تنتظر اوراقُ الشجرِ، على احرّ من الجمر، فجرا، زيارة قطرات الندى لها،

لتلثم خضرتها المُتورّدة بشفاةٍ مُبللة رطبة نديّة،

لكن مرّت السحابة الاولى شاردة هاربة مُهرولة، مصدومة مرعوبة، من صوت هدير الطائرات المغيرة، تخترق مساماتها، وتسرق منها قطرات المطر!!!،

ومرّت السحابة الثانية اكثر وجلا ورُعبا، وغاصت وراء اختها الاولى وتلاشت بلا اثرٍ ولا قطرات مطر،

ووصلت السحابة الثالثة، مُلثّمة بكوفيّة،  مُتحدّية كتل الحديد الطائرة، الممهورة بنجمة داوود السداسيّة،

فتحت خوابيها وانزلت غيثا رطّب شفاه اطفال غزّة المُشقّقة من طول زمن العطش،

بلّلت ضفائر طفلاتٍ مغبرّة، امكن سحبهن للتو من تحت ركام البيوت وقسوة البطش،

قطراتُ مطرٍ تُغيث البشر وتُفتّت الصخر، لكنها لا تُبلّل اوراق الشجر.