم بأنه "سادية حقيقية تنبع من عقلية إجرامية"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال هدمت 15 وحدة سكنية في مخيم نور شمس خلال الأيام الماضية، إلى جانب إخطار بهدم 106 منازل وبنايات أخرى في المخيمين.
وأكد كميل أن هذه الممارسات تهدف إلى تفريغ المخيمات من سكانها، وفرض واقع تهجيري قسري، بحجج لا تستند إلى أي أسس قانونية أو أمنية. وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية بكسر حاجز الصمت، والتحرك الفوري لوقف هذا العدوان.
واختتم كميل تصريحه بتأكيد صمود أبناء شعبنا في وجه هذه الانتهاكات، مشددًا على أن الاحتلال، مهما طال، إلى زوال، وأن شعبنا سيبقى متجذرًا في أرضه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها