يصادف اليوم الأحد السادس عشر من نيسان، الذكرى الخامسة والثلاثون لاستشهاد القائد المؤسس الرمز، أمير الشهداء خليل الوزير "أبو جهاد" الذي أغتيل عام 1988، على يد فرقة اغتيال إسرائيلية مجرمة في منزله في ضاحية سيدي بوسعيد شمالي العاصمة التونسية، وكان شاهرًا مسدسة في وجه المهاجمين وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميرًا لشهداء فلسطين، تاركًا على مكتبه آخر كلمة خطتها يده هي "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة"

قضى القائد أبو جهاد الوزير شهيدًا بعد تاريخ طويل وحافل بالنضال والمقاومة، وسلسلة من العمليات الفدائية النوعية التي خطط لها وأشرف على تنفيذها وتفاصيلها، قضَت مضاجع العدو الصهيوني وهزّت كيانه وضربت عمقه  الأمني والإستراتيجي، بإستهداف مفاعل ديمونة عام 1988، مما أفقد حكومة الاحتلال عقلها وتوازنها فسارعت بإتخاذ قرارها المجرم بإغتياله.

ويوم رحيله والتحاقة بركب الشهداء، فقد شعبنا قائدًا صلبًا وعنيدًا وشديدًا على الأعداء، هزّ عرش كيان العدو الغاصب، ومؤمنًا بحتمية النصر، لا يعرف المستحيل، واعتقد قادة العدو الإسرائيلي انهم بإغتياله يطفئون جذوة الإنتفاضة التي كان مهندسها، لكنهم خسروا الرهان، ذلك أن اغتياله زاد من اشتعال جذوتها ووهجها وتصاعدت الإنتفاضة وأشتعلت في كل أرجاء فلسطين وتوسعت واستمدت روحها الثورية من النهج الذي وضعه أبو جهاد في رسالته إلى الشعب الفلسطيني تحت عنوان لنستمر في الهجوم حتى نهدم كل ما توهم العدو انه بناه وشيده في سنوات الإغتصاب والاحتلال، فلا تراجع ولا تهاون ولا تعايش مع الاحتلال فلا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة.

لقد مثّل القائد الشهيد أبو جهاد الوزير رمزًا نضاليًا كبيرًا وكان نموذجًا استثنائيًا في الإيثار والتضحية من أجل إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، والدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية، وكانت وما زالت سيرته النضالية مصدر إلهام لكل الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.

وما نشهده اليوم في أرض فلسطين، من مقاومة باسلة بكل أشكالها ما هي إلّا جزءًا من إرث الشهيد القائد أبو جهاد وإمتدادًا لنهجه المقاوم، الذي أرسى دعائمه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي كان لحركة "فتح" وجناحها العسكري "قوات العاصفة" السبق في إطلاق رصاصتها الأولى.

إن إحياء ذكرى إستشهاد القائد الشهيد أبو جهاد تكمن بالوفاء لمبادئ القادة الكبار والسير على خطاهم والارتقاء إلى مستوى تضحياتهم والإستفادة من تجاربهم، وأن لا  ننسى أكثر مقولة كان يردّدها دوماً: "لا تنسوا .. احنا خدم للشعب الفلسطيني".. فعهداً لك يا أيها القائد الشهيد أن نبقى خدماً لشعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية، وأن نحافظ على وصاياك التي هي بمثابة البوصلة نحو التحرير والانتصار.

لك المجد يا خادم فلسطين الأعظم .. والخلود والسلام لروحك العظيمة يا أمير شهداء فلسطين.

المجد والخلود للشهيد القائد أبو عمار والشهيد القائد أبو جهاد وللشهداء القادة العظام المؤسسين ولكل الشهداء الذي سقطوا على طريق تحرير فلسطين، والحرية والنصر لشعبنا العظيم.

قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في لبنان
16 نيسان 2023