إثر المحرقة المروعة التي أصابت بلدة حوارة، التي أشعل نيرانها المستوطنون الفاشيون، قام المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية في القدس، بزيارة للبلدة المكلومة، ومن هناك أدان النائب الأميركي الخاص هادي عمرو "أعمال العنف العشوائية واسعة النطاق، وغير المسبوقة من جانب المستوطنين". وقال: "نريد أن نرى محاسبة كاملة ومقاضاة من خلال القانون، وتعويضات لأولئك الذين فقدوا ممتلكاتهم أو تضرروا بطريقة أو بأخرى".

لن نكون بطبيعة الحال ضد المحاسبة، والمقاضاة، من خلال القانون، لكن واقع الحال مع حكومة التطرف والعنصرية والفاشية، التي يترأسها "بنيامين نتنياهو" يجعل من هذه المحاسبة، والمقاضاة غير ممكنة، لا بل إن القضاء اليوم في إسرائيل في مواجهة تشريعات تبحث في الكنيست الإسرائيلي لإقرارها، تهدد حسب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فعالية الجهاز القضائي في الدفاع عن سيادة القانون، وحقوق الإنسان، واستقلال القضاء..!!

مع حكومة التطرف، ومشعلي النيران، من سيحاسب من..؟؟ وأي قانون تراه إسرائيل لتحقيق ذلك..؟؟ سنرى في تصريحات عمرو هذا التعاطف الإنساني النبيل، لكن هذا التعاطف وحده، لن يسير عجلة العدالة التي تستحقها لا حوارة فحسب، بل فلسطين كلها، التي ما زالت تعاني النكبة، جراء تواصل الاحتلال لأراضي دولتها، ولحياة شعبها.

مع حكومة "نتنياهو" وقد وصفها بالأمس رئيس الشاباك السابق "يوفال ديسكين" بأنها ليست "حكومة يمينية كاملة، بل حكومة إرهابية كاملة" مع هذه الحكومة، لا يمكن لنا أن نتوقع أية عدالة، ولا بأي حال من الأحوال..!!

وعلى الأغلب، أنه على خلفية ما قدم هادي عمرو من تقرير  للخارجية الأميركية بعد زيارته لحوارة، صرح  نائب وزير الخارجية "نيد برايس" قائلاً: "ينبغي أن يتعاون الإسرائيليون والفلسطينيون، لتهدئة التوترات، واستعادة الهدوء، فالطرفان على حد سواء  يستحقان العيش في أمن وأمان".

الواقع أعجبتنا عبارة "على حد سواء" لكن هل تعرف الخارجية الأميركية أن عبارتها هذه، لا وجود لها في قواميس العنصرية والفاشية..!! وعلى أية حال سواء كانت تعرف أو لا، ستظل هذه العبارة، كمثل ذلك التعاطف، بحاجة إلى ما يجعلها ممكنة واقعيًا، لنعيش نحن والجيران، إن أحسنوا الجيرة، على حد سواء في أمن وأمان، وسنرى في التعاطف، والعبارة هذه، ما يشبه الدعاء، وعليه، وعلى رأي الخليفة العادل، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قليل من القطران مع الدعاء، كي تشفى الناقة من جربها. وما من جرب الآن في جسد اللحظة الراهنة، سوى جرب الاستيطان العنصري الفاشي، فهل ثمة قطران أميركي، لمعالجة هذا الجرب..؟؟

 

المصدر: الحياة الجديدة