تقرير: خضر الزعنون

في مشهد حزين ومن أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، سجي جثمان طارق عز الدين بجانب جثماني طفليه الصغيرين، إذ كان يحلم بالعودة إلى بلدته عرابة في جنين في شمال الضفة الغربية، التي أُبعد عنها، عندما أُفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

حوالي الساعة الثانية فجراً، سُمع صوت انفجار هز منطقة الرمال في مدينة غزة، وبعد دقائق، تبين أن طائرات الاحتلال استهدفت منزل الشهيد عز الدين، فاختلطت دماء طارق مع بقايا الدفاتر والكتب المدرسية لطفليه.

طارق الذي أمضى في سجون الاحتلال ثلاث عشرة سنة وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى مع سلطات الاحتلال عام 2011، ارتقى فجر اليوم الثلاثاء، في غارات شنتها طائرات الاحتلال مع أفراد أسرته ليتم تشييعه بموكب جنائزي مهيب مع ثلة من الشهداء، بينهم الذين ارتقَوا في هذا العدوان، ومن ضمنهم نساء وسيدات.

الطبيب محمد في مستشفى الشفاء يقول: "وصلت جثامين الشهداء مشوهة وبعضها مقطعة إلى الشفاء، وصعب التعرف عليها فجراً، وبينهم أطفال ونساء، وعدد من المصابين بجروح بالغة أُدخلت إلى غرف العمليات".

وأكد أن "من بين الشهداء طبيب أسنان هو جمال خصوان، وهذا يشير إلى أن إسرائيل تستهدف كل إنساء دون مراعاة لأي قوانين أو مواثيق دولية تحرم استهداف المدنيين".

وتستهدف قوات الاحتلال بشكل متعمد الأطفال والنساء في انتهاك صارخ للمواثيق والاتفاقيات الدولية، وتعمد إلى إبادة عائلات بأكملها في كل عدوان على القطاع. 

وشنت نحو أربعين طائرة حربية ودون طيار سلسلة غارات استهدفت شققاً سكنية ومنازل وأهدافاً مختلفة بمناطق قطاع غزة من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا، مستخدمة عشرات أطنان المتفجرات والصواريخ.

يشار إلى أن الشهيد طارق عز الدين "أبو محمد": وُلد في عرابة بمحافظة جنين بتاريخ 1974/9/14، وشارك في فعاليات انتفاضة الحجارة عام 1987، وتعرض للاعتقال، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 2002 قضى منها نحو 13 عاما. أكمل دراسته الجامعية داخل سجون الاحتلال، فحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية ولاحقاً شهادة الماجستير، أُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وأُبعد إلى غزة. واصل العمل في خدمة قضية الأسرى والدفاع عنهم عبر المنابر الإعلامية.

المصدر: وكالة أنباء وفا