بدعوة من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وتأكيدًا على وحدة الصف الفلسطيني ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، شاركت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في إضاءة شعلة انطلاقة الجبهة الديموقراطية الرابعة والخمسين، بمهرجان جماهيري في ملعب الشهيد أبي جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة، اليوم الجمعة ٢٤ شباط ٢٠٢٣. 

 

‏ وشارك بإضاءة الشعلة عضو قيادة حركة "فتح"- إقليم لبنان وأمين سر اللجان الشعبية في لبنان المهندس منعم عوض، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، واللواء منير المقدح، والعميد أبو أشرف العرموشي وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي، وأمين سر شُعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري، وأعضاء قيادة الشعبة، وقيادة الجبهة وكوادرها وأعضائها وضباطها، واتحاد عمال فلسطين وسعادة النائب بهية الحريري ممثلة بالأستاذ وليد صفدية والتنظيم الشعبي الناصري ممثلًا بالأستاذ عدنان سكافي وممثلًا عن حركة أمل م.بسام كجك، واللجان الشعبية ولجان الأحياء وممثلون عن فصائل "م.ت.ف" والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، والمكاتب الحركية والنسوية، وممثلو اللجان الشعبية والهيئات النقابية والفعاليات الاجتماعية، وحشد جماهيري. 

 

وكان في المناسبة كلمة لأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا اللواء ماهر شبايطة، بدأها بتوجيه الشكر إلى الاتحاد الإفريقي والجزائر على طرد ورفض إسرائيل كدولة مراقب في الاتحاد الأفريقي، ونشكرهم على الحفاوة التي استقبلوا فيها رئيس وزراء فلسطين المحتلة التي تليق بفلسطين ومكانتها وعلاقتها التاريخية بدول القارة السمراء.

 

وتوجه اللواء شبايطة بالمباركة للجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها قائلًا: "حين نحيي ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فنحن نحيي يومًا مجيدًا في تاريخنا الوطني وتراثنا القومي، الجبهة الديمقراطية كانت وما زالت جبهة المقاومين والمناضلين، من اسمها نتغنى في جبهات القتال التي خاضها شعبنا، ومن اسمها نستنسخ الديمقراطية الفلسطينية في حياتنا السياسية." 

 

وأضاف: "الجبهة الديمقراطية عضو أصيل في منظمة التحرير الفلسطينية. فحين نحتفل بالجبهة الديمقراطية نحتفل بالمنظمة الكيان الروحي والمعنوي والسياسي لقضيتنا العادلة إن الجبهة الديمقراطية وقيادتها كانت من المبادرين إلى الوحدة الوطنية ومتمسكة بالبرنامج الوطني، حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الفلسطينية بعاصمتها القدس، وإنجاز حق العودة وتقرير المصير". 

 

وأكد اللواء شبايطة: "إننا في منظمة التحرير الفلسطينية لسنا من الذين يتعاطون مع الأوهام أننا نعرف الواقع جيدًا واقع الصراع، وهو يشتد ويتفلت على تصعيدات خطيرة بعد صعود الفاشية والنازية إلى مراكز القرار في كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وتقديراتنا لموازين القوى في هذا الواقع لا تعرفها الشعارات الشعبوية، ونعرف جيدًا كذلك واقع حالنا الوطنية ومعضلتها الكبرى الشاخصة في الانقسام الفلسطيني وأنا، ولن نتوهم حلولاً سحرية لتسوية الواقع، والصراع الذي يشتد لن نراهن على أية تدخلات خارجية لتساهم بتحقيق شيء، رغم أننا ندعوها لتحقيق ذلك". 

 

ونوه اللواء شبايطة إلى أن رهاننا الأساسي لن يكون إلا على صمودنا شعبًا وقيادةً وقرارًا، وهو الصمود الذي لم يعد خافياً على أحد، بأنه بات الأساس للرقم الفلسطيني الصعب أحد بعد أن استحالت عملية شطبه. 

 

وأضاف اللواء شبايطة: "ولتعزيز هذا الصمود علينا تعزيز المقاومة بكافة أشكالها، بعيداً عن إنشاءات البلاغة وتعزيز الوحدة الوطنية، وتكريس الأمن والأمان لأهلنا في حياته اليومية والصمود هو أحد تجليات الصبر والنصر هو صبر ساعة كي يرتد المعتدي عن عدوانه ويهزم". 

