بعد "راهبات الوردية" وخطيئة ما فعلت إدارة هذه المدرسة، من رفع علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، على مسرح احتفالاتها، دخلت مدرسة "الأفق" في القدس المحتلة ساحة هذه الخطيئة، لترفدها برقص طالباتها على أنغام أغان عبرية....!!!

هذا اقتحام جديد من نوعه، أخطر بما لا يقاس من اقتحامات المستوطنين لباحات الأقصى..!! اقتحام المستوطنين للأقصى محاولة لتكريس الرواية الصهيونية المزورة بشأنه، لغاية لتهويده، أما اقتحام علم دولة الاحتلال، وأغانيها العبرية المدارس الفلسطينية الواقعة تحت هيمنة بلدية "نير بركات" الإسرائيلي، هو اقتحام للوعي، وتتشكل خطورته البالغة، في تماهيه مع غايات الاحتلال الإستراتيجية، الرامية لا لكي الوعي الوطني الفلسطيني، وإنما لقتله أساسًا، وتخليق بديله العدمي وبقيم العبودية لا بسواها...!! الخطورة هنا، الاسرلة تتلبس  ثياب المدرسة، لتحتفل بثياب   السياسة بغاياتها الاحتلالية.!! لسنا ضد الموسيقى، أيًا كانت هويتها، لكن حين يراد منها تزييف الوعي، تمهيدًا لقتله، فإنها لا تعود غير وسيلة من وسائل الحرب الإسرائيلية، ضد فلسطين التاريخ الحق، والعدل، والواقع، والقضية، وفي الراهن، ضد المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية، والعودة، والاستقلال.

هل نأمل أن تكون خطيئة "الوردية" و"الأفق" نتاج خطأ في التقدير والتدبير، وإذا ما كان الأمر كذلك، فهل تبادر إداراتا هاتين المدرستين إلى تصحيح هذا الخطأ الفادح في خطورته.

نعرف طبعًا أن بعض التمنيات ضرب من ضروب الوهم، فلا بد إذن من ملاحقة هذه الخطيئة، بالمعالجة قبل الموقف، ومنها مواجهة التدخلات القسرية لوزارة التربية الإسرائيلية، في شؤون المناهج التربوية الفلسطينية. ومن هذه المواجهة جعل الأغنيات الفلسطينية من الميجنا حتى الدلعونة في احتفالات مدارسنا، واعتماد ألوان العلم الفلسطيني، من أساسيات الألوان في دروس الرسم في صفوف طلابنا، خاصة تلك التي ما زالت تحاصرها جدران الاحتلال الإسرائيلي. لا بد من هذه المعالجة، وهذه مهمة الكل الوطني الفلسطيني في مختلف مؤسساته التعليمية، والتربوية، والثقافية، والإعلامية، لا مهمة وزارة التربية وحدها.