في هذه التغطية المستمرة لحرب الإبادة الجماعية التي تعمل على تغيير الواقع الديموغرافي في قطاع غزة. وللبحث في مستجدات الأحداث، أجرت الإعلامية مريم سليمان اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا مع الباحث بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي الدكتور عبد المهدي مطاوع، حيث أشار إلى أن نتنياهو كشف مؤخرًا عن أولوياته الحقيقية، مؤكدًا أن هدفه الأول هو القضاء على حركة حماس وتفكيك حكمها في غزة، والسيطرة الكاملة على القطاع، فيما تأتي قضية المحتجزين في المرتبة الثانية. وبعد 18 شهرًا من العدوان، يبدو أن توسيع العملية البرية بات الخيار الوحيد لتحقيق هذه الأهداف، إذ يراه السبيل للسيطرة على غزة وإنهاء الأجنحة العسكرية فيها.
أوضح مطاوع أن رون ديرمر، مستشار نتنياهو للشؤون الاستراتيجية والمُعتبر حالياً العقل المفكر له، سبق أن صرّح بأن العملية في غزة تحتاج إلى ستة أشهر، بينما قال قبل يومين إن الحرب قد تمتد لعام كامل. ويرى مطاوع أن هذه التصريحات تؤشر إلى وجود ضوء أخضر أمريكي لاستمرار الحرب، مع استبعاد إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة لإنهائها في الوقت القريب. وأضاف أن أي صفقة محتملة خلال الأيام المقبلة ستكون مؤقتة، ضمن إطار مقترح ويتكوف. وأكد أن الاستثناء الوحيد لإنهاء الحرب قد يتمثل في صفقة إقليمية شاملة تتضمن غزة، وهو أمر يتطلب معجزة أو تغييرًا جذريًا، لكنه يرى أن الحرب مرشحة للاستمرار حتى عام 2026.
وأكد مطاوع أن المطلوب فلسطينيًا اليوم هو إنقاذ حياة المدنيين، من خلال القبول بصفقة تبادل الأسرى دون حسابات فصائلية أو تمسك من حماس بالحكم على حساب أرواح الناس، مشيرًا إلى أن أكثر من 2000 شهيد سقطوا منذ وقف الهدنة. واعتبر أن هذه الحسابات خاطئة، ويجب تقديم تنازلات لحماية الشعب الفلسطيني، أو على الأقل منح المجتمع الدولي مبررًا للوقوف في وجه القرارات الإسرائيلية، خاصة وأن جميع قرارات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ربطت وقف الحرب بإطلاق سراح المحتجزين. وشدد على أن لا جهة تملك القدرة العسكرية لوقف الحرب، ولا توجد وسيلة أخرى سوى الخيار السياسي. ودعا إلى تغليب المصلحة الوطنية، وإن لم تقبل حماس بهذا الخيار فعليها أن تفوض السلطة للقيام بذلك، لتسليم المحتجزين مقابل إنهاء الحرب، ومحاولة إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح قبل فوات الأوان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها