أحيانا قد نكون بحاجة لنسأل انفسنا حول مسائل نعتقد أنها من المسلمات المعروفة. والسؤال هنا: لماذا نصوم شهر رمضان؟

إلى جانب انه أحد اركان الإسلام الخمسة، وهي: الشهادتان، الصلاة، الصوم، الزكاة والحج لمن استطاع اليه سبيلا، فالصوم من حيث المبدأ هو فرض، ولكن لماذا جعل الله سبحانه وتعالى الصوم فرضا، مما يفسر لماذا نصوم؟ تجمع الأحاديث النبوية ان شهر رمضان شهر العبادة والتوبة. وبشكل عام انه شهر روحاني تأملي، هكذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يصوم في غار حراء ليتأمل ويعتاد على الصبر والتحمل.

نصوم لنكون أكثر قربا لله سبحانه وتعالى، لنكون أكثر انسانية، متعاطفين متضامنين متكافلين مع بعضا بعضا، نشعر بحاجات الآخرين، ونكون اكثر تواضعا وأقل اسرافا. الصوم لا يعني بأي حال أن نجوع كي نتلذذ عند الإفطار بأنواع كثيرة من الأطعمة وغالبا ما تكون أكثر من حاجتنا بكثير. الصوم لا يعني ان يتضاعف استهلاكنا 300%، أو ان يقوم التجار باستغلال الشهر الفضيل لزيادة الأسعار بشكل جنوني، أو لنتخلص من بضائع فاسدة.

وإذا دققنا بمغازي الصوم لاكتشفنا البعد الأخلاقي، فمسألة الصبر والتحمل لا تعني تحمل الجوع وإنما ان نكون صبورين على بعضنا البعض، وأن نحب لأخينا وصديقنا والناس أجمعين ما نحبه لأنفسنا، أن نكون صبورين في الشارع وفي مكان العمل، وألا نعتقد أن الصوم يعطينا الحق أن نغضب ونشتم الآخرين أو ان نقود السيارة بتهور قبيل الإفطار، هنا هو امتحان الصبر والتحمل، الهدوء وبرودة الأعصاب.. ما الذي سيحصل إن تأخرنا دقيقة أو اثنتين عن موعد الإفطار؟

لماذا تخالف تصرفانتا ومسلكياتنا في حالات كثيرة مغزى الصوم؟

العودة لأصل الأشياء هو الحل، أن نجيب بكل وضوح لماذا نصوم؟ هل شهر رمضان شهر شهواني أم شهر روحاني تأملي؟ المسألة الأهم، الاعتقاد ان من حقي كصائم أن أقصر في عملي، أو أن أقابل المراجعين في الدوائر الرسمية أو حتى الخاصة بعصبية.

اليوم هو أول أيام شهر رمضان، لنجعل من هذا الشهر، شهر محبة وتضامن وتكافل، وشهرا أقل عصبية وغضبا واستغلالا.. ودعونا نقول للجميع: صياما مقبولا.

المصدر:الحياة الجديدة