شكّل الإعلان عن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانيةّ خطوة جريئة على طريق بناء الثقة والتلاقي بين البلدين مما ينعكس إيجابًا على دول الخليج وإحلال سياسة حسن الجوار والتعاون وتعزيز فرص التنمية وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسيّة وإنهاء الحروب سيما بين الأشقاء "السعودية والإمارات ثاني أكبر دولة في تحالف الحرب الذي انطلق في أذار من العام 2015 على اليمن" وتسهم في فرض الأمن والاستقرار في دول المنطقة وفرملة خطوات الإنزلاق التي تسقط بها بعض الدول العربية بالتطبيع المجاني مع الكيان الغاصب لفلسطين.

وبداية لوقفة عربية وإسلامية تشكل بادرة أمل بفرض الشرعيّة الدوليّة وإجباره على وقف إجراءاته العنصريّة والاعتراف بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية .

عربيًّا: بارك هذا الاتفاق العديد من الدول العربية والإسلامية والعالم باعتباره اتفاق يخفف من حدة التوتر في المنطقة ويعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على الأمن القومي العربي سيما الخليج وثرواته الطبيعية

وأشارت مصادر إعلامية إلى تجهيز أبو ظبي وفد دبلوماسي رفيع استعداداً لإرساله إلى صنعاء في إطار التقارب الإقليميّ، وتحظى أبو ظبي بنفوذ كبير في جنوب اليمن وتحافظ على مصالحها التي وسعتها خلال الحرب شرق وغرب اليمن.

في هذا السياق يسجل للدبلوماسية الصينية النجاح الباهر والقدرة على جمع ممثليّ البلدين وتقريب وجهات النظر وردم سياسة التباعد والتنافر بينهما لمصلحة التنمية الاقتصادية برعاية ودعم اقتصادي صيني مما يسهم في تعزيز فرص العمل لصالح شعوب المنطقة.

سياسيًا، يفسر ذلك بأن زمن القطب الواحد وسياسة الهيمنة الأميركية آيلة إلى التراجع والسقوط وبروز دور جمهورية الصين الشعبية التي سبق لها أن عقدت اتفاقيات اقتصاديّة مع دول الخليج عامة وكلا البلدين السعودية وإيران خاصةً تقدر بعشرات المليارات من الدولارات مما يؤهلها للعب دور سياسي قائم على الوفاق والشراكة في الحد من النزاعات الإقليمية والدولية وتوطيد السلام العالمي ورفض السياسات الأميركية الخارجيّة الأحادية وممارساتها الاستعمارية التي كان أخرها الحرب في أوكرانيا في مواجهة استقرار وتطور روسيا.

وعلى مستوى الكيان الصهيوني عبر مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين المرافقين لنتنياهو في زيارته لروما. الإتفاق بين السعودية وإيران جاء نتيجة ضعف بايدن وبينت ولبيد في التعامل مع إيران خلال الحكومة السابقة. الشريك الفعلي في السياسة الصهيوأميركية. 

العديد من الدول العربية والإسلامية والعالميّة عبرت عن مواقفها الإيجابية والترحيب بالإتفاق التاريخي بين الدولتين.

الرئاسة الفلسطينية رحبت بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات بين البلدين.

الكيان الصهيوني: وفي ردٍّ مدويّ لرئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق

نفتالي بينيت حيث أشار إلى أن عودة العلاقات بين إيران والسعودية نصر سياسي لإيران وفشل لحكومة بنيامين نتنياهو مشددًا على أن "هذه ضربة قاتلة لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران".

واعتبر نفتالي بينت أن "الاتفاق فشل ذريع لحكومة نتنياهو" فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدوي، وكل يوم من عمليتها يعرض دولة "إسرائيل" للخطر وتابع: إن "دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة مختلة تعمل في تدمير الذات بشكل منهجي".

بعد أن أعلنت الدولتان في بيان صدر يوم الجمعة عن استئناف العلاقات الدبلوماسية الإيرانيّة السعودية بعد انقطاع طويل. وبحسب وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، سيتم افتتاح السفارتين في طهران والرياض خلال شهرين وسيجتمع وزيرا خارجية البلدين قريبًا.