تواصل قوات الاحتلال، تنفيذ اقتحامات واسعة النطاق بشكل يومي في معظم مدن وبلدات الضفة الغربية، تزامنًا مع تصعيد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، تحت حماية قوات الاحتلال.
ففي جنين، اقتحمت المدينة ومخيمها، وقرية فقوعة -شمال المدينة، حيث انتشرت قوات المشاة داخل الأحياء السكنية وأطلقت قنابل الصوت، وسط استمرار الحملة العسكرية على جنين منذ 101 يوم، تخللتها عمليات دهم واعتقالات واشتباكات مع الشبان.
أما في نابلس، فقد تجددت المواجهات في بلدة بيتا وقرية دوما جنوب المدينة، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الأخيرة وأطلقت قنابل الغاز السام، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، وفي وقت متأخر من الليل، هاجم مستوطنون قرية دوما، وطعنوا شابًا في ظهره وأضرموا النار في أراضٍ زراعية.
وفي مدينة طوباس، اعتقلت شابًا من بلدة طمون جنوبي المدينة.
بينما تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الــ95 على التوالي، ولليوم ال82 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، وحملة متواصلة من المداهمات والاقتحامات.
وشهدت الليلة الماضية وفجر اليوم، تحركات نشطة لآليات الاحتلال وفرق راجلة وهي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية، وتعرقل تنقل المواطنين ومركباتهم وتحديدًا عند مفرق أبو صفية في الحي الشرقي، وشارع نابلس ودوار شويكة وضاحية ذنابة، حيث احتجزت عددًا من الشبان وحققت معهم ميدانيًا.
وفي مخيم نور شمس، أضرمت بعد منتصف الليل النيران عمدًا داخل أحد المنازل، تحديدًا في الحي الشرقي خلف المدارس، ما أسفر عن اندلاع حريق كبير التهم المنزل ومركبة كانت متوقفة بجواره.
كما اقتحمت ضاحية ذنابة شرق طولكرم، واحتجزت عددًا من الشبان أثناء تجولها في المنطقة، ودققت في هوياتهم وأخضعتهم للاستجواب الميداني دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي دوار شويكة في الحي الشمالي للمدينة، اعتقلت شابًا أثناء تواجده في مكان عمله، قبل أن تطلق سراحه لاحقًا بعد الاعتداء عليه بالضرب.
ويشهد مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامنًا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها، وإجبار من بقي من المواطنين على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
وتواصل قوات الاحتلال على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والتنكيل والاعتقال.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد اجبار سكانه على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
كما شملت الاقتحامات بلدات عدة في مدينة رام الله، وسط مداهمات للمنازل واعتقالات عشوائية، ما يزيد من حالة التوتر والغضب الشعبي في الضفة.
وفي سياق متصل، صعّدت الجماعات الاستيطانية من انتهاكاتها في الأغوار الشمالية الفلسطينية، حيث اعتدى مستوطنون متطرفون على عائلة فلسطينية قرب حاجز الحمرا العسكري، وسرقوا نحو 70 رأس غنم تعود لعائلة أبو سيف، كما ألحقوا أضرارًا جسيمة بممتلكات العائلة، شملت تحطيم مركبة مدنية، وتخريب خلايا شمسية، وتمزيق خيام، وإعطاب صهاريج المياه.
وهذه الاعتداءات تأتي ضمن حملة متواصلة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من الأغوار، عبر الضغط الميداني والتضييق على سبل عيشهم، وسط غياب الحماية الدولية وتجاهل متزايد للانتهاكات المتكررة التي تطال أراضيهم وممتلكاتهم.
وتشهد الضفة الغربية في الفترة الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في عمليات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، ما يفاقم الوضع الإنساني ويهدد بمزيد من التوتر والانفجار في المنطقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها