لمناسبة مرور ٧٦ عاماً على اغتصاب فلسطين، ودعماً لقطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" في بيروت وحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية، وقفة أمام بيت الأمم المتحدة (الاسكوا) في العاصمة اللبنانية بيروت، عصر الأربعاء الخامس عشر من شهر أيار ٢٠٢٤ سلّم خلالها المعتصمون مذكرة إلى الأمم. 

شارك في الوقفة قادة وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية، المؤسسات والجمعيات والهيئات والتيارات والروابط البيروتية، وحشود شعبية فلسطينية ولبنانية.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح القاها عضو قيادة إقليم حركة فتح في لبنان الدكتور سرحان سرحان، أكد في بدايتها على التمسُّك بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مؤكداً في الذكرى ٧٦ للنكبة أن الحقيقة الفلسطينية لا يمكن طمسها وأن إرادة الشعب الفلسطيني عصية على الكسر.

وحمّل سرحان، باسم حركة فتح، المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية عن الظلم الذي لا يزال يتعرّض له الشعب الفلسطيني وعن كل النكبات التي أصابته، وليس آخرها حرب الإبادة الهمجية التي يتعرّض لها أهلنا في قطاع غزة من قبل الاحتلال الصهيوني المدعوم من الدول التي تدّعي الحضارة، لافتاً أن هذه الإبادة تتزامن مع الحرب على الضفة الغربية بما فيها القدس من خلال تصاعد هجمات المستعمِرين الإرهابيين بدعم من حكومة الاحتلال، المدعومة عسكرياً وسياسياً من أمريكا والدول الغربية.

وثمّن سرحان مواقف الدول التي صوّتت لصالح عضوية فلسطين الكاملة، سواء في مجلس الأمن أو في الجمعية العمومية، معرباً عن تقدير حركة فتح لكل الشعوب والمنظمات والمؤسسات التي انتفضت دعماً للشعب الفلسطيني وضد حرب الابادة الجماعية، وخصوصاً ضد طلبة الجامعات الأمريكية والعالمية، مؤكداً باسم حركة فتح على مواصلة الكفاح بالاصرار والعزيمة والتمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية التي استشهد من أجلها القادة الشهداء وفي مقدِّمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
وعاهد سرحان الشهداء والمعتقَلين البواسل، الصامدين في المعتقَلات على مواصلة الكفاح حتى تحقيق حلم العودة، وحتى ينال الشعب الفلسطيني حريته وسيادته على أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان استهلها بالحديث عن الوحدة الوطنية الفلسطينية، قائلاً: "الوحدة الفلسطينية، تولد كل يوم من البطون العامرة، بطون نساء فلسطين، التي تعطي الشهيد تلو الشهيد من أجل تحرير فلسطين من الضفة الغربية إلى الجليل وحيفا ويافا وتل الربيع وعسقلان والنقب، هذه هي الوحدة الفلسطينية".

واكّد حمدان أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأنها هي اللحمة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، اما أولئك الذين يذهبون إلى مؤتمرات الوحدة الفلسطينية، فإنهم يحاورون أنفسهم.

وكانت كلمة لجبهة التحرير العربية ألقاها عضو قيادة الجبهة في لبنان الرفيق ياسين أبو صلاح استهلها  ببعض آيات من شعر الشاعر الراحل محمود درويش.
ثم تحدث عن النكبة منذ عام ٤٨ والمجازر التي ترتكب اليوم في فلسطين خصوصاً في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والتي تجري امان أعين العالم وبصمت وتواطؤ عالمي مريب.
وعدّد أبو صالح بعض النقاط لمواجهة هذا الوضع الراهن، لخّصها بتعزيز التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل الفوري على إنهاء الإنقسام، وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، التأكيد على حق العودة، باعتباره حقّاً مقدساً، وتعزيز المقاومة بكافة أشكالها، واستنهاض أبناء شعبنا وشرفاء أمتنا وأحرار العالم..

وألقى كلمة حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي نائب رئيس الحزب علي سكيني، رأى فيها أن الشعب الفلسطيني يبقى مصمماً على استرجاع حقوقه بالرغم من الأثمان التي دفعها، معتبراً أن الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة تدافع اليوم عن كرامة الأمة، مندّداً بالمواقف المتخاذلة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني. 

وأشاد سكيني بالتحركات التي شهدتها الجامعات الأميركية والأوروبية تنديداً بالعدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، مؤكّداً أن العدوان حرّك الضمير الإنساني في العالم دون أن يرفّ جفناً لأي مسؤول، خاتماً بالتأكيد أن ذكرى النكبة ستبقى في وجدان شرفاء الأمة.

وفي نهاية الوقفة تم تسليم مذكرة إلى ممثل الاسكوا، مرفوعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.