نشر الأستاذ حسن نافعة مقالاً بعنوان "تحية للجيل الفلسطيني الجديد"، أمس الأول، على موقع "العربية نت"، وأعاد نشره الدكتور يوسف الحسن على صفحة مجموعة السلام العربية، ولفت انتباهي، أن الدكتور نافعة، الرجل الرزين وقع في الخطأ، وجانب الصواب في أكثر من نقطة، وسأبدأ في البداية بتثمين اهتمامه بالملف الفلسطيني من حيث المبدأ، والخلاصة التي حملها عنوان مقاله، وهي نتيجة موضوعية بشأن الجيل الجديد الذي ولد وترعرع في زمن أوسلو، لكنه فقد الأمل في تحقيق أية خطوة إيجابية نحو السلام الممكن والمقبول، وغادر عمليًا قطاع من هذا الجيل دائرة الانتظار، ولجأ لأخذ زمام الأمور بيده ردًا على فجور وعنصرية وفاشية دولة الاستعمار الإسرائيلي، التي استباحت الأرض والشعب والحقوق والمصالح الوطنية العليا وبتغطية علنية ودعم شبه مطلق من الإدارات الأميركية المختلفة.

 

ورغم أن فلسفة الخروج عن سياسة الإجماع تحتاج لمراجعة وتدقيق، حرصًا على الشباب أنفسهم، وعلى عموم الشعب، إلا أنها قرعت الجرس بقوة، وأكدت لإسرائيل الفاشية وحليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة أن الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن نفسه بما ملكت يداه. ويملك كل أوراق القوة التي يمكنها قلب طاولة الصراع رأسًا على عقب، وقادر على هز العصا الغليظة في وجه القوى المتطاولة على حقوقه وثوابته، ليس في إسرائيل الخارجة على القانون وإنما في الإقليم والعالم.

 

أما الملاحظات التي رأيت ضرورة لفت نظر الدكتور نافعة لها، هي: أولاً- لا يجوز الفصل بين إدارة الزعيم الرمز الراحل أبو عمار، وخليفته سيادة الرئيس محمود عباس، لأن الأخير لم يغادر موقع الثوابت والأهداف الوطنية، لا بل تشبث بالدفاع عنها أكثر فأكثر؛ ثانيًا- لم تغادر فصائل العمل الوطني المنضوية تحت راية منظمة التحرير برنامج الإجماع الوطني، ومازالت ملتزمة بأشكال الكفاح المختفلة بما فيها الكفاح المسلح، وإن كانت مازالت تعتقد أن شكل الكفاح الشعبي حتى اللحظة يحظى بالأولوية، بيد أنها جميعها مستعدة لتدوير الزوايا، واستبدال الأولويات في الزمن المناسب؛ ثالثًا- للأسف وقعت في عملية الخلط، ولا أعرف إن كان متعمدًا أو نتيجة عدم تدقيق، وأقصد في تصنيف حركة حماس (فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين) بأنها قوة مقاومة، وتجاهلت من حيث تدري أو لا تدري التمييز بين الشعار وبين التطبيق، أضف إلى أنك لم تميز بين مستويين، المستوى القيادي للحركة، الذي لا يمت للمقاومة بصلة، وبين الأعضاء والكوادر المناضلة فيها الذين ضحوا وقاتلوا دفاعًا عن قناعة، وقدموا أرواحهم على مذبح الثورة والدفاع عن مصالح الشعب؛ رابعًا- غاب عن قراءتك تداعيات الانقلاب الأسود الذي مضى عليه خمسة عشر عامًا، الذي تقوده حركة "حماس"، ورغم العديد من صيغ الاتفاقات وآخرها إعلان الجزائر أواسط تشرين الأول/ اكتوبر ٢٠٢٢، إلا أن قيادة فرع الإخوان المسلمين عطلتها جميعها بذرائع وحجج واهية لا تمت للحقيقة بصلة؛ خامسًا- كما أن قراءتك غيبت كليًا الواقع المحيط بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، كونها هي المسؤولة عن وحدة وسلامة الشعب، كل الشعب الفلسطيني والدفاع عنه في المحافل العربية والإقليمية والدولية، بتعبير آخر، هي ليست فصيلاً، وليست معنية بسياسة المتاجرة بالشعارات التي لا يعنيها من يطلقونها. أضف إلى أن كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، هي العامود الأساسي لكتائب المقاومة في جنين ونابلس وغيرها من المدن والقرى والمحافظات.

 

وهناك ملاحظات أخرى تندرج في إطار النقاش مع ما أوردت من مغالطات، أعتقد أن شخصك الكريم لا يعنيها، أو غابت عنك، ولهذا أتوجه لك من موقع الاحترام لشخصك الكريم لإجراء مراجعة موضوعية لما كتبت وللقوى التي منحتها الأوسمة التي لا تستحقها.