مؤامرات كثيرة وعديدة تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية، من القريب والبعيد من الأخ ومن الشقيق، لكن فصائلها الرئيسية وفي مقدمتها حركة فتح خاضت حروب ومعارك وقدمت الشهداء والجرحى من أجل الحفاظ على "م.ت.ف" ممثلاً شرعيًا للشعب الفلسطيني.

وعقدت مؤتمرات سنويًا بالشرق والغرب، جهزت لها ومولتها بالخفاء أنظمة ودول، وقادتها علنًا بعض الحركات والأحزاب والشخصيات الفلسطينية التابعة لتلك الأنظمة والدول التي يهمها السيطرة على القرار الوطني الفلسطيني ليكون ورقة في يدها تحركه لمصالحها الشخصية.

وعقد من هذه المؤتمرات والندوات في الدول الأوروبية والعربية، وآخرها ما يطلق عليه (مؤتمر فلسطينيي أوروبا) الذي انعقد في ٢٧ ايار ٢٠٢٣ في السويد، و(المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج) بتاريخ ٢٠ آيار ٢٠٢٣ في لبنان، الذي جاء كرسالة سياسية لقيادة المنظمة وحركة "فتح"، لإصرارهما على عقد المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخاب اللجنة التنفيذية والمجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين، والذي كان الهدف منه تجديد شرعية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والوقوف بوجه الضغوطات الدولية، والخطة الإسرائيلية الأمريكية لتمرير خطة ترامب القرنية التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتنهي حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وجاء عقد (الملتقى الوطني الفلسطيني) في بيروت للرد على انتخابات وتجديد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن السلطات اللبنانية أبلغت المنظمين بعدم موافقتها على انعقاد الملتقى في أراضيها والذي كان مقرر انعقاد في ٢٨ نيسان في العاصمة اللبنانية بيروت.

وتعرضت "م.ت.ف"، وما زالت لمحاولات التصفية والإنهاء، وتعرضت لمخططات ومخططات من أجل إيجاد بدائل عنها، لكنها بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" استطاعت أن تحافظ على قرار الشعب الفلسطيني مستقلاً ولا يتبع لأي نظام عربي أو إقليمي أو دولي، فشكلت تلك الدول عدة مسميات للانقضاض على "م.ت.ف" ولكنها لم تستطع أن تلغي شرعية منظمة التحرير ولا أن تمسح تضحيات أبناء شعبنا للحفاظ عليها، وذهبت كافة المسميات وأخواتها، واندثرت كافة كل المؤامرات والمؤتمرات وكل المخططات والمحاولات التصفوية والهيمنة والسيطرة والإنهاء أدراج الرياح، وبقيت منظمة التحرير الفلسطينية صامدة شامخة بدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا لتبقى ممثلاً شرعيًا ووحيد لشعبنا في الوطن والشتات.