وأردف اللواء شبايطة: "الضيق يدفعنا للمواجهة لا للاستسلام. وشعبنا هو شعب المواجهة والصمود والمقاومة والتصدي للتحديات أيا كان نوعها وأيا كانت طبيعتها، ولا يعرف التاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني حالاً وواقعاً وحقيقة أوضح من هذه الحال، وهذا الواقع أنا وهذه الحقيقة. وها هي نابلس ورغم الثمن العظيم لشهدائنا، فشلوا فيكسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل زادته صلابة وعطاء، وعجزوا على تركيع شعبنا. فهنا في فلسطين تتجدد الثورة مع كل جيل، إنها ثورة المستحيل، ولن تتوقف إلا بالنصر". 

ونوه اللواء شبايطة لما يتعلق بالوفود الغربية والأمريكية التي تطالب القيادة بالاستقرار الأمني، بأنه طلب نتنياهو وفاشيته، فإننا نردد ما قاله الرئيس أبو مازن للمحتلين كلما زاد طغيانكم ازداد شعبنا إصرارًا على مواجهتكم والتمسك بأرضه وحقوقه". 

 

وأضاف "مسألة الأمن والاستقرار في أراضي دولة فلسطين المحتلة لا يمكن أن تتحقق مع وجود جيش الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه جاثمًا عليها، وعلى حياة شعبنا فلماذا مضيعة الوقت والهروب من الحقيقة التي قالها الرئيس الشهيد أبو عمار أمام العالم؟؟ لن يكون هناك أمن واستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم طالما استمرت حالة التنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني المعترف بها في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة فالأمن الإقليمي مرهون بمدى الاستجابة لحقوق شعبنا في الحرية والكرامة والعودة والاستقلال والدولة بعاصمتها القدس". 

وقال اللواء شبايطة: "أما في ما يتعلق بالأسرى، أسرانا البواسل هم مناضلون من أجل حرية وطنهم؛ وجثامين الشهداء التي يحتجزها الاحتلال هي أبرز عناوين نضالنا المستمر إن الاحتلال يسعى لتصفية أسرانا جسدياً ومعنوياً لضرب نضالنا الوطني. وسنقف صفاً واحداً شعبًا وقيادة خلف معركتهم حتى الانتصار وهزيمة النازيين الجدد في فلسطين العربية ليعم السلام في ربوع العالم أجمع؛ لأنهم خطر داهم على البشرية كلها". 

 

وختم اللواء شبايطة قائلًا "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى كسر إرادتنا وتهجيرنا من أرضنا من خلال إرهاب رسمي منظم يمارس بحقنا شعباً وأرضا ومقدسات وشجراً وحجراً، لكننا لا خيار لنا إلا الصمود والبقاء في فلسطين حتى النصر."

 

وألقى كلمة الجبهة الديمقراطية عضو مكتبها السياسي يوسف أحمد رأى فيها أن ما تشهده القضية الفلسطينية من اشتداد الاستهدافات عليها من الصهاينة يحتّم على الفصائل جميعها أن يكونوا بحجم التحديات، لجهة استحضار كافة عناصر القوة في الحالة الوطنية وزجّها في معركة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وبتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. 

 

وطالب أحمد بإعادة الاعتبار لأبجديات الصراع مع المحتل بكل ما يتطلبه ذلك لمواجهة ممارسات الاحتلال وقوانينه العنصرية بصفّ موحّد، وعلى قاعدة استراتيجية نضالية وشراكة وطنية تؤسّس لمرحلة جديدة من النضال تُعيد الاعتبار للمشروع الوطني باعتباره مشروعًا يُصارع المشروع الصهيوني.

وألقى كلمة الأحزاب اللبنانية وحركة أمل المهندس بسام كجك حيث بارك للجبهة الديمقراطية ذكرى انطلاقتها، كما ثمّن فيها مواقف الجبهة وكافة الفصائل الفلسطينية في مقاومة الاحتلال، مطالبًا بإنهاء الانقسام بين فصائل الثورة الفلسطينية. كما وجه التحية لشهداء نابلس الذين استشهدوا بالأمس على أيدي العصابات الصهيونية.

وتخلل المهرجان عرضًا عسكرًيا تعبيرًا على مواصلة المسيرة النضالية الثورية. 

وفي ختام المهرجان توجه الحضور إلى إضاءة شعلة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

 

تصوير: محمد العدوي