عاهدت حركة فتح الجماهير الفلسطينية على الاستمرار بالنضال حتى تتحقق مسيرة العودة، والحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.

وأكدت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الثقافة والإعلام بمناسبة دخول "النكبة "عامها الثاني والستين بأن عودة الفلسطيني إلى وطنه حق ثابت لا يخضع للنقاش أبداً، إذ جاء في البيان:" أن الحقوق التاريخية والطبيعية الثابتة للشعب الفلسطيني لا يمكن إخضاعها للمساومة أو النقاش، فتحقيق حق العودة تعني الاطمئنان لإيماننا العظيم بصلتنا الأبدية مع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مع بيوتنا وأراضينا ومدننا وقرانا في فلسطين، فالحرية والاستقلال لا يكتملان إلا بعودة أبناء شعبنا اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وأرض آبائهم وأجدادهم الأولين". واطلاق حرية الأسرى من معتقلات وسجون الاحتلال، وحرية القدس عاصمة دولتنا المستقلة، وانجاز السيادة عليها ".

وأضاف بيان فتح:" أن شعبنا الفلسطيني صامد يقاوم، رغم فصول النكبة، وأعمال ارهاب الدولة المسلطة عليه، فمنذ اثنين وستين عاماً والعالم يبصر مشاهد القتل العنصري، واغتصاب الأرض  وهدم البيوت، والتضييق على حياة أهلنا الصامدين في الوطن، وبالمقابل فإن شعبنا مازال مؤمناً بحقوقه، يصر على انتزاعها بالمقاومة والنضال السياسي ".

واعتبرت الحركة تحويل خيام ومخيمات اللاجئين إلى قواعد كفاحية هو أعظم دليل على أن النكبة التي أرادتها لنا دولة المستوطين بمثابة عملية لتبديد مقومات الشعب، وقطع الصلة بأرضنا المقدسة، وهجرة أبدية تفقدنا هويتنا الوطنية وتماسكنا، وسماتنا الثقافية  انعكست على المشروع الصهيوني كفاحاً ونضالاً، حيث انطلق شعبنا ليعيد تجميع صفوفه، فقدم للعالم كشعب أصيل تواق للتحرر نموذجاً في الفداء والتضحية، فبلور هويته الوطنية، وأبعادها القومية والإنسانية، فحول مسار الهجرة إلى مسار عودة إلى الوطن بأنماط من الفداء أبرزت الحقيقة والحق الفلسطيني، فاقتنع العالم بالظلم والجريمة التاريخية التي ارتكبتها دولة الأحزاب الصهيونية بحق شعبنا، فأبصر كيف أن شعب فلسطين يتعرض لأفظع جرائم التمييز والتهجير والتشريد  والقتل ".

أضاف بيان الحركة "  يعلم الناس في الدنيا الآن أن ملايينا من اللاجئين الفلسطينين  يعيشون في مخيمات سواء في فلسطين أو أقطار عربية، وأن هؤلاء قد طردوا تحت تأثير الإرهاب والقوة المسلحة من بيوتهم وأراضيهم، وأن مستوطنين جيء بهم من جنسيات مختلفة من أقطاب الدنيا لإسكانهم مكان المهجرين  الذين أصبحوا لاجئين في بلاد العالم ويعيش مئات الآلاف منهم ظروفاً لا تليق بالآدميين، كما يعلم المؤمنون بحرية الإنسان وحقوقه أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين هي بمثابة وصمة عار على المجتمع الدولي عليه التطهر منها  ".

وشددت الحركة :" أن مسئولية المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته لا تقف عند تحسين الوضع المعيشي وتقديم الخدمات للاجئين في أماكن تواجدهم، وإنما تتعداها للنضال معنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد ارهاب مستوطنين يهود يتم تحت بصر وسمع جنود الحكومة الإسرائيلية، فالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة قد اعترفت بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة  والتعويض، كما أن المواثيق والقوانين الدولية كفلت لأي إنسان الحياة الحرة المستقلة والسيادية على أرضه التي ورثها أباً عن جد وكذلك الفلسطيني الذي كان ومازال هنا منذ آلاف السنين، فارتبط اسمها باسمه منذ فجر التاريخ وستظل كذلك إلى الأبد ".

وأكدت الحركة بأن الحلول لمشكلة اللاجئين لن تكون عادلة ما لم تضمن حقوقهم التاريخية كافة، وما لم تسمح للاجئين الفلسطينين بالعودة إلى وطنهم فلسطين وقتما شاءوا وتعويضهم عن المعاناة والخسائر الجسيمة التي سببها الاحتلال لهم ولأبنائهم من بعدهم. فالحق الإنساني مقدس لا تقوى منظمومة مهما تجبرت واستبدت على إلغائه. وعاهدت فتح الشعب الفلسطيني بأنها ستمضي على درب النضال من أجل تجسيد أمل عودة اللاجئين تحقيق قيام الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.