حولت الشابة رزان البورنو (25 عاماً) غرفة صغيرة ذات مساحة ضيقة داخل منزلها إلى ورشة نجارة لكسب دخل مادي يوفي احتياجاتها الحياتية. فداخل ورشتها الصغيرة الحاضنة لطموحها وأحلامها، تستعد البورنو لرسم الشكل الفني حسب طلب الزبائن منها وذلك عبرة آلة القص لتشكيلي ما رسمت ومن ثم تبدأ بعدها عملية التلوين التحف الخشبية المطلوب إنجازها للزبائن.

وقالت البورنو"إن أول تجربة لي كانت عام 2019 نفذت فيها مشروع الرسم بالخيطان والمسامير على ألواح خشبية، ومن خلال هذه التجربة عملت على تطوير مشروعي بفتح ورشة نجارة داخل غرفة من بيتي". وبينت أنها حاولت البحث عن فرصة في تخصصها الجامعي تكنولوجية حيوية، مستدركة " لكن مع الأسف لم أجد فرصة به، الأمر الذي اضطرني للتفكير بفتح ورشة النجارة لإنتاج أشكال خشبية فنية".

ولفتت البورنو إلى أنها التحقت في تدريب لتعلم النقش والحفر على الخشب، وآلية استخدام الآلات والمعدات الخاصة بالنجارة، لتحصل بعد ذلك على تمويل لمشروعها من هيئة الإغاثة الزراعية. وأضافت "من خلال التدريب اكتسبت مهارة التعامل مع الآلات بشكل كبير حتى أصحبت أنتج أشكال خشبية فنية بشكل واسع". ونوهت البورنو إلى أن مشروعها يقدم مشغولات حرفية خشبية من ديكورات وتحف وهداية، مشيرة إلى أنها تروج لأعمالها الفنية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 أوضحت أنه بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك صممت عدة مشغولات خاصة بالشهر الكريم من مضايف وفوانيس، الأمر الذي لاقى اقبال كبير من المواطنين خاصة في كل ما يتعلق بديكور المنزل. وذكرت البورنو أنها تعمل على إضافة لمستها الخاصة في الاشكال الفنية التي تنتجها كالإضاءة والورد لتمييز مشغولاتها الفنية وإعطاءها رونق خاص، مضيفة "أن أسعار منتجاتها متواضعة وهي في متناول الجميع". ونوهت إلى أنها تقوم بتصميم وعمل المنتوجات حسب طلب الزبائن منها، من خلال اختيارهم لنوع الخشب والاشكال الفنية التي يرغبونها. بالتزامن مع يوم المرأة العالمي في الثامن أذار نبهت إلى أن العمل في النجارة لا يقتصر على الشباب خاصة أنها أثبتت ذاتها في ممارسة شغفها بهذه المهنة.

وحصلت البورنو على دعم كبير من الاهل والأصدقاء للاستمرار في ممارسة مهنة النجارة الامر الذي زاد من عزيمتها لاستكمال مشروعها.

وواجهت البورنو عدة صعوبات في بداية مشروعها تتمثل في آلية التعامل مع الآلات لكونها تحتاج إلى تركيز عالي اثناء استخدامها، فضلا عن ارتداء ملابس الوقاية للحفاظ على السلامة البدنية. وتطمح البورنو إلى فتح ورشة نجارة خاصة بها ومعرض لإبراز أعمالها الخشبية، مشيرة إلى أن ورشتها صغيرة جداً مما يضطرها للاستعانة في منجرة أخرى لقص الواح الخشبية الكبيرة.

ووجهت رسالة للشباب إلى ضرورة العمل على استكشاف شغفهم والسعي وراء أهدافهم، ورسالة أخرى للمرأة في يومها العالمي بأنها عليها أن تصنع كيانها وتثبت ذاتها في المجالات كافة.