أيام قليلة تفصلنا عن دخول اتفاق التهدئة في قطاع غزة، وتبادل الأسرى حيز التنفيذ، أيام ثقيلة كسابقاتها حيث عاش أبناء شعبنا في القطاع ستة عشر شهرًا من عدوان سلبهم حقهم في الحياة، لكن إلى حين بدء هذا الاتفاق يبقى جنون إسرائيل سيد الموقف، ميدانياً القصف والغارات متواصلة، وسياسياً يحاول رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو عرقلة الصفقة وتأجيلها إرضاءً لليمين المتطرف وللوقوف عند آخر التطورات، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر بحلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا الفضائية، الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور أسامة إرميلات.
بدايةً أكَّد إرميلات، أنَّ بالرغم من إعلان الهدنة ما زالت الدماء تسفك في الوقت الذي من المفترض أن تعم الفرحة بين المواطنين في القطاع، إلا أنَّ الجانب الإسرائيلي لا يؤتمن، لكن هناك ضمانات عربية ودولية وأيضًا على أميركية، بأن الصفقة سيتم عقدها. مشيرًا أنَّ الخطورة تكمن في المرحلة الثانية والثالثة من اتمام الصفقة التي ستستمر تقريبًا 42 يومًا.
وأضاف، أنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية عملت بجهدٍ متواصلٍ على مدار خمسة عشر شهرًا من خلال الحراك دبلوماسي ودولي وضغط على المؤسسات الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني شخص يواجهون أزمة إنسانية في القطاع.
وقال: "المطلوب أن نحتكم نوعاً ما إلى العقل الفلسطيني، وأن نعود إلى غطاء الشرعية الوطنية الفلسطينية، مشددًا على أن مصلحة حماس أن تكون السلطة الفلسطينية هي من تتولى زمام الأمور في غزة، ولكي تمثلها في المحافل الدولية وتكون شرعية بالنسبة للآخرين".
وأكَّد، أنَّ في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل العدوان على قطاع غزه، كانت تمارس نفس الممارسات على السلطة الوطنية الفلسطينية تعمل على إعدام وجودها وجرها إلى مربعات دموية حمراء، ولكن بالمقابل هناك حكمة وعقلانية لدى القيادة الفلسطينية لم ولن تنجر إلى هذه المربعات التي تعمل على جر الضفة على غرار ما حدث في غزة.
وختم حديثه قائلاً: "إنَّ ما بعد السابع من أكتوبر، حيث تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية واستخدام أنواع من الأسلحة المحرمة دوليًا في الضفة الغربية، فالاحتلال ضرب بعرض الحائط كل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية، ولكن لن يستطيع الاحتلال كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني في أرضه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها