وسعت قوات الاحتلال، اليوم الاربعاء 2025/4/30، من إطار عملياتها في اقتحام واعتداء الضفة الغربية، وسط انتشار كثيف في ونابلس والأغوار من إجراءات عسكرية واسعة ومشددة، ومداهمتها لعددًا من المنازل، وذلك بالتوازي مع العدوان المستمر على مدينتي طولكرم ومخيمها نور شمس وجنين.
ففي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال، قرية واد فوكين غربًا، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.
وفي الأغوار الشمالية، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري، في كلا الاتجاهين، وأعاقت حركة مرور المركبات لوصول المواطنين إلى أماكن عملهم.
كما في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، منطقة الضاحية، وبلاطة البلد شرقًا، بعدد من المركبات العسكرية، وذلك بعد مداهمتها لعدد من المنازل، وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كذلك واحتجزت أربعة مواطنين من المدينة، ثم أفرجت عنهم.
كما اقتحمت موقعًا أثريًا، في حيقة برقة في منطقة المسعودية، شمال غرب المدينة، وسلمت إخطارًا بوقف العمل، في الحديقة، بحجة أنها واقعة بالمنطقة المصنف "ج".
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، أربعة مواطنين من قرية الطبقة جنوب غرب المدينة، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
كما واحتجزت عشرات المواطنين، وأخضعهم للتحقيق الميداني، وأغلقت الحاجز العسكري المقام عند شارع الشهداء وسط المدينة ومنعت الأهالي من الدخول أو الخروج.
بينما في رام الله، أغلقت قوات الاحتلال، الشارع الرئيسي الواصل بين محافظتي رام الله ونابلس، من مفترق اللبن الشرقية حتى مدخل بلدة ترمسعيا.
كما ومنعت مركبات المواطنين من المرور، بحجة تأمين مسيرة للمستعمرين في الشارع المذكور، فيما اضطر المواطنون إلى سلوك طرق التفافية طويلة لتجاوز الإغلاق.
كذلك وأغلقت الطريق الرئيسي قرب مخيم الجلزون شمالًا، في وجه المركبات لتأمين مسيرة للمستعمرين في محيط مستعمرة بيت إيل شمال مدينة البيرة.
وفي القدس، اقتحم عشرات المستعمرين، باحات المسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية.
كما وشددت من إجراءاتها العسكرية عند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودًا على دخول المصلين.
فيما اعتقلت شابين من بلدة العيسوية شمال شرق البلدة، عقب مداهمة منزليهما، والعبث بمحتوياتهما.
لاسيما في جنين، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 100 على التوالي، وسط استمرار عمليات هدم المنازل وشق الطرق، وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم.
كما وتستمر بالدفع بتعزيزات عسكرية إضافية باتجاه المخيم ومحيطه بشكل متواصل، بالإضافة إلى تسيير فرق مشاة في عدة أحياء من المدينة، وشهدت غالبية قرى المحافظة من تحركات عسكرية يومية وتواجدًا يوميًا للدوريات والآليات.
كما تواصل عمليات التدمير والتجريف داخل المخيم، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه، وازدادت المخاوف مع تركيب بوابات حديدية عند مداخل المخيم قبل أيام.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر إما كامل أو جزئي جراء العدوان المتواصل وعمليات التدمير والتجريف المتواصلة، والهادفة إلى تغيير البنية الهيكلية ومعالم المخيم.
بالإضافة إلى ذلك فإن 800 وحدة سكنية في المدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى 15 مبنى تم هدمها في المدينة منذ بداية العدوان، حيث تركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف، وفقًا لمعطيات البلدية.
وما زالت عائلات المخيم بالإضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيط المخيم مجبرة على النزوح القسري، حيث تشير التقديرات الرسمية لدى البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة زاد عن 22 ألف نازح.
وما زال الوضع الاقتصادي في المدينة التي تعتاش أساسًا من التجارة يزداد تدهورًا، حيث تسجل خسارات تجارية ضخمة نتيجة العدوان المتواصل والذي أدى إلى إغلاقات تجارية كثيرة، وتوقف حركة التسوق المتوجهة إلى المدينة من خارجها، بالإضافة إلى عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية في الشوارع وتعرض عدد كبير من المحلات التجارية لأضرار خلال ذلك، فيما تتعرض بعض المناطق من المدينة لشلل اقتصادي كامل خاصة في الأحياء الغربية.
ومنذ بداية العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها، تصاعدت عمليات الاعتقالات للمواطنين من مختلف مناطق المحافظة.
وفي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ94 على التوالي، ولليوم ال81 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، وحملة متواصلة من المداهمات والاعتقالات.
وشهدت الليلة الماضية تحركات نشطة للآليات وفرق المشاة وهي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية، وتعرقل حركة تنقل المواطنين ومركباتهم وتحديدًا في شارع باريس ومحيط دوار الشهيد ثابت ثابت وميدان جمال عبد الناصر ووسط سوق الخضار، واحتجزت عددًا من الشبان وحققت معهم ميدانيًا.
واقتحمت دوريات راجلة في ساعة متأخرة من الليل، ضاحية ذنابة شرق المدينة، وكثفت من انتشارها في محيط مناطق منصات العطار والمدرسة الشرعية ومدرسة حليمة خريشة، وأوقفت المركبات وفتشتها ودققت في هويات ركابها.
وداهمت مقهى في الضاحية وقاموا بتفتيشه واخضاع الشبان للاستجواب الميداني، إضافة إلى منازل في المنطقة، واعتقلت ثلاثة شبان بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
وفي سياق متصل، انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف في جبل النصر في مخيم نور شمس، وهي تطلق القنابل الضوئية في المنطقة، مترافقًا مع سماع إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية بكثافة.
ويشهد مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، انتشارًا مكثفًا وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامنًا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها، وإجبار من بقي من السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
وتواصل على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والتنكيل والاعتقال.
كما وتواصل الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانه على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
وأسفر العدوان وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، إلى إصابة واعتقال العشرات، وتسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عددًا منها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دمارًا شاملًا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلًا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها