كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لم توقفهم إعاقتهم رغم إختلافها عن تحقيق طموحاتهم وآمالهم، فبالعزيمة والإرادة يستطيع الإنسان الوصول إلى أهدافه، فالإعاقة هي إعاقة الفكر وليس إعاقة الجسد.

أفنان أكرم أبو عودة تبلغ من العمر 24عاماً، من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تستسلم للصعوبات والتحديات التي فرضتها الحياة عليها بل كافحت واجتهدت لتصبح شخصية فعالة تخدم المجتمع، خريجة دبلوم سكرتارية وأتمتة مكاتب بكلية مجتمع الأقصى، وبكالوريوس نظم معلومات بجامعة الأقصى.

قالت أبو عودة إن قصتها بدأت عندما كانت تدرس بالكلية كانت ظروف الحياة صعبة مما جعلها تبحث عن عمل وتعتمد على نفسها لتكسب قوت يومها، فتطوعت في جمعية الثقافة والفكر الحر وتعلمت كتابة الشعر والقصص والأغاني فوجدت نفسها جيدة بالكتابة وهنا كانت خطوتها الأولى.

وتابعت أبو عودة حديثها أنها وجدت الدعم من أمها والناس التي تحبها، مشيرةً إلى أنها كانت تأخد القماش المقصوص الذي يزيد عند الخيّاطة بعد أن تفصل لها ملابسها وتصنع منه براويز وهدايا وكانت تستخدم في صناعتهم الخيط والإبرة والسيلكون.

وأضافت أبو عودة أنها أصبحت تصنع كلمات محشية بالقطن وتغلفها داخل مكتبة وتهديها لأقربائها وعندما وجدت إقبال بدأت تعرض ما تصنعه على محل الهدايا "باب الحارة"، لافتة ان ذلك محرج لها ولكن الظروف كانت أقوى فتشجعت وبدأت تأخذ الهدايا والبراويز وتبيعها لطلاب المدارس.

وأوضحت أبو عودة أنها أكملت تعليمها البكالوريوس من عملها، مبينة أنها كانت تعاني من نظرة الدكاترة لها باحتقار وأنهم لا يريدون أن يوصلوا لها المعلومة وتجاهلهم لها يُشعِرها بالإحباط، لكنها لم تستسلم فأصبحت تبحث عن أشخاص لتعليمها ومساعدتها لتثقف من نفسها، فوجدت شخص جزائري عَلمها كيف تصمم موقع كامل فاستمر يعلمها حتى النهاية، وأيضاً علمها دكتور جامعة في سوريا.

وأشارت أبو عودة إلى أنها تعمل تحت شعار "لسنا الأوائل ولكننا الأفضل" وذلك في مساعدة طلاب الجامعات بأبحاثهم والأنشطة، مضيفةً أنها عملت كاتبة لدى مستشفى ناصر، وكاتبة بمؤسسة تعليمية تحت رعاية الإغاثة الكاثولوكية لمدة شهر، ومن ثم بدأت تأخذ تدريبات متنوعة في حاضنة أعمال وذلك لتكتسب مهارات وتكون أكثر كفاءة، وأيضاً عملت في صناعة دُمى الأطفال.

وبينت أبو عودة أن لديها خبرة في العمل المؤسساتي مع الأشخاص ذوي الإعاقة، منوهةً أن لديها مهارة الطباعة باللغتين العربية والإنجليزية ومهارة الاتصال والتواصل الفعال وأن لديها القدرة في التأثير على الأشخاص.

وتحدثت أبو عودة عن أبرز الصعوبات التي واجهتها منها نظرة المجتمع لها وجهله في التعامل معها، موضحةً أنها تطمح بفتح مكتبة الكترونية تخدم فيها الطلاب بشكل قانوني، وتطمح بالحصول على وظيفة مستقلة.