دعا أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، منظمة "اليونسكو" بتحمل مسؤولياتها في حماية المقدرات والمؤسسات التعليمية والحقوق التعليمية لشعبنا، وتبني مشروع إغاثي خاص لإعادة بناء وترميم المؤسسات التعليمية التي دمرت في العدوان الإسرائيلي.

جاء ذلك في كلمته أمام جلسة الحوار الوزاري رفيع المستوى حول التعليم من أجل السلام المنعقدة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في العاصمة باريس، خلال الدورة الـ42 للمؤتمر العام للمنظمة، ويضم وزراء التربية حول العالم، بحضور مئات المؤسسات الدولية التعليمية والخبراء في قطاع التعليم.

وقال دوّاس: إن "أكثر من "600" ألف طالبة وطالب حرموا من حقهم بالوصول إلى مدارسهم في قطاع غزة، كما أنهم ليسوا في بيوتهم بل هم في ساحات الكنائس والمستشفيات وشوارع غزة بعد تدمير بيوتهم بالكامل".

وأضاف: أن "هذا اللقاء يأتي وسط فقدان ما يزيد عن "10" آلاف شهيد من ضمنهم آلاف الطلبة ومئات المعلمين، حيث تقدر الإحصائيات التي تزيد كل دقيقة في ظل استمرار العدوان، استشهاد أكثر من "3" آلاف طالب وطالبة و"183" معلمًا خلال شهر واحد فقط، وتدمير "310" مدرسة من مدارس الحكومة ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جراء القصف الإسرائيلي عليها، وأن "45" مدرسة أخرى تعرضت لأضرار بالغة".

وأشار دواس، إلى أن في قطاع التعليم العالي فقد "432" طالبة وطالب و"14" عاملًا 98% منهم في قطاع غزة، كما تعطلت العملية التعليمية برمتها في 19 مؤسسة تعليم عالي (جامعات) في قطاع غزة، ما يعني حرمان أكثر من 88000 طالب من حقهم بالتعليم العالي.

وتابع: أن "فلسطين تفقد مقومات طالت البشر والحجر على حد سواء، من فقدان للأمان والحق بالحياة، واستهداف للمباني واستباحة للطفولة، مع صمت العالم رغم جميع المواثيق الدولية التي تحرم وتحظر جرائم الاحتلال، فإن عناوين العدالة قد ضلت الطريق والقانون الدولي الإنساني يتوارى واتفاقيات حقوق الطفل والحق في التعليم بلا قيمة أو اعتبار".

ودعا دواس، إلى ضرورة التحول من حالة الاستنكار والشجب إلى اتخاذ المواقف جادة، مطالبًا الكل العالمي لتحمل مسؤولياته وعلى رأسهم منظمة "اليونسكو" إزاء ما يعاني منه شعبنا جراء العدوان، فإن الأمر يتطلب مراجعة لدور المؤسسات الأممية والحقوقية في تأدية دورها المأمول، ورد الاعتبار لطفولة باتت في مرمى القصف ليل نهار، فالأبنية قابلة لإعادة البناء والإعمار، لكن بناء نفوس الأطفال وترميم ما اعتراها من ألم يتطلب جهدًا يفوق قدراتنا وإمكانياتنا ولو على المدى القريب.