في هذه التغطية المفتوحة من فضائية فلسطيننا لآخر التطورات والمستجدات الميدانية والسياسية المتعلقة بقضيتنا والشرق الأوسط. أستضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر الهاتف الكاتب والمحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية الدكتور أشرف عكة.

بدايةً أوضح الدكتور عكة في مداخلته أن هناك خلافاً متزايداً بين الإدارة الأميركية وتوجهات ترامب مع سياسات نتنياهو ، خاصة محاولات الأخيره لجرّ الولايات المتحدة نحو حرب مفتوحة في المنطقة. واعتبر أن هذا التوتر يعكس انزعاجاً أمريكياً حقيقياً من سلوك نتنياهو، وقد يؤثر على ملفات إقليمية عدة، وعلى رأسها الحرب في غزة.

وأشار إلى وجود تحول دراماتيكي في الموقف الأميركي، يتجلى في مقترح وصل إلى الجانب المصري يتضمن فتح ممرات إنسانية، ما يدل على تراجع عن الدعم الأميركي التقليدي للسياسات الإسرائيلية المتطرفة.

كما توقع أن يتمخض هذا التحول عن ضغط أميركي جدي على نتنياهو، قد يفرض عليه القبول باتفاق، خصوصًا قبيل زيارة ترامب. لكنه حذر من أن نتنياهو سيحاول تسويق أي اتفاق وكأنه نتيجة لضغط عسكري إسرائيلي، لا نتيجة لتدخل وضغط أميركي.

وأكد عكة أن إسرائيل، عمليًا، تحتل قطاع غزة وتسيطر على جميع المنافذ وتفرض حصارًا عسكريًا، معتبرًا أن الحديث عن النية بالاحتلال ليس سوى وسيلة دعائية داخلية تهدف إلى تعزيز الموقف السياسي لنتنياهو داخلياً، دون أن يكون لها بعد حقيقي على الأرض.

يرى  عكة أن احتمال اندلاع حرب أهلية في إسرائيل لا يزال قائماً، رغم صعوبة التنبؤ به في هذه المرحلة، خاصة إذا واصل اليمين المتطرف تشبثه بالسلطة وسعيه للهيمنة على النظام السياسي عبر تغييرات دستورية وقانونية. ومع ذلك، تجري حالياً محاولات للتهدئة عبر صفقات وتحالفات جديدة، قد تعيد تشكيل الخارطة الحزبية، وبتالي الحرب الحالية، عمّقت الانقسامات المجتمعية والدينية والعرقية، وأنتجت أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة لا يمكن تجاوزها بالدعاية السياسية، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والانهيار المالي، ما ينذر بتغيرات جذرية في المشهد الإسرائيلي.

وفي الختام أكد عكة أن الاحتلال يسعى لاستغلال الحاجات الإنسانية في غزة لفرض السيطرة والضغط عليهم بهدف التهجير. وان فرض حكم إداري إسرائيلي في غزة سيقابلة رفض عربي ودولي وإقليمي، مشددًا أن ما يسعى إليه نتنياهو فعلياً هو فرض مناطق عازلة شمال القطاع بحجة حماية المستوطنات، وإقامة قواعد عسكرية فيها، على غرار ما يحدث في جنوب لبنان وسوريا. ويشير إلى أن نتنياهو يحاول فرض واقع عسكري قبل أي تسويات سياسية مرتقبة، مستخدماً المساعدات كأداة ضغط على الفاعلين الدوليين، خاصة الولايات المتحدة، لانتزاع مكاسب ميدانية تُفرض كأمر واقع.