أبناء شعبنا الفلسطيني الصّامد، 

في الثاني من تشرين الثاني في كل عام تتجدّد ذكرى إعلان "بلفور" المشؤوم، أكبر وصمة عارٍ على جبين الإنسانية، والشاهد التاريخي على واحدةٍ من أكبر واقعات الظلم التي حلّت بشعبنا الفلسطيني وأرضه.

 

ففي مثل هذا اليوم منحَت بريطانيا بهذا الإعلان الحقَّ لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، في انحيازٍ كاملٍ لمشروع الحركة الصهيونية، ضاربةً بعرض الحائط الحقَّ القانوني والتاريخي لشعبنا المتأصّل في أرضه منذ آلاف السنين، ومُمَهّدةً الطريق لنكبتنا المستمرّة منذ ذلك الحين.

وللسنة الثانية على التوالي تحل ذكرى هذا الإعلان الجائر فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب حرب الإبادة الجماعية والمجازر والتطهير العرقي والويلات بحق شعبنا في قطاع غزة، وعلى امتداد الوطن، وبحق لبنان الشقيق الذي يحتضن مخيمات العودة الفلسطينية، في تصعيد ممنهج يهدف إلى القضاء على حقوقنا الوطنية المشروعة وطمس حقنا التاريخي في أرضنا، تحت غطاءٍ ودعمٍ أميركي سافر لآلة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف الإنسان والأرض والتاريخ الفلسطيني.

 

إننا في هذه الذكرى الأليمة ندعو بريطانيا إلى الاعتراف بمسؤوليتها التاريخية عن معاناة شعبنا، وتصحيح خطيئتها الكبرى، وذلك بالاعتراف بدولة فلسطين، ورفع الظلم التاريخ الذي أوقعه هذا الإعلان، والمساهمة في وقف العدوان على شعبنا. كما ندعو المجتمع الدولي للتحرك الجاد والعاجل لوقف عدوان الاحتلال وتوفير الحماية لشعبنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومحاسبة إسرائيل على جرائمها.

 

كما نشدّد على أهمية توحيد الجهود ورص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية العليا، في ظل التحديات الجسام التي تحيق بقضيتنا الفلسطينية وما يعيشه شعبنا من ظروف بالغة الخطورة والتعقيد.

 

وإذ نستذكر اليوم صمود أبناء شعبنا العربيّ الفلسطينيّ الثائر وقيادتنا الحكيمة على أرضهم وكفاحهم المستمر منذ عشرينيات القرن الماضي، الذي أفشل هذا الإعلان وتبعاته، فإننا نؤكد إيماننا بأنهم اليوم، بالتفافهم حول منظمة التحرير الفلسطينية ممثّلاً شرعيًا وحيدًا لشعبنا، قادرون على إفشال كل مشاريع الاحتلال التصفوية، ماضين على الدرب النضالي للشهيد الرمز ياسر عرفات ومصطفّين حول الأمين على الثوابت والقرار الوطني المستقل السيد الرئيس محمود عبّاس، حتى إسقاط كل تبعات هذا الإعلان وتحقيق الأهداف الوطنية العليا بالحُرّيّة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

والحرية لأسرانا الأبطال

والشفاء لجرحانا الميامين

وإنها لثورةٌ حتّى النّصر