يحتفل العالم بيوم العمال العالمي وهو اليوم الذي تخصص لتكريم العمال منذ العام 1889 وفي سبيل استذكار نضالاتهم على مر العصور في مواجهة الرأسمالية المتوحشة وانتزاع ما أمكن من مكتسبات لتحسين ظروف وشروط العمل وضماناته الاقتصادية والاجتماعية.
تاتي المناسبة هذا العام في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة العمال الفلسطينين في لبنان من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تترك تداعياتها الأكثر حدة على العمال والعاملات الذين يغرقون في لجة البطالة ويدفعون أكثر وأكثر ثمن الحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية وفي مقدمها حق العمل .
وعليه تعاني الطبقة العاملة وأسرها من تزايد حدة الفقر ومن مظاهر العجز عن تلبية الاحتياجات الحياتية الملحة في الوقت الذي يتواصل فيه التخفيض في خدمات الانروا ويفتقد فيه المجتمع الفلسطيني للخدمات الكافية الواجب تقديمها من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي خضم هذه المعاناة يتضاعف ألم العاملات الفلسطينيات من سياسات الحرمان و التهميش الممارس ضد اللاجئين الفلسطينين ومن العنف الاقتصادي المبني على النوع الاجتماعي الذي يلقي بثقله عليهن بشكل خاص حيث يتعرضن للتمييز بالأجر وغياب الأمان الوظيفي بسبب عدم توقيع عقود عمل تضمن لهن الحماية من ممارسات الفصل التعسفي والاستغلال في عدد ساعات العمل وغالبا دون الحصول على أجورهن.
كما تعاني العاملات الفلسطينيات من حرمانهن من إجازات الأمومة وخدمات صناديق الضمان الصحي والاجتماعي بما يشمل صناديق إعانة الأمومة، وفي ذات الوقت تعاني العاملات الفلسطينيات من مظاهر متعددة للعنف المبني على النوع الاجتماعي.
في ضوء ما تقدم فان الأول من آيار يشكل مناسبة يؤكد من خلالها قطاع المراة في الجبهة الديمقراطية وقوفه إلى جانب الطبقة العاملة الفلسطينية بما يشمل النساء والرجال في نضالهم من أجل انتزاع حق العمل بجميع المهن والاعفاء من إجازات العمل ، وتحسين شروط العمل وحماية حقوقهم بالاستناد الى عقود عمل موقعة بين العمال والعاملات وبين ارباب العمل .
كما يشكل هذا اليوم محطة للتاكيد على حماية العاملة الفلسطينية من مظاهر الاستغلال والقهر والتمييز بشقيه السياسي والاجتماعي النسوي في سوق العمل ومطالبة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بادراج قضايا العاملة الفلسطينية على جدول اعماله ومتابعاته من أجل حمايتهن في سوق العمل اللبناني والمحلي في المخيمات .
وختاما لا بد من مطالبة الانروا بتحمل مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا بإعتماد خطة طوارئ اغاثية تستجيب للمصاعب الاقتصادية المتفاقمة للمجتمع الفلسطيني في لبنان وفتح باب التوظيف امام مئات الخريجين والخريجات.
المجد للطبقة العاملة 
وعاش نضالها ضد الاستغلال الطبقي 
ومن أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.