في الفاتح من أيار، "يوم العمّال العالمي"، يتوجّه إعلام حركة "فتح" في لبنان بتحيةٍ ملؤُها الفخر والاعتزاز إلى عمّالنا الفلسطينيين في الوطن والشتات، في هذا اليوم الذي يجسّد الوفاء والعرفان للفئة الكادحة من شعبنا.. لأولئك الذين ما توانَوا يومًا عن حمل همّ الوطن على أكتافهم، فكانوا عمّالًا في البناء، ومناضلين في الميدان، وأسرى وشهداء في مسيرة الثورة وعلى درب الكفاح والاستقلال والتحرير.

أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد، عُمالَنا المكافحين على امتداد الوطن والشتات،

يحل الأول من أيار وشعبنا بكل شرائحه يعيش ظروفًا وطنية وإنسانية قاسية وغير مسبوقة. إذ يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، مرتكِبًا أبشع المجازر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية في التاريخ المعاصر بحق شعبنا في قطاع غزة، ومواصلاً تصعيد عدوانه في الضفّة الغربيّة عبر القتل، ومصادرة الأراضي، وتوسيع الاستيطان، وتهجير المواطنين، ومطاردة العمّال وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانيّة، في محاولة لفرض مخططات استعمارية تهدف إلى تهجير السكان وتقويض الاقتصاد الوطني.

يأتي هذا اليوم في ظل ازدواجيّة فجّة يمارسها المجتمع الدولي، ففي حين يُحتفى بيوم العمال حول العالم برفع الشعارات وإلقاء الخطب تمجيدًا لحقوق العمال وكرامتهم الإنسانية، يمرّ هذا اليوم على عمّال فلسطين مثقَلًا بآلام الحصار والقتل والاضطهاد، إذ يُسلب عمّالنا أبسط حقوقهم تحت نير الاحتلال، ويُستهدفون في أرزاقهم، ويُعتقلون على الحواجز، ويُمنَع بعضهم من الوصول إلى أماكن عملهم، ويستشهد آخرون في سبيل لقمة العيش، وآخرهم الشهيد عرفات قادوس، شهيد لقمة العيش، فيما يعاني عمالنا في مخيمات الشتات مرارة اللجوء والحرمان من الحقوق الاجتماعية والإنسانية.

وأمام فداحة هذا الواقع، فإنّنا نُجدِّد دعوتَنا إلى المنظمات الحقوقية والجهات الدولية المعنية، لتحمُّل مسؤولياتها، والعمل الفوري على وقف انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الطبقة العاملة الفلسطينية، وضمان تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة. كما ندعو إلى تعزيز التضامن العربيّ والدوليّ مع عمّال فلسطين وقضيتهم العادلة، لا سيما في ظلّ حرب الإبادة المتواصلة في غزّة، وتوسيع حملات المقاطعة والعقوبات على الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الاقتصاديّة.

 

أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل،

 إذ نُحيي نضال الطبقة العاملة داخل الوطن وفي مخيّمات اللجوء، نثمّن تضحياتهم الجسام التي تشكّل رافعًة حقيقيةً لبناء المجتمع الفلسطيني وصون كرامته، في مواجهة آلة الاحتلال التي تحاول كسر إرادة هذا الشعب بكلّ مكوناته، ونؤكد أنَّ عمالنا الفلسطينيين كانوا وما زالوا طليعةً لمشروعنا الوطني، وعصبًا للصمود، وعمادًا لمعركة التحرير والعودة، حاضرين دومًا في ساحات العمل والنضال، سواءً بسواعدهم أو بمواقفهم المبدئية.

كما نثمّن الدور الريادي للنقابات العمالية، التي شكّلت على مدار عقود جزءًا من البنية الكفاحية الفلسطينية، وأسهمت في الدفاع عن حقوق العمّال وفي حماية المشروع الوطني.

في الأوّل من أيار، نُجدّد العهد والقسَم لعمّالنا وشعبنا بأن تظل حركة "فتح" الحامية لحقوقهم، والضامنة لدورهم في المشروع الوطني، والمؤمنة بأنّ النصر والتحرير لا يكونان إلّا بإرادة الكادحين وعزيمة المناضلين.

عاش نضال عمّالنا الأحرار

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

والحرية لأسرانا البواسل

والشفاء لجرحانا الميامين 

وإنّها لثورةٌ حتى النّصر والعودة