في سياق متابعة فضائية فلسطيننا للمستجدات في الوطن والمنطقة، وتسليط الضوء على أبرز القضايا الفلسطينية المستجدة، أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر مقابلة مع عضو المجلس الثوري لحركة فتح كفاح حرب. 

بدايةً، أشادت حرب بفوز حركة فتح الكبير في انتخابات نقابة المهندسين، معتبرةً إياه دليلاً على حضور الحركة القوي بين أبناء الشعب الفلسطيني، واستفتاءً على شرعيتها الشعبية والمهنية. وأكدت أن هذا الفوز يبرز التزام فتح بالممارسة الديمقراطية وخدمة القطاع المهني، ويعكس عمق ارتباطها بالقضية الفلسطينية وأهدافها الوطنية. كما شددت على أن نتائج الانتخابات تؤكد الحاجة إلى تجديد الشرعيات في مختلف الأطر، من النقابات إلى المجلس الوطني والسلطة الفلسطينية، داعية إلى تعزيز الديمقراطية في كل مؤسسات الشعب الفلسطيني

سلّطت حرب الضوء على الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، مؤكدة أن الحصار والإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف دفعا القطاع إلى حافة الانهيار، حيث يعاني السكان من التجويع والحرمان ضمن ما وصفته بـ”المشروع الأكبر” لتهجير الفلسطينيين من غزة. ولفتت إلى أن هذه السياسات تستهدف تقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إذ تُعد غزة جزءًا لا يتجزأ من الجغرافيا الوطنية الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية والقدس.

كما شددت حرب على أن غياب الديمقراطية في غزة لا يعود فقط للحصار والظروف القاسية، بل هو نتيجة مباشرة للانقسام الفلسطيني منذ عام 2007، والذي عطّل إجراء الانتخابات على جميع المستويات. واعتبرت أن هذا الإغلاق السياسي يقوّض حق الفلسطينيين في المشاركة الديمقراطية، ويشكل تهديدًا حقيقيًا لتطورهم السياسي والاجتماعي

وتطرقت حرب أيضًا إلى العلاقة بين حركة فتح وحركة حماس، حيث أشارت إلى أن فوز حركة فتح في هذه الانتخابات هو رسالة إلى حركة حماس، مؤكدةً أن حركة فتح لا تسعى لإقصاء أي فصيل فلسطيني، بل تسعى لتحقيق المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني بشكل كامل. وأكدت أن حركة فتح تؤمن بأهمية التعاون مع جميع الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، مشددةً على أهمية دمج جهود كافة التنظيمات الفلسطينية لتحقيق الأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني، التي تتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

اعتبرت حرب أن فوز حركة فتح في انتخابات نقابة المهندسين لا يمثل فقط انتصارًا نقابيًا، بل يشكّل رسالة واضحة للمجتمع الدولي تؤكد التزام الشعب الفلسطيني بالديمقراطية وحقوق الإنسان، رغم حملات التشويه والمؤامرات التي استهدفت الحركة ومنظمة التحرير الفلسطينية. وشددت على أن هذا الفوز يعكس صمود فتح وتماسكها لأكثر من ستة عقود، بما تحمله من ارتباط عميق بفكرة الحرية والعدالة والهوية الوطنية، مؤكدة أن مشروعها الوطني ينبثق من استقلالية القرار الفلسطيني بعيدًا عن محاولات الاحتواء الإقليمي

وأشارت حرب إلى نجاح القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، في ترسيخ الكيانية الفلسطينية في المحافل الدولية، بدءًا من الاعتراف بمنظمة التحرير عام 1974، وصولًا إلى الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، مع استمرار الجهود لتحقيق العضوية الكاملة. وأكدت أهمية المسار القانوني عبر المحاكم الدولية، كجزء من النضال الشامل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.

وطالبت حرب، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، مشددة على أهمية التضامن الدولي، ليس فقط الرسمي، بل الشعبي والنقابي والبرلماني، لكشف زيف الرواية الصهيونية، ونصرة عدالة القضية الفلسطينية. وتأكيد على قدسية نضالات الشهداء والأسرى والجرحى، باعتبارهم عنوانًا لتضحيات شعب لا يزال يؤمن بحقه في الحرية والدولة المستقلة.

وحول أهمية المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في حزيران المقبل برعاية فرنسية وسعودية، والذي يُتوقع أن يناقش سبل إقامة الدولة الفلسطينية ووقف العدوان على غزة، أشارت حرب إلى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة تاريخية لتثبيت الكيانية الفلسطينية في مواجهة محاولات الاحتلال تعطيل أي تقدم سياسي.

وأكدت في الختام أن إسرائيل، كعادتها، ستسعى لإفشال المؤتمر ومنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خوفًا من المساءلة الدولية على جرائمها ورفضها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.