"أميركا قالت لقطر خذوا قيادات حماس عندكم، نحن موجودون في قطر بإرادة أميركية" هذا جواب موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لجماعة حماس، ردًا على سؤال عمرو أديب الإعلامي المصري، فيما إذا كانت الدوحة قد طلبت من قيادة حماس مغادرة غزة! أما محمد نزال فقد أقر في لقاء تلفزيوني، أن عملية تمويل حماس "كانت بغطاء أميركي"، رغم محاولته إلباسها ثوبًا "إنسانيًا"!. هذه الاعترافات العلنية لم تؤخذ تحت التعذيب، وإنما نطقها أبو مرزوق ونزال، وهما بمزاج عال، وراحة تامة، كما ظهرا في مقاطع الفيديو (السليمة)، غير المزيفة، فالتضليل والإرهاب الفكري، منهج جماعة الإخوان وفرعهم حماس للسيطرة على الآخرين، والتي تقابلها في التعاليم التلمودية اليهودية المتطرفة (الأغيار). وهنا نسأل: هل يستقوي رؤوس حماس بواشنطن على الدوحة، أم أن صلاحية فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى "حماس" قد انتهت صلاحيته، كباقي الفروع الأخرى التي جُفِفَتْ، ثم كُسِرَتْ، أو طُحِنَتْ، في دول عربية، بعد حوالي عقد ونصف، على عملية إهلاك السلم الأهلي والمجتمعي، وتأجيج صراعات داخلية دموية، طائفية ومذهبية، وابتداع الانقسامات الافقية والعمودية، ونشر الكراهية والعدائية المطلقة، وتدمير الانجازات التنموية، بتسونامي مجازر دموية، المسبوقة بأحكام تكفير وتخوين، كما فعلت حماس ارهاصا لانقلابها على المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، وضرب مركز عصب مبدأ التحرر، واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني، ولدى الشعوب العربية أيضًا!

وبنظرة سريعة على التطورات في الإقليم خلال السنوات القريبة الماضية، وتدفق القوة العسكرية الأميركية والغربية إلى قواعد وبحار المنطقة العربية، وأخذها زمام المبادرة بيدها تدفعنا للاعتقاد بانتهاء صلاحية حماس، بعد انفراط عقد تنظيمها، وتحولها إلى مراكز قوى متعارضة في المواقف، ومتضاربة بالمصالح، والارتباط بأجندات دول وقوى اقليمية، على رأسها طهران، الأمر الذي انكشف جليًا منذ 7 أكتوبر، عندما أخلى رؤوس حماس بالخارج مسؤوليتهم عن العملية، وأقروا بانعدام علمهم المسبق بما حدث! والتصريحات السياسية لرؤوسها بالخارج المتناقضة بواقع 180 درجة مع سياسة وأهداف رؤوس حماس المسلحة في قطاع غزة، وهذا ما يعتبر  انقلابًا حمساويًا داخليًا، دفع شعبنا ثمنه نكبة جديدة، بعد أن دفع مئات الشهداء، في انقلاب حماس على المشروع الوطني ومنظمة التحرير 2007 كانت نتيجته فصل قطاع غزة وتحويله إلى قاعدة تجارب لما سمي الربيع العربي!

ويجب ألا نغفل أن إنهاء صلاحية حماس مرتبط بمنح (مقاولين سياسيين) صلاحية بديلة، حتى أن بعض هؤلاء أبدى استعداده، لأخذ دور حماس، ولكن بربطة عنق، وغطاء مرتوق بخيط منسوج من مصطلحات منمقة عن الديمقراطية والإصلاح. أما تقوية رؤوس حماس بواشنطن فهذا غي،  وثقة عمياء، وبطر في الاعتقاد بأن (السي أي ايه) الأميركية، و(الشاباك) الاسرائيلي لن يتخليا عمن قدم خدمات لا تقدر بثمن لصالح المشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة العربية، إذ يكفي أن جماعة الإخوان في الوطن العربي عمومًا وفلسطين خصوصًا عبر حماس، قد عملوا بأقصى طاقاتهم، على وأد  نهضة الشعوب العربية، وعطلت مسار حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، في عملية استنهاض العقل والفعل الوطني والقومي والتحرري التقدمي الإنساني، بقبولها أن تكون اللغم لتفجير القضية المركزية للشعوب العربية (فلسطين) لعل استذكار الارادة الفلسطينية الوطنية في كلمات الشاعر المجيد توفيق زياد: كأننا عشرون مستحيل. هنا على صدوركم باقون كالجدار، في اللد والرملة والجليل، يمكننا من معرفة حقيقة المتغطين بالإدارة الأميركية.