تقرير: زكريا المدهون

كان من المفترض أن يسلم الشاب بلال زهير أبو خاطر من عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، المهر لعروسه في بلدة بيت لاهيا المجاورة، قبل أن تأتي الطائرات الحربية الإسرائيلية وتنسف حلم العروسين وتسوي صواريخها منزلهما بالأرض.

دون سابق إنذار، أطلقت طائرات الاحتلال صواريخ نحو منزل عائلة المواطن زهير أبو خاطر (59 عاما) المكون من طابقين، والواقع على أرض تبلغ مساحتها 300 متر مربع، وتبلغ مساحته 180 مترا مربعا، لتحوله في لحظة الى أثر بعد عين.

يقول صاحب المنزل المدمر زهير أبو خاطر: "إن الطائرات قصفت المنزل "خرجنا جميعا من البيت، كنا 10 أفراد، أولادي وزوجاتهم، وأحفادي، هرعنا الى الشارع بملابسنا التي نرتديها فقط".

ويضيف "جهزنا مهر عروس ابني، وكنا نستعد للتوجه عصر اليوم الى منزل عائلتها، لتقديمه لهم كما جرت العادة، لم نكن نشعر بالفرحة بسبب الأوضاع لكن كنا نحاول أن نصنعها، لكن حتى فرحتنا الناقصة هذه لم يتركها لنا الاحتلال".

ويشير الوالد الى أن ابنه بلال البالغ من العمر (26 عاما) جمع مهر عروسه بشق الأنفس، وكان يضطر للعمل ساعات إضافية بأجرة قليلة لا تتجاوز العشرين شيقلا باليوم وربما أقل، اضافة الى مساعدة قدمها له أخواله، اليوم هو مضطر لتجميع حق منزل جديد أيضا".

ويعاني الشباب في قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما من ظروف معيشية وحياتية صعبة بسبب انعدام فرص العمل، حيث تبلغ نسبة البطالة في الشريط الساحلي حوالي 50%.

يجلس الوالد على ركام منزله المدمر، والحزن باد على وجهه "ذهب تعب بلال هباء، الآن سيبدأ من الصفر، استغرق بناء منزلنا سنوات، والآن سنستغرق سنوات إضافية"، لكن بنبرة مكسورة يحمد الله على أن أسرته بخير "المال يعوض المهم أن أحدا منهم لم يصب بأذى".

وبين ركام المنزل المدمر، يبحث أحفاد أبو خاطر الصغار عن ألعابهم وكتبهم الدراسية وملابسهم استطاعوا إيجاد عدد منها لكنها كانت قد احترقت بفعل الصواريخ.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، دمرت قوات الاحتلال 36 مبنى ووحدة سكنية بشكل كلي، وكذلك تضرر 532 وحدة، منها 37 غير صالحة للسكن، و495 بشكل جزئي وبليغ.