بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 23- 4- 2025
*رئاسة
سيادة الرئيس أمام الدورة الـ32 للمجلس المركزي: ترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية جامعة ضرورة في مواجهة التحديات الراهنة
قال سيادة الرئيس محمود عباس: "نواجه مخاطر جمّة، هي أقرب ما تكون إلى نكبة جديدة تُهدد وجودنا، وتُنذر بتصفية قضيتنا الوطنية كلها، تنفيذا لمخططات من صنعوا نكبة شعبنا الأولى، وصولا إلى نكبة عام 1967، وبعد ذلك نكبة "الانقلاب" الآثم في عام 2007، الذي استخدمه عدونا لتمزيق نسيجنا الوطني، ولمنع قيام دولتنا المستقلة".
وأكد سيادته، في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، في قاعة أحمد الشقيري، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ظهر اليوم الأربعاء، أن تحركنا في شتى الميادين وعلى مختلف المستويات، عربياً وإسلامياً ودولياً، ينصبّ على تحقيق أولويات وطنية أربع، تمثل ضرورات اللحظة الراهنة، أمام التحديات التي تُواجه شعبنا وقضيتنا".
وبهذا الخصوص، شدّد على أن وقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والخليل، وجميع المناطق الفلسطينية، من الأولويات التي نعمل على تحقيقها".
وأكد سيادته أن الهدف من "الإرهاب المنظم" الذي يمارسه الاحتلال في محافظات الضفة الغربية هو هدفه نفسه من العدوان على قطاع غزة؛ وهو تصفية القضية الوطنية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يكافح من أجل حريته واستقلاله الوطني، وفرض إملاءاته وسياساته الاستعمارية على شعبنا بقوة العدوان الغاشمة.
وأشار إلى أن الحال في القدس؛ عاصمتنا الأبدية المقدسة، لا يختلف عن باقي الوطن الفلسطيني، فدولة الاحتلال تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على شعبنا، عبر الحصار المحكم على المدينة، وتدمير بيوت الفلسطينيين ومنشآتهم، ومنع وصول المصلين إلى الأماكن المقدسة، ومحاربة الوجود الفلسطيني والهوية الفلسطينية، بكل وسائل العدوان والإرهاب.
وأكد الرئيس أن دولة الاحتلال، بهذا العدوان الهمجي، تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية، وتتصرف وكأنها فوق القانون، وتتنكر للاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتطلق العنان للتطرف والإرهاب اللذين أصبحا السمة الغالبة في سياساتها تجاه شعبنا، وتُحاصر شعبنا مالياً بسرقة أموال المقاصة الفلسطينية، التي زادت حتى الآن على ملياري دولار تحتجزها دولة الاحتلال، والاستيلاء على أراضي المواطنين وممتلكاتهم.
وقال: إن رؤيتنا لتحقيق السلام العادل والشامل، وضمان الأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة، تتطلب وجود أفق سياسي يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك قيام دولة فلسطينية مُستقلة ذات سيادة ومتصلة وقابلة للحياة ومُعترف بها، تكون عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
*فلسطينيات
مجلس الوزراء يجدد مطالبته بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر مع قطاع غزة وإدخال شحنات الدواء والغذاء
جدّد مجلس الوزراء مطالبته لمختلف الجهات الدولية بالضغط على إسرائيل باتجاه فتح المعابر مع قطاع غزة، وإدخال شحنات الدواء والغذاء، خصوصًا في ظل النقص الحاد في احتياجات المواطنين، ونفاد ما تبقى من مخزونات المؤسسات الإغاثية، واتساع رقعة الجوع، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات القصف والقتل اليومية، وآخرها استهداف الآليات والمعدات المستخدمة في رفع الأنقاض وتدميرها، وفتح الطرق، وجمع النفايات، الأمر الذي سيفاقم معاناة أبناء شعبنا في القطاع.
