تُحافظ الفلسطينية فاطمة فلاح على صناعة المشغولات اليدوية من سعف النخيل، وهي إحدى أهم المهن التراثية التي عرفها الفلسطينيون منذ مئات السنيين، لتتخذها مصدر دخل لعائلتها، في ظل ظروف حصار الاحتلال القاسية التي يعيشها قطاع غزة. تقول فلاح إنها تعتمد على سعف النخيل بشكل كامل في صناعة المقتنيات التراثية بداخل منزلها في دير البلح وسط قطاع غزة، فتحيك السلال القشية وبجانبها أنجالها وأحفادها، لتعلمهم أسرار المهنة وأصولها، ولتبقى المهن التراثية حاضرة على مدار السنوات القادمة.

وعددت بعض المنتجات التي تصنعها من سعف النخيل وأهمها "سلال الحلوى، وأطباق للعجين، والمعلقات التي تستخدم للزينة في المنازل.

وترى أن وجود المنتجات المصنوعة من سعف النخيل في المنازل الفلسطينية، تجعل رائحة الأجداد القديمة حاضرة، للتأكيد على أهمية التراث الفلسطيني. وحرصت فلاح على تعليم أبنائها مهنة الصناعة باستخدام سعف النخيل، لمساعدتها في العمل، ولتوارث المهن التراثية جيلاً بعد جيل. وبينت أنها تحصل على سعف النخيل من الأراضي الزراعية بشكل مباشر، حيث تجمع ما يسمى بـ "قلب النخلة"، ويكون لونه أخضر، ويتم تفريقه بشكل دقيق تمهيداً لوضعه في الشمس حتى تجف، ليصبح جاهزاً للبدء في التشكيل. وذكرت فلاح خطوات صناعة المقتنيات من سعف النخيل، فبعد تجفيف "قلب النخلة" يتم تجهيز مياه دافئة لنقع السعف لمدة 45 دقيقة، وتليها تجفيفه باستخدام قماشة قطنية، ليصبح ليناً وبالتالي يسهل تشكيله. ونوهت إلى أهم ما يميز المشغولات المصنوعة من سعف النخيل، أنها تحافظ على رونقها ولا يتأثر شكلها مع مرور السنوات. وتمتلك فلاح مقتنيات قديمة صنعتها من سعف النخيل قبل أكثر من عشرة سنوات، ليبقى رونق التراث الفلسطيني القديم حاضراً في منزلها. ولفتت إلى أن مهنة الصناعة باستخدام سعف النخيل أوشكت على الاندثار، لذلك تجتهد في إبقائها والحفاظ عليها، لكونها جزء من التراث الفلسطيني القديم. وتطمح فلاح أن توسع مشروعها من خلال افتتاح معرض خاص لمنتجات سعف النخيل، ليكثر الاقبال على شراء المنتجات، خاصة أنها تعمل في الوقت الحالي بحسب الطلب فقط. وتسوق منتجاتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض صور المشغولات قبل بيعها، لتستقبل طلبات أخرى من زبائن آخرين. وتضيف فلاح لمساتها الخاصة على سعف النخيل من خلال إضافة الألوان بشكل خفيف ومتناسق، ليتناسب مع مختلف الأذواق، سواء العصرية أو القديمة.