أطلقت الكاتبة والإعلامية ولاء البطاط، مساء اليوم الأحد، كتاب "الفضائيات بين التضليل والتأثير"، الذي وثّقت فيه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال، والتغطية التي قامت بها وسائل الإعلام لنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم.

وقدّمت البطاط، خلال حفل إطلاق الكاتب بمتحف محمود درويش في مدينة رام الله، بحضور عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ومختصين، شرحا لواقع انتهاكات حقوق الطفل، وأهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي ينتهكها الاحتلال باستهداف الأطفال الفلسطينيين.

وقالت إن "الكتاب يقدم حلولا ربما تسهم في التخفيف من بطش الاحتلال بحق أطفالنا، فالكتاب وثيقة جديدة ضد الاحتلال الذي يستهدف الأطفال، حيث وثق قتل 78 طفلا عام 2021، و49 طفلا خلال العام الجاري، إضافة للاعتداءات على الأطفال، ويوجد 180 طفلا أسيرا في سجون الاحتلال يعيشون ظروفا قاسية، كما يواصل الاحتلال جرائمه بحق الطفولة دون حسيب أو رقيب".

وأضافت أن الإعلام الفلسطيني وثّق وكشف جرائم الاحتلال بحق الأطفال، حيث عكس تلفزيون فلسطين جهودا كبيرة لرصد الانتهاكات بحق الطفل الفلسطيني بشكل مهني، وكذلك بعض الفضائيات العربية التي رصدت ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون، فيما كانت فضائيات أخرى تغطيتها خجولة أو استندت لروايات الاحتلال.

واستذكرت بعض الحالات التي تؤلم شعبنا، بينها الطفل أحمد دوابشة الذي حرقه المستوطنون مع والديه وعائلته كاملة وبقي أحمد وحيدا ليكون الناجي الوحيد من المحرقة، كذلك ميار الجميلة وشقيقها علي اللذان استعدا لرحلة مدرسية وجهزا حقيبة الرحلة ولم يكونا يعلمان أن نهاية رحلتهما ستكون بصاروخ إسرائيلي سقط على غرفتهما لينهي حياتهما وحياة والدهما، كما الطفل تميم الذي توقف قلبه خوفا من الصواريخ التي استهدفت الأطفال في قطاع غزة، وكذلك الطفل ريان الذي كان عائدا من مدرسته وإذا بجنود الاحتلال يلاحقونه وأبناء مدرسته، وهرب خوفا إلى بيته ولم يحتمل قلبه كل هذا الخوف ورحل فورا.

ولفتت إلى أن كل هذه الجرائم وغيرها الكثير، حدثت رغم وجود قانون دولي يكفل حقوق الطفل المختلفة، ولكن هذا القانون لم يطبق ولم يتمكن من المحافظة على حياة الأطفال ولا منح المعتقلين الحرية، ولم يمنح الأطفال الأمان من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، حتى في طريقهم للمدارس.

وأكّدت البطاط أن ما يحدث للطفل الفلسطيني يجب أن يكون محل اهتمام دولي، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي لا ينتهك حقوق الطفل الفلسطيني وحسب، إنما ينتهك الاتفاقيات والمواثيق الدولية كافة، داعية إلى تكثيف الجهود السياسية والقانونية والإعلامية العربية والدولية من أجل حماية الأطفال في فلسطين.

ودعت إلى توحيد الرواية الفلسطينية العربية المقدمة للعالم لما يتعرض له الطفل الفلسطيني من اعتداءات، وأنسنة قصص الأطفال ونفي الأكاذيب التي يقدمها الاحتلال للعالم، وأن الرواية الفلسطينية بخصوص الأطفال هي التي يجب أن تسود، وليس رواية الاحتلال.

بدوره، قال وزير العدل محمد شلالدة، الذي حاور الكاتبة البطاط، "إننا نطلق اليوم كتاب الفضائيات بين التضليل والتأثير، وهو نموذج لتوثيق انتهاكات الاحتلال لحقوق الطفل الفلسطيني، وجاء من باحثة في مجال الأطفال، التي تقيدت بمراجع مهمة وأوفت الموضوع حقه من الشرح والتحليل وجراءة بطرح الأفكار".

وأضاف أن المؤلف يعالج مسألة حماية المدنيين بشكل عام والأطفال الفلسطينيين بشكل خاص، ويتميز بعمل جاد ورصين ويستند لعشرات المراجع، ويتحدث بإسهاب وموضوعية عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين.

وأشار الوزير شلالدة إلى أن البطاط تعمل في تلفزيون فلسطين وأسست مسرحا للأطفال في التلفزيون، وناقشت انتهاكات حقوق الأطفال، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية في الإعلام والحماية الدولية للطفل، وتعتبر إضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية والعربية، ورائدا في مجال الإعلام.

من جانبها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن الكتاب يتضمن معلومات قيمة، معبرة عن أملها "أن يكون نواة لمزيد من الدراسات لفضح جرائم الاحتلال بحق الأطفال، وتطبيق التوصيات التي قدمها الكتاب، ونتمنى أن يكون نواة لمستقبل أجمل لأطفالنا".

من جهته، قال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، إن "أكبر مدرسة في حياتنا هم الأطفال أنفسهم، فالأطفال اليوم هم من يختارون لنا ما يعتقدون أنه الأفضل، ونحن ما زلنا نذكر الطفل الشهيد محمد أبو خضير الذي سكب المستوطنون البنزين على جسده وأشعلوا به النار، ومحمد الدرّة في غزة الذي قتل أمام أعيننا، وكذلك الطفل فارس عودة الذي تحول إلى أيقونة، وموقع الكتاب الذي نقدمه اليوم هو محكمة الجنايات الدولية لتطلع على جرائم الاحتلال بحق الأطفال".

من ناحيته، قال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، إن "المشاهد التي يقدمها الكتاب كلنا عشناها، والحديث عن 150 طفلا قتلوا خلال ثلاث سنوات يعني أنه كل 10 أيام يقتل طفل، لأن الاحتلال يريد أن يرعب الطفولة لإنهاء القضية الفلسطينية".

وأشار أبو بكر إلى أن "موضوع الكتاب يشكل أساس صراعنا، فالرواية هي أساس الصراع، وعلينا فضح جرائم الاحتلال بتأليف مزيد من الدراسات والكتب التي تخدم روايتنا".