وشدد رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، في افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، اليوم الثلاثاء، على ضرورة تسريع العمل في القرار الحكومي لتوفير الإيواء المؤقت والكريم للعائلات النازحة في شمال الضفة الغربية التي تزيد على 6 آلاف عائلة، عبر الأدوات المختلفة، سواء من خلال مراكز الإيواء أو صيانة البيوت المتضررة جزئيًا، أو توفير بدل الإيجار لما أمكن من العائلات التي تمثل حالات إنسانية، بالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مع التأكيد على تكثيف العمل لتوفير مصادر تمويل إضافية.
كما وجه مجلس الوزراء مختلف جهات الاختصاص برفع الجاهزية للتعامل مع مختلف السيناريوهات للفترة المقبلة، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ92 على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ86، التي شملت تهجيرًا قسريًا للسكان، وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية، والاستيلاء على المنازل، ضمن نمط متكرر من الاستهداف المنهجي للمدن والمخيمات الفلسطينية.
ودعا الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل لضمان حماية السكان المدنيين، ووقف الانتهاكات المستمرة التي تمثل خرقًا واضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني.
وفي سياق جهود معالجة ملف الإيواء المؤقت وتحسين ظروف العائلات النازحة، طرحت وزارة الأشغال العامة عطاء إقامة مركزي إيواء في منطقة إكتابا بطولكرم، ووادي برقين بجنين، لتوفير سكن مؤقت كريم للعائلات النازحة التي لا يتوفر لها إيواء مؤقت حاليًا، فيما يستمر العمل على تهيئة أراضٍ جديدة لتوسعة رقعة الإيواء المؤقت، وكذلك تجنيد المخصصات اللازمة لتنفيذ خطط إعادة الإعمار.
وضمن التوجيهات بالاستجابة السريعة للتدخلات الميدانية، فقد جرت تسوية شارع نابلس - طولكرم لتسهيل حركة المواطنين والمركبات، إذ جرى تجنيد حوالي 30 آلية تابعة لوزارة الأشغال العامة وبلدية طولكرم ومقاولين لتسوية الشارع، والتأكيد على التوجيهات الحكومية بسرعة العمل في أي موقع يتاح العمل فيه، بما في ذلك إصلاح البيوت المتضررة من آثار العدوان الإسرائيلي، تمامًا كما جرى في مرات سابقة.
إلى ذلك، ناقش المجلس مقترحات عدة مرتبطة بتطوير المنظومة القانونية لشهادات الاعتماد للمنتجات الفلسطينية، باعتباره متطلبًا دوليًا وإجراءً مهمًا لتعزيز البنية التحتية لجودة المنتج الفلسطيني، الأمر الذي سيساهم في رفع نسبة الصادرات الفلسطينية، من خلال اعتماد منتجاتنا الوطنية دوليًا من خلال المختبرات الفلسطينية، ودون الحاجة إلى التوجه إلى مختبرات خارجية لاعتمادها.
كما بحث المجلس إنشاء محفظة حكومية إلكترونية، باعتبارها خطوة باتجاه مواكبة التطورات العالمية في الاقتصاد الرقمي، وجزءًا من مبادرة الحكومة لتعزيز نظام المدفوعات الإلكترونية وتحقيق الشمول المالي، الذي تقوده وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، والحاجة الماسة إلى تطوير هذه المحفظة، خصوصًا في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها شعبنا واقتصادنا الوطني.
ونعى مجلس الوزراء بابا الفاتيكان فرنسيس، مشيرا إلى أن فلسطين فقدت برحيله أحد أبرز أصدقائها المخلصين، الذين دافعوا بإخلاص عن حقوق الشعب الفلسطيني، وناشدوا باستمرار إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ووقف حرب الإبادة في قطاع غزة.
هذا، واتخذ مجلس الوزراء جملة من القرارات، جاءت على النحو التالي:
• المصادقة على مشروع قانون المنافسة وتنسيبه إلى الرئيس، الذي يهدف إلى تعزيز المنافسة في السوق الفلسطيني وحمايتها، وتشجيع التنافس والاستثمار في السوق الفلسطيني، ومنع الاحتكار.
• المصادقة على مذكرتي تفاهم بين وزارة العمل الفلسطينية ونظيرتها في كل من قطر والكويت، بشأن فتح سوق العمل أمام أبناء شعبنا وتوفير مزيد من فرص العمل، وتحسين ظروف الإقامة والمسكن والخدمات الصحية لهم، إلى جانب تبادل الخبرات والتعاون التقني وتنمية الموارد البشرية.
• المصادقة على اتفاقيات التعاون بين فلسطين وتشيلي في قطاعي الزراعة والشؤون الجمركية، وكذلك المصادقة على بروتوكول المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين ووزارة العلاقات الخارجية لجمهورية البرازيل الاتحادية.
• إحالة مشروع القانون المعدل لقانون تنظيم المدن والقرى والأبنية إلى الدوائر الحكومية للدراسة وتقديم الملاحظات.
• إضافة وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى اللجنة الفنية لدراسة الهياكل التنظيمية للمؤسسات الحكومية، إذ تعمل اللجنة على مراجعة هيكلية هذه المؤسسات وترشيقها، ورفع فعاليتها وكفاءة إنتاجيتها، الأمر الذي سينعكس على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني: استهداف الاحتلال المتعمد للمدنيين العزل في مراكز الايواء "جريمة حرب ضد الإنسانية"
قال المجلس الوطني الفلسطيني: إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها الوحشي لخيام النازحين في جباليا، ومدرسة يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة، واستشهاد عدد من الأطفال والنساء حرقا، تشكل "جريمة حرب مركبة ضد الإنسانية".
وأكد المجلس الوطني في بيان، صدر اليوم الأربعاء، "أن الاستهداف المتعمد للمدنيين العزل في مراكز الايواء يعد تصعيدا في سياسة الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، التي تمارسها حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل".
وشدد على أن "صمت المجتمع الدولي لم يعد تواطؤ فحسب، بل أصبح شراكة معلنة في جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني"، محذرا من تداعيات استمرار هذه الجرائم بحق شعبنا على السلم والأمن الدوليين.
وفي ختام بيانه، طالب المجلس الوطني المجتمع الدولي باحترام المعاهدات والقانون الدولي الإنساني، والتحرك الفوري والجاد لوقف هذا العدوان، وانقاذ الأبرياء، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتوفير الحماية لشعبنا، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية
*عربي دولي
فرنسا تعرب عن دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة
أعربت فرنسا، اليوم الأربعاء، عن دعمها للخطة العربية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرًا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ونظيره العراقي فؤاد حسين، بالعاصمة بغداد.
وقال نويل بارو: إن بلاده "تدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة"، مشددا على أن "أفق حل الدولتين هو الكفيل بإحلال السلام والأمن".
وأضاف: "يجب وضع حل سياسي في غزة ودخول المساعدات الإنسانية".
*إسرائيليات
"كاتس وسموتريتش" يرفضان إدخال المساعدات لغزة ويطالبان باحتلال القطاع
جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التأكيد على رفضهما إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في حين دعا سموترتيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتلال غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن كاتس قوله: إنه "لا حاجة لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة"، معتبرًا أن "الإمدادات الحالية كافية".
وأضاف كاتس: أنه "يعارض أي مساعدة لغزة تستخدمها الفصائل الفلسطينية سلاحًا للسيطرة وبناء بنية تحتية إرهابية"، على حد زعمه".
كما نقلت الهيئة ذاتها عن مسؤول سياسي قوله: إن "المستوى السياسي أمر الجيش بمنع سيطرة الفصائل الفلسطينية على المساعدات خلال أي طارئ".
من جهته قال سموتريتش، خلال اجتماع المجلس المصغر "الكابينت" أمس الثلاثاء، إن "إدخال المساعدات اللوجستية التي تصل إلى الفصائل الفلسطينية خطوة لن يشارك فيها".
وقال: إنه "لا ينتقد رئيس الأركان إيال زامير وإنما نتنياهو، الذي لا يفرض تنفيذ الخطط السياسية على الجيش"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة يسرائيل هيوم.
وفي أعقاب الاجتماع أصدر وزير المالية الإسرائيلي بيانا قال فيه: إن "إدارة الجانب المدني في غزة بإقصاء الفصائل الفلسطينية كان ولا يزال الموضوع الأهم لإخضاعها والانتصار بالحرب"، على حد تعبيره.
وأضاف سموترتش:" هذا الأمر جزء لا ينفصل عن الجهد العسكري وأهم من نشر فرق عسكرية أخرى ولن تنتصر إسرائيل دون ذلك، وشدد على أن استمرار حالة التخبط العسكري وإدخال مساعدات إنسانية للفصائل الفلسطينية واحتجاز الأسرى هناك أمر غير وارد".
وطالب سموتريتش نتنياهو ، بصفته المسؤول الأعلى، بفتح جبهة للحسم مع الفصائل الفلسطينية، واحتلال غزة وفرض إدارة عسكرية مؤقتة حتى التوصل إلى حل آخر، مؤكدًا أنه دون إعادة الأسرى وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة لن يكون لهذه الحكومة الحق بالبقاء.
*أخبار فلسطين في لبنان
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة صور تنظم وقفةً تضامنيةً في مخيَّم الرَّشيدية رفضًا واستنكاراً لإستهداف المسعفين والطواقم الطبية
وفاءً لدماء الشهداء المسعفين، الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الإنساني، ورفضاً لإستمرار استهداف الطواقم الطبية، نظمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة صور وقفة تضامنية أمام مستشفى تل الزعتر في مخيم الرشيدية، للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحقيق العدالة لأرواح شهدائهم، ومعرفة مصير أربعة من كوادرهم المختطفين. اليوم الاربعاء ٢٣-٤-٢٠٢٥.
بحضور ومشاركة كافة العاملين في المجال الطبي والإسعافات من أطباء، وممرضين، ومسعفين، ومتطوعين، رافعين صور منددة ومستنكرة لهذه الجريمة البشعة في حق المسعفين من الجمعية في قطاع غزة، ومطالبين المجتمع الدولي بالكف عن الصمت أمام هذه المجازر والانتهاكات.
كلمة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ألقاها مديرها في منطقة صور الدكتور عماد حلاق، جاء فيها:- نقف اليوم تحت شمس الغضب، وفي حضرة الكرامة المسفوكة، لنرفع الصوت لا لنرثي، بل نقول إن الكرامة لا تكتب بالحبر، بل تسكب بالدم. وأن من ارتدوا الأبيض ذات نداء لم يكونوا يمرون في الطرقات، بل كانوا يمهدونها للنجاة.
وأضاف حلاق: لقد كان بين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفياتها، وفرقها، ومسعفوها، هذا الصرح المقاوم الصامد، هذا المكان، هذا الخط الأمامي، ليس مجرد مستشفى، بل شهقة أمل وسط الزحام، وملاذ دائم للوجع الفلسطيني الذي لا ينتهي.
واليوم نقف اعتصاماً ووفاءً، لإستشهاد ثمانية من زملائنا المسعفين، الذين ارتقوا في قطاع غزة، استشهدوا ليس لأنهم كانوا في مواقع قتال، بل لأنهم كانوا في موقع ضمير. سفكت دماؤهم وهم يلبسون الزي الأبيض، داخل سيارات إسعافٍ تحمل الشعار الأحمر، وفي مهمةٍ واضحةٍ وصريحة لإنقاذ من بقى منه الروح، لواجبهم الإنساني. وفي مشهد يفوق كل وصف، استدرجوا إلى كمين غادر نصبه الاحتلال بدمٍ بارد، ليُنفّذ بحقهم إعدامٌ ميداني لا يعرف رحمة.
وطالب حلاق، بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، تحقّق في استهداف الطواقم الطبية، وفي استشهاد المسعفين الذين حملوا أرواحهم في أكفّهم، ومضوا إلى واجبهم لا إلى موتهم، وطالب بمحاكمة الفاعلين، وكل من أمر، وغطّى، وشارك، لأن العدالة لا تسقط بالتقادم، ولأن الجرائم التي ترتكب بدم بارد، لا تغفر بالشجب بل تُواجه بالعدالة.
وأخيراً، أكد حلاق للعالم كله أن شعار الهلال الأحمر والصليب الأحمر ليس مجرد رسم على سيارة إسعاف، بل هو اتفاق إنساني عالمي، من يعتدي عليه يعتدي على الإنسانية جمعاء. وإن ما يحدث من استهداف ممنهج للطواقم الطبية، ليس جريمة حرب فقط، بل إبادة جماعية صامتة، تُنفّذ أمام أنظار العالم الذي اكتفى بالتفرج أو بالصمت.
داعياً للوقوف اليوم بصدق ووفاء وبالتزام لا يهدأ، ولنقل من هنا من لبنان: نحن هنا لانهم كانوا هناك، ونحن باقون حتى لا يكون الدم بلا شاهد، ولا تكون التضحية مجرد خبرٍ عابر.
*آراء
سلامًا لروح البابا/ بقلم: عمر حلمي الغول
ترجل بابا الفاتيكان، فرنسيس أول أمس الإثنين 21 نيسان/إبريل 2025، بعد أن عايد المؤمنين من اتباع الديانة المسيحية في ساحة القديس بطرس بعيد الفصح المجيد، عيد القيامة، وعبقرية المفارقة رحيل الحبر الأعظم في حضرة العيد الكبير، وبعد معايدة المؤمنين من اتباع الديانة المسيحية، وفي رحيله حكمة إلاهية، بأن أعطاه الله جل جلاله القدرة على تحدي المرض، والخروج للمؤمنين من الشرفة المطلة على الساحة دون جهاز التنفس الصناعي في اليوم الأكثر بركة لاتباع الديانة المسيحية، الذين يزيد عددهم عن 2 مليار إنسان من مجموع سكان الأرض، وخاصة أتباع رعية كنيسة اللاتين الكاثوليك الذين يقتربون من 1,2 مليار مؤمن كاثوليكي.
بابا الفقراء والبسطاء والمسحوقين القادم من حارات وضواحي الأرجنتين الفقيرة، الذي رسم دربًا أخلاقيًا لرعيته من مؤمني الكنيسة الكاثوليكية، عندما قال: "آه، كم أود أن تكون الكنيسة فقيرة من أجل الفقراء". هذا الحس الإنساني الخلاق يعكس قيم وأخلاق ابن العائلة العمالية الأرجنتينية الفقيرة، التي أنجبته في نهاية عام 1936. وتعكس ثقافته وتعاليمه التي لازمته في حياته، وعكسها خورخي ماريو بيرغوليو، الاسم الأصلي للبابا فرنسيس في سلوكه وممارساته حتى عندما جلس على رأس الكنيسة بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2013، ومع إطلالته الأولى في 13 آذار/مارس من ذات العام على اتباع الكنيسة، وهو يرتدي ثوبًا أبيض بسيطًا، وأختار اسم "فرنسيس" تيمنًا بالقديس فرنسيس الاسبزي، شفيع البيئة والحيوانات والطيور، ومنذ تلك اللحظة الأولى، عبر عن التزامه بالبساطة والخدمة، إذ فضل العودة بالحافلة مع الكرادلة بدلاً من استخدام سيارة الليموزين البابوية، وأصر منذ تبوأ كرسي البابوية على انتهاج أسلوب مغاير، استهله باستقبال كرادلة الكنيسة بطريقة غير رسمية، واقفًا بين الحاضرين، متخليًا عن الجلوس على الكرسي.
هناك الكثير من الميزات التي تميز بها الحبر الأعظم، من بينها، تمكنه من استقطاب الكرادلة المحافظين في الكنيسة، ونجاح مساعيه في أن يكون رجل التوافق والوسطية بين الاتجاهات المتباينة، عبر تمسكه بالآراء التقليدية في القضايا الجنسية من جهة، ورؤيته الاصلاحية الطامحة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من جهة أخرى. وواجه تياره الإصلاحي تيارات اتسمت بالمعارضة داخل أروقة الفاتيكان البيروقراطية، وعُلقت عليه الآمال من الإصلاحيين، بأن تعكس خصاله وتوجهاته روحا جديدة داخل الفاتيكان، تبعث فيه الحيوية والنشاط والتجدد في رسالته المقدسة.
ومن سماته البارزة وقوفه بشكل دؤوب إلى جانب الفقراء والبسطاء من المؤمنين، ودعمه اللا محدود لهم، وتمثل واقعهم وهمومهم. وأعرب مرارًا وتكرارًا عن تعاطفه الشخصي مع الفقراء، وعُرف بدفاعه عن اللاجئين والنازحين بسبب النزاعات، وقال: "أمام مأساة عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من ويلات الحروب والجوع، والذين يخوضون رحلة محفوفة بالأمل، يدعونا الانجيل للوقوف إلى جانب الضعفاء والمهمشين، أولئك الذين تركوا لمصيرهم المجهول". وانعكس موقفه الإيجابي بهذا الصدد، مع ايلائه الاهتمام والمتابعة الحثيثة واليومية مع اتباع الكنيسة في قطاع غزة خصوصًا وفلسطين عمومًا، ووجه النداء تلو النداء من أجل السلام في بؤر النزاع والحروب حول العالم، مركزًا بشكلٍ خاص على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي خطاب القاه في كانون الثاني/يناير 2025، شدد قائلاً: "لا يمكننا تحت أي ظرف أن نقبل قصف المدنيين". وتابع: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن أطفال يموتون من البرد، لأن مستشفياتهم دُمرت، أو لأن شبكة الكهرباء في بلادهم أصبحت هدفًا عسكريًا".
والأهم من كل ما تقدم، كان قداسته يجري الاتصال مع راعي الكنيسة الكاثوليكية في مدينة غزة، ويتحدث مع كل إنسان من الرعية، ويشد أزرهم، ويهتم بقضاياهم، وكان آخر مكالمة له مع أبناء القطاع يوم السبت الماضي، مما أثار غضب واستياء وسخط حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية عليه.
رغم ذلك لم يتراجع عن موقفه الإنساني النبيل تجاه أبناء الشعب الفلسطيني عمومًا ودون استثناء، أو تمييز بين اتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، وهذا الموقف الأصيل لصاحب الكرسي الرسولي ترك أثرًا عميقًا من الحزن بين أوساط الشعب والقيادة الفلسطينية على رحيله، لأنهم فقدوا حبرًا اعظم من طراز رفيع ومميز ومخلص لتعاليم السيد المسيح، الفدائي الفلسطيني الأول، لم يحد يومًا عن رسالة المعلم الأول، لذا أصدر سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين قرارًا بتنكيس الإعلام الفلسطينية على كافة المؤسسات لثلاثة أيام، تعبيرًا عن الخسارة الفادحة والجسيمة، التي تمثلت برحيل الحبر الأعظم فرنسيس، الذي سيبقى خالدًا وحيًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن نسيان تجربته ومواقفه الإنسانية الشجاعة.
ومن المؤكد أن الحياة والموت لكل كائن حي، ليست بيدنا، وهي من الحقائق المطلقة، فرحم الله الحبر الأعظم فرنسيس، الذي رحل عن عُمر يناهز 88 عامًا في مقر اقامته بدار القديسة مارتا، وذلك في أعقاب تعرضه لأعراض مرضية ألمت به (التهاب رئوي مزدوج)، اضطرته دخول المستشفى في شهر شباط/فبراير الماضي، وعلى إثرها انتقل إلى دار الخلود الأبدية. لروحه السلام والمحبة، ولذكراه الخلود، لأنه كان وسيبقى أحد رموز العطاء الإنساني البارزين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها