في سياق التغطية المستمرة للإبادة الجماعية المتواصلة بحق شعبنا في قطاع غزة، وللإحاطة بآخر المستجدات استضافت الإعلامية مريم سليمان القيادي في حركة فتح وعضو اتحاد الصحفيين الفلسطينيين موسى الصفدي.
بداية تطرق الصفدي للواقع الإنساني المعيشي في قطاع غزة، الذي نتج عن الحرب الظالمة الإجرامية التي يقودها الاحتلال في قطاع غزة، والضفة الغربية، وكل فلسطين، وأشار إلى أن إسرائيل لا تستجيب لأي مناشدة إنسانية ولا تلتزم بأي اتفاق حول المسألة الإنسانية الملحة والضرورية جداً.
وتطرق الصفدي الى الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يتوقف عند تحقيق انتصار عسكري في غزة فحسب، بل يسعى لإعادة تشكيل الوضع الإقليمي بشكل كامل. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة نتنياهو تسعى إلى تغيير قواعد الحرب بشكل جذري، حيث تتبنى سياسة ربط القضايا الإنسانية بالمحتجزين، مثل إدخال الغذاء مقابل إطلاق سراح الأسرى. كما أضاف أن الحرب الحالية قد تكون الأسوأ في تاريخ المنطقة، مشيرًا إلى أن نتنياهو لا يولي قضية الأسرى أولوية، بل يسعى لتوسيع الحرب وفقًا لقرار الحكومة الإسرائيلية بإحالة توصية إلى الكابينت لزيادة التصعيد.
الصفدي أشار إلى خطة الاحتلال لإعادة استنساخ نموذج رفح في باقي مدن قطاع غزة، بعد "تطهير" المدينة من أهلها، حيث يتم إنشاء مناطق عازلة لتشجيع الهجرة القسرية التي يروج الاحتلال بأنها طوعية. وأضاف أن هذه الخطط تهدف إلى تقسيم شعبنا الفلسطيني وإضعافه على الصعيد السياسي والجغرافي، مما يمهد لتحقيق ما وصفه نتنياهو بالنصر على كافة الجبهات، بما في ذلك لبنان وسوريا واليمن. كما أشار إلى أن هذه الحرب تأتي في سياق دعم أميركي مطلق، وهو ما يعزز موقف نتنياهو الشخصي في النظام السياسي الإسرائيلي ويؤكد على سعيه لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وفيما يتعلق بالصمود الفلسطيني في غزة، شدد الصفدي على ضرورة معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، داعيًا إلى مراجعة السياسات التي اتبعتها حماس، مؤكدًا أن الانقلاب الذي قامت به حماس على المشروع الوطني الفلسطيني ساهم بشكل كبير في الوضع الكارثي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني اليوم. وأشار إلى أن حماس تُصر على التمسك بمواقفها السياسية الخاصة بقطاع غزة فقط، متجاهلة المصلحة العليا لفلسطين ككل. وأكد أن حماس تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تصعيد الأوضاع وصولًا إلى تهديدات بتهجير شعبنا من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى خارج فلسطين.
ودعى الصفدي إلى توحيد الصف الفلسطيني والتصدي لأي سياسات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك من خلال دعم المشاريع الأميركية التي تدعو إلى طرد أبناء شعبنا من أراضيهم أو من خلال استمرار الانقسام الداخلي.
أما في ما يتعلق بالحملة الإعلامية، فقد أكد الصفدي على أن إسرائيل تستهدف الصحافة الفلسطينية بشكل ممنهج، حيث قتلت 212 صحفيًا منذ بدء العدوان على قطاع غزة. وأوضح أن هذه الإبادة الممنهجة ضد الصحافة تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، معتبرًا أن الصحافيين هم عين الحقيقة الذين ينقلون ما يحدث على الأرض للعالم. هذه الجرائم تأتي في سياق محاربة إسرائيل لأي صوت يعارض روايتها، سواء في غزة أو في بقية فلسطين.
واختتم الصفدي حديثه بالتأكيد على أن الإعلام رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه، يظل خط الدفاع الأول في مواجهة الرواية الإسرائيلية، داعيًا إلى مزيد من التضامن والدعم لحماية الصحافيين وفضح الجرائم المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها