يحلُّ السابع عشر من نيسان هذا العام، فيما تتصاعد الهجمة الصهيونية على شعبنا في كل ساحات الوطن، وفي مقدّمتها قطاع غزّة، حيث يرتكب الاحتلال حرب إبادة متواصلة، تُستهدف فيها الحياة الفلسطينية بكل ملامحها. ويواجه أهلنا في الضفة الغربية والقدس تصعيدًا غير مسبوق من القمع والاعتقال والتنكيل. وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ قضيتنا الوطنية يحضرنا هذا اليوم المجيد، يوم أبطالنا البواسل الذين لم تغِب صُوَرُهم عن وجداننا الجمعي، أولئك الذين ما زالوا رغم كل ذلك يقاتلون خلف القضبان دفاعًا عن الكرامة الوطنية، ويُسطّرون بصمودهم أروع ملاحم البطولة والتحدي لسطوة السجان.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،
في يوم الأسير الفلسطيني، نتوجّه في إعلام حركة "فتح" في لبنان بتحية إعزاز وإكبار لتضحيات أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال الصهيوني، عنوان الصمود، ورموز الكرامة، أولئك الذين حوّلوا السجون إلى مدارس ثورية ومنارات للنضال الوطني، ورسموا بآلامهم خارطة الكرامة الوطنية، مثبتين أنّ ثورة الحق لا تُكبّلها السلاسل، ولا تقهر إرادتها الزنازين.
إننا نقف اليوم لنعلن من جديد أن قضية الأسرى لم تكن يومًا مجرّد ملف سياسي أو إنساني، بل هي ركنٌ أساسي من أركان مشروعنا الوطني الفلسطيني، وجزء لا يتجزّأ من معركتنا المفتوحة ضد الاحتلال، وهي مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل فلسطيني حر، وكل من يؤمن بعدالة قضيتنا.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني الأبي،
في زمن تتكشّف فيه فاشية الاحتلال الإسرائيلي على مرأى العالم أجمع، إذ يُمعن في انتهاك كل القوانين والمعاهدات والاتفاقات عبر تعمُّده ممارسة أبشع الانتهاكات بحق أسرانا والتي لا تقف عند سياسات القمع والتعذيب والتنكيل والإهمال والإعدام الطبي، علاوةً على أساليب التجويع والحرمان ومنعهم من الزيارات العائلية، وتصعيده لهذه المعاملة الوحشية منذ السابع من أكتوبر عام 2023 بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ومجازره المستمرة في قطاع غزة، يأتي يوم الأسير ليعيد التأكيد على أنّ إرادة الفلسطيني لا تُكسَر، وأن الحرية لم تكن يومًا منّةً من جلّاد، إنّما هي حقٌّ أصيلٌ مشروع يُنتزع بالنضال المتواصل، وهي الحقيقة التي يترجمها أسرانا يوميًا في انتفاضاتهم داخل المعتقلات، وفي معارك الإضراب عن الطعام التي زلزلت منظومة القمع الصهيونية.
فالتّحية إلى جميع أسرانا الأبطال، ولقيادات العمل الوطني والحركة الأسيرة خلف القضبان، الذين يُجسِّدون بإرادتهم الصلبة أسمى معاني التضحية والعزّة، ويحوّلون السجن إلى ساحة اشتباك سياسي وثقافي وأخلاقي، مسطّرين فصولًا ناصعة من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.
أسرانا البواسل، عناوين فخرنا وعزّتنا،
إننا في هذا اليوم نؤكّد لكم بأنّ قضيتكم كانت وستبقى في صدارة أولوياتنا الوطنية، ولن نألُو جهدًا حتى تحريركم جميعًا. كما نُحيي أرواح شهداء الحركة الأسيرة، وفي مقدمهم الشهيد القائد محمود بكر حجازي، والشهيدة المناضلة فاطمة البرناوي، مؤكدين أن نضالنا من أجل تحرير الأسرى هو امتداد طبيعي لمسيرتنا الكفاحية الممتدة منذ انطلاقة "فتح" في العام 1965، ومجددين العهد بأن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء، ولأرواح من قضوا في زنازين الموت البطيء، ولآهات عائلات الأسرى التي لا تغيب عن ضميرنا جميعًا.
في هذه المناسبة ندعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية، والهيئات الدولية، إلى تحمّل مسؤولياتها، والضغط على الاحتلال من أجل الالتزام بالقانون الدولي، وإطلاق سراح الأسرى، وفي طليعتهم الأطفال والنساء وكبار السن، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والتعذيب، والإهمال الطبّي، وكل أشكال الانتهاكات التي تُرتكب بحقّهم.
كما نُهيبُ بالكل الوطني وبجماهير شعبنا، في الوطن والشتات، أن يجعلوا من يوم الأسير مناسبةً لتجديد العهد والوفاء، وتوحيد الصفوف، ورفع الصوت عاليًا من أجل حرية أسرانا. فليكن يومُ الأسير الفلسطيني يومًا لتجديد العهد لفلسطين ولأسرى فلسطين، في كل الساحات.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرّيّة لأسرانا البواسل
والشفاء لجرحانا الميامين
وